الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبــــراء : مركز الإنذار المبكر لدعم الحرب على الإرهاب

22 ابريل 2017 00:08

أبوظبي (الاتحاد) طالب خبراء عسكريون واستراتيجيون بإنشاء «مركز إقليمي للإنذار المبكر للإرهاب» يضم الدول الجادة في مكافحة الإرهاب مع دعم دولي ويعتمد بالدرجة الأولى على مصداقية التعاون وتبادل المعلومات حول التنظيمات الإرهابية والمخاطر الأمنية، متوقعين استمرار تعرض الدول لعمليات الذئاب المنفردة، خلال الفترة المقبلة. وأشار هؤلاء إلى أن بعض التنظيمات الإرهابية انقلبت على الأجهزة المخابراتية التي سهلت قيامها لتصبح عبئاً عليها، مؤكدين أن الطريق واضح للقضاء على ظاهرة الإرهاب، إلا أن غياب التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات يدعم استمرار هذه الظاهرة. وكشف الخبراء، أن المواد المستخدمة في العمليات الإرهابية أصبحت متطورة جداً ويسهل إخفاؤها لأنها أصبحت من مادة «C4»، كما أن الأجيال الجديدة في التنظيمات الإرهابية أشد شراسة من الآباء المؤسسين في تنظيم القاعدة. وقال اللواء محمود خلف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية في جمهورية مصر العربية «التعامل مع العمليات الإرهابية على مستوى العالم سيعتمد بالدرجة الأولى على التحالفات التي تعلن الحرب على الإرهاب». وتابع في تصريحات لـ«الاتحاد» من القاهرة «ما يجري حالياً يكشف بدرجة ما أن العالم ليس جاداً في الحرب على الإرهاب بالدرجة المطلوبة»، عازياً تلك النظرة إلى أن الإرهاب يرتكز على التمويل والتسليح بالمعدات والتكنولوجيا، وهو ما يجري على أرض الواقع، كما يمتلك الإرهابيون تكنولوجيا عالية جداً ومتطورة، إلى جانب الحصول على الأموال العابرة للجغرافيا رغم وجود نظام رقابة دولي يراقب حركة الأموال على مستوى العالم، ما يعني معرفة تلك الجهات الرقابية بعمليات التمويل التي تتم، أو الخلل في أنظمة المراقبة، ما يشير إلى عدم جدية الحرب علَى الإرهاب. إجهاض الإرهاب وأكد خلف، أن الإرهاب لا يمكن إجهاضه إلا بالمعلومات الصحيحة والدقيقة، موضحاً أن هناك أجهزة مخابراتية تستخدم الإرهاب في علاقاتها مع الدول الأخرى، وفي حال إذا كانت العلاقة جيدة يتم إخطار الدولة بالعمليات الإرهابية التي حصل عليها الجهاز الاستخباراتي في الدولة الأخرى، بينما في حال العلاقات غير الجيدة يتم التغاضي عن هذه المعلومات، ويترك الإرهاب للتحرك كيفما يريد. وأوضح أن المواد التي يتم استخدامها حالياً هي المواد المتفجرة من نوع «C4»، والتي يتم استخدامها بالجرام، مما يسهل حملها وتسهيل مهمة استخدامها في أي مكان في العالم، مقارنة بالمواد السابقة في عمليات التفجير والتي كانت تعتمد على «TNT»، و تحتاج إلى عشرات الكيلوجرامات وربما المئات لتحقيق التفجير. تساؤلات متشابكة وقال خلف «هناك تساؤلات كثيرة ومتشابكة في المنطقة وعلى مستوى العالم، بدءاً من عدم اكتمال الموافقة على عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب وصولاً إلى التعاملات غير الواضحة مع القضية». وطالب بوضع آلية للتعامل الإقليمي مع الإرهاب بدعم دولي من خلال برامج تبادل الخبرات والمعلومات وإنشاء مركز «نظام الإنذار المبكر للإرهاب»، والذي يمكن أن يقدم معلومات حول العمليات المتوقعة في المنطقة استناداً إلى تبادل المعلومات بين الأجهزة المخابراتية والأمنية. سهولة التحرك وتابع بالقول «الوضع الحالي يسمح للإرهابي بالتحرك بسهولة لغياب الإجراءات الاستباقية، والتي تقوم على المعلومات، وهو ما نطالب به لتفعيل مواجهة الإرهاب». ووصف التعامل مع الإرهاب حالياً بأنه نوع من محاربة الهواء، مشيراً إلى أن الطريق معروف وواضح للقضاء على الإرهاب، لكن غياب الإرادة الحقيقية والتعاون المشترك، هو ما يسمح باستمرار هذه الحالة. مؤكداً أن الأجيال الجديدة أشد شراسة من الأجيال القديمة نتيجة للتطور التكنولوجي والمرعب والخطير. الطريق مفتوح وحول الأقاويل، التي تتردد بشأن أن الإرهاب صناعة أجهزة مخابراتية أوضح أنه لا ضرر في أن يكون الأمر كذلك، وعلينا أن نتعامل مع كل الخيارات بمنطق المواجهة الصحيحة القائمة على المعلومات والجدية، قائلاً: الطريق ما زال مفتوحاً للقضاء على الإرهاب، شريطة التعاون الإقليمي الحقيقي، والدعم الدولي الصادق، وأنه إذا نجحت دولة في إخماد الإرهاب دون تعاون دولي فإنه سيعود مرة أخرى. سنوات المفاجأة من جهته، وصف رياض قهوجي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري «إنيجما» في الإمارات، السنوات الأربع المقبلة في العالم بأنها «سنوات المفاجأة»، وأن العالم سيدخل في مفاجأة ليخرج إلى أخرى، مدللاً على ذلك بالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي والذي ظهر فجأة وفوز ترامب بالرئاسة الأميركية ودخول روسيا في الحرب في سوريا وقرار ترامب بضرب القواعد العسكرية السورية، وتوجهات أميركا لزيادة حاملات الطائرات في المنطقة، وإدخال روسيا إحدى حاملاتها في البحر المتوسط وتصاعد وتيرة الخلاف الأميركي مع إيران بعد مجيء ترامب والتصعيد بين كوريا الشمالية وأميركا. التنظيمات الشرسة وأشار الرئيس التنفيذي لـ«إنيجما» إلى أن العالم بأسره سيظل عرضة لهجمات «الذئاب المنفردة» والتنظيمات الإرهابية خلال السنوات المقبلة، وأن هذا الأمر لن يتوقف مع هزيمة «داعش» ولكننا سنشهد ظهور تنظيمات جديدة ومسميات جديدة بشراسة أقوى لأن المسببات ما زالت موجودة، وتتركز في استمرار الفساد وغياب العدالة والاعتداء على الإنسان بشتى الصور، واستمرار النزاعات المذهبية والطائفية، وبقاء الدور الإيراني في المنطقة والقائم على دعم كل هذه الأجواء. الخروج عن السيطرة وعن التفسيرات القائلة، إن العمليات الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الحالية هي صناعة مخابراتية لدول في مناطق مختلفة من العالم، قال قهوجي: إن أصحاب هذه النظرية، إذا سلمنا بها، أكدوا أنه في حال صحة هذا الاستنتاج فإن الأوضاع خرجت عن السيطرة، وأصبحت هذه التنظيمات تشق عصا الطاعة للدول التي قامت بإمدادها ومساعداتها وأصبحت عبئاً كبيراً على تلك الأجهزة، وهو تحول يحدث بشكل دوري في كل العمليات التي ترتبط بهذه التنظيمات على مدار التاريخ. وأشار إلى أن عام 2016 شهد أعلى نسبة إنفاق دفاعي في العالم في ميزانيات الدول منذ انتهاء الحرب الباردة، متوقعاً استمرار هذه الزيادة للأعوام المقبلة نتيجة لبقاء أسباب التوتر والصراعات وعدم الوقوف على حقيقة الأمور. وأفاد بأن سياسات ترامب الحالية تعزز فرص فوز المرشح الإيراني المتشدد بدلاً من تيار الإصلاح المنفتح، والذي كان يتوقع أن يكون هو الأكثر حقاً بالفوز بالرئاسة الإيرانية بعد توقيع اتفاق «5 + 1». جهود شاملة من جانبه، كشف العميد اللبناني متقاعد نزار عبد القادر الخبير العسكري أنه من الممكن تفكيك بنية التركيبة الخاصة بالدول المسماة بالدولة الإسلامية في العراق والشام من خلال العمل العسكري في تلك المنطقتين، وأنه لا يجب أن نتسرع في تحديد مدة زمنية للانتهاء من دولة «أبو بكر البغدادي». وقال عبد القادر في تصريحات لـ«الاتحاد» من بيروت «ما يجب علينا حالياً هو البحث عن الأسباب التي شكلت الدافع الأساسي للتطرف لدى العديد من شباب العرب المسلمين، بدءاً من القاعدة وصولاً إلى «داعش» وتنظيمات أخرى جديدة ستظهر قريباً»، مؤكداً أن المعالجة «طويلة الأمد». وتابع «لا توجد دولة أو مجموعة قادرة على مكافحة هذا المرض العضال، ولن يتم القضاء على هذه الظاهرة إلا بجهود شاملة، تتضمن السياسة والدين والوعي والثقافة وكل مناحي الحياة»، مشيراً إلى أن ظاهرة الإرهاب صارت واقعاً وليست حالة وقتية طارئة. ونوه إلى أن الإرهاب وسيلة يستخدمها الأفراد والجماعات ضد الحكومات، ويمكن أن تستخدمها وترعاها حكومات ضد مجموعات معينة، ويتضمن أنواعاً متعددة منها الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والإرهاب برعاية الدول، والإرهاب الناتج عن أيديولوجية معينة، لافتاً إلى أن التعامل مع الإرهاب يجب أن يتضمن عدة معايير أولها: عدم تبرير الجريمة أياً كان شكلها ومنفذوها، وتجريم الفكر المتطرف دستورياً من خلال قوانين تشرعها البرلمانات التشريعية في العالم. معظم دول القارة بيئة حاضنة مراكز استراتيجية: الإرهاب يتجه إلى شمال وغرب أفريقيا أبوظبي (الاتحاد) توقعت مراكز دراسات استراتيجية عديدة في تقارير لها أصدرتها مؤخراً، انتقال التنظيمات الإرهابية الحالية في العراق وسوريا إلى شمال وغرب وجنوب أفريقيا بصورة متزايدة، لإعادة إنتاج تلك التنظيمات بآليات جديدة وظهور تنظيمات متطورة عابرة للحدود ولديها خبرات قتالية متنوعة، فضلاً عن التنظيمات التي أعلنت عن نفسها في تلك البلدان خلال العامين الماضيين وفي مقدمتها تنظيم «أنصار الإسلام» في بوركينا فاسو، و«بوكو حرام في نيجيريا». وصدرت تلك التقارير عن مراكز استراتيجية في عدد من الدول في مقدمتها مركز دراسات المستقبل في الإمارات ومراكز أخرى في أفريقيا ، فضلاً عن تحليلات مختصين في شؤون الإرهاب. يذكر أن العمليات الإرهابية في الساحل الأفريقي، بدأت في الجزائر عام 1991 لتنتقل إلى السودان والعودة للجزائر أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وعقب أحداث 2011 التي شهدتها دول أفريقيا وفي مقدمتها ليبيا، فر المقاتلون «الطوارق» الذين قاتلوا بجانب القذافي إلى إقليم الأزواد محملين بترسانة من الأسلحة، أغرتهم لإعلان التمرد على الحكومة المركزية في باماكو تحت قيادة «إياد أغا غالي»، حيث أطلق على جماعته «أنصار الدين» ورفع راية القاعدة السوداء مطالباً بتطبيق الشريعة الإسلامية وإعلان الحرب على الحكومة المالية والجيش الفرنسي. وبحسب هذه التقارير، تحولت الجماعات الإرهابية من مجموعات صغيرة تعمل بالنظام السري إلى كيانات تشبه الدول، لها هياكل سياسية واقتصادية وعسكرية ولوجيستية، إذ إنها تعتمد على المركزية في تنظيم تحركاتها بحيث تجد القيادة العليا والوحدات الميدانية والوحدة الإعلامية والاتصالات ومصادر التمويل. وانتقلت تلك الجماعات من تنفيذ عمليات مثل الاختطاف والاغتيال والتدمير، والتي تستلزم أسلحة خفية وعبوات ووسائل اتصال محدودة، إلى القدرة على مواجهة الحكومات في معارك بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ووسائل اتصال متقدمة جداً. كما شهدت تلك التنظيمات تحولاً نوعياً بظهور «النساء الانتحاريات»، حيث بدأت الميليشيات في استخدام النساء في العمليات الإرهابية، وهو الأسلوب الذي استخدمته حركة بوكو حرام في عملياتها شمال نيجيريا ومناطق من الكاميرون. وأشارت تلك التقارير إلى أن غرب أفريقيا أصبح يحتوى على عدد من الجماعات الإرهابية التي لم تتوان في إعلان أنها ستسير على نفس نهج تنظيم القاعدة العالمي. ويرى البعض أن تنظيم القاعدة تفكك في شكل خلايا محلية توجد في دول بعينها، فتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جاء امتداداً للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت عن الجماعة الإسلامية المسلحة في عام 1997 ثم أعلنت في يناير 2007 انضمامها إلى تنظيم القاعدة وغيرت اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وشهدت العديد من دول العالم، خلال الأعوام القليلة الماضية، تنامياً واضحاً في عدد العمليات الإرهابية التي قامت بها ذئاب منفردة ينتمون إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة أمثال «داعش»، «هيئة تحرير الشام» في بلاد الشام و«أنصار الإسلام» في بوركينافاسو، و«تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، و«بوكو حرام» في نيجيريا، وغيرها من المسميات الكثيرة. وقد اتسمت هذه العمليات بأن القائمين عليها لجؤوا إلى استخدام وسائل غير تقليدية في تنفيذ عملياتهم، معتمدين على الإمكانيات المتاحة لديهم، من أجل قتل شخص أو مجموعة من الأشخاص، بطريقة غير متوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمثل هذه العمليات، ويسميها البعض بـ«العمليات الممكنة». ونشأت جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا، لمناهضة انتشار التعليم الغربي ظناً منها أن الحكومة النيجيرية باعتمادها على التعليم الغربي والقوانين الغربية وعدم تطبيقها للشريعة الإسلامية في كل ولايات الشمال النيجيرية تتسبب في إلحاق الضرر بآلاف المسلمين. وتزداد المخاوف من تفشي الجماعات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا وارتباطها بعصابات الجريمة المنظمة المحلية منها والعابرة للحدود، وتعد معظم دول أفريقيا بيئة خصبة لازدهار النشاط الإرهابي وفي مقدمتها مالي وتشاد والنيجر وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا والصومال. وتعد أفريقيا مركزاً لعشرات المنظمات والجماعات الإرهابية والتي ينتشر معظمها من أقصى الساحل الأفريقي بالغرب إلى أقصى الساحل الأفريقي في الشرق، وساهم في ذلك الانتشار تداخل الأفكار المتطرفة مع التركيبة التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والفراغ الأمني في تلك المنطقة.

 

التطورات الجيوسياسية وصراع العملات مؤثرات تضرب الاقتصاد العالمي

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©