الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عمان تستثمر «مفرح الجبال» وتعيد زراعته في محميات

عمان تستثمر «مفرح الجبال» وتعيد زراعته في محميات
16 مارس 2014 23:27
يوسف البلوشي (مسقط) - يعد الزعتر العماني واحداً من النباتات العطرية، التي وجدت الاهتمام والرعاية؛ فسخرت له الحكومة الإمكانات المادية والبشرية من أجل المحافظة عليه. وقد كان يطلق عليه قديما «مفرح الجبال»، كونه يعطر الجبال برائحته الزكية. وسعت وزارة الزراعة والثروة السمكية إلى الاهتمام بالزعتر البري العماني، وإعادة زراعته في محميات زراعية عبر مشروع أطلق عليه «تطوير وتأهيل الزعتر العماني»، وتم تشكيل فريق العمل لتنفيذ المشروع الرائد، في ولاية وادي بني خالد، نظرا للطبيعة الجغرافية للولاية التي تساعد على نمو نبات الزعتر، بالإضافة إلى أن مناخها ملائم لإنتاج أصناف عديدة من النباتات الطبية والعطرية إلى جانب الزعتر. أصل الفكرة في هذا السياق، يقول مدير دائرة التنمية الزراعية المهندس أحمـد الهاشـمي، بوادي بني خالد ومديـر مشــروع تأهيـل وتطـوير الزعتر العماني، إن فكرة الاهتمام بتأهيل وتطوير الزعتر العماني وردت أثنـاء قيـام فــريق فني من وزارة الزراعة والثروة السمكية بجولة في الجبل الأبيض عام 2011، حيث استمع الفريق إلى ملاحظات الأهالي بالجبـل حول تعرض نبات الزعتر للانقراض نتيجة قلة الأمطار والرعي والتصرف غير الصحيح في حصاده. وأضاف أن نباتات الزعتر الموجودة في السلطنة تعتبر برية، ولا يزرع حالياً، وينتشر على رقعة واسعة في الجبال، كالجبل الأبيض في دماء والطائيين وجبل حلوت بطيوي التابعة لولاية صور، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن عدد شتلات نباتات الزعتر البرية بالسلطنة تقدر بـ20 ألف شتلة. وأوضح أن المشروع يهدف إلى توفير منتج محلي في الأسواق المحلية، وتغطية الاحتياجات في ظل وجود منتج مستورد، وتحفيز المزارعين للاستثمار في مجال إنتاج الزعتر، وإيجاد فرص عمل، وتحفيز وتحسين المنتجات الطبية والعطرية في السلطنة، وزيادة البحث والتجارب في مجال إكثار واستخدام نبات الزعتر لتجعله موجوداً في الأسواق المحلية والخارجية. وأشار إلى أن المشروع مدعوم من صندوق التنمية الزراعية والسمكية، وهو يتكون من ثلاث مراحل أساسية، الأولى بدأت عام 2012 وانتهت في 22 ديسمبر 2013، بتوزيع 1500 شتلة على المواطنين بولاية وادي بني خالد والولايات الأخرى بالسلطنة. وأعرب الهاشمي عن أمله في أن يتمكن نبات الزعتر العماني من التأقلم مع اختلاف طبيعة تضاريس المزارع التي تم توزيع الشتلات بها، مشيرا إلى أن وزارة الزراعة والثروة السمكية ستقوم بمتابعة ذلك لمعرفة الأماكن التي سيتأقلم فيها. وأوضح أن الدعم المقدم بلغ 25,5 ألف ريال عماني تضمن إنشاء مشتل ومختبر وجهاز تقطير، وإنتاج شتلات التوزيع. مراحل مستقبلية حول المراحل المستقبلية للمشروع، قال الهاشمي إنها ستشتمل تسجيل الزعتر كنبات عماني باسم السلطنة لدى وزارة التجارة والصناعة ومجلس البحث العلمي، وزراعة الزعتر على مساحة تقدر بـ10 أفدنة تستوعب 15 ألف شتلة، بحيث يكون مشروعا استثماريا واقتصاديا يحظى باهتمام رواد الأعمال من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير إلى الخارج في حالة الفائض. كما تهدف المراحل المستقبلية، وفقه، إلى إعادة استزراع الزعتر في مواطنه الأصلية في الجبال من خلال إقامة محميتين لنبات الزعتر في الجبل الأبيض وجبل حلوت بمحافظتي شمال وجنوب الشرقية، بهدف تعزيز الأبحاث من أجل تحويله إلى منتجات تحويلية، سواء منتجات طبية أوغذائية وعطرية، إلى جانب جعله مصدرا لإنتاج البذور، وفي الوقت نفسه تكون مزارات سياحية إلى جانب المحميات الأخرى الموجودة بالسلطنة. وأضاف أن الأفكار المستقبلية تتضمن إعداد أطلس عن مواقع الزعتر في السلطنة، وإنتاج شتلات الزعتر على مستوى السلطنة، وإنشاء مختبر كبير لإنتاج الشتلات، مشيرا إلى أنه بعد الانتهاء من إنتاج الشتلات وزراعتها سيتم الوصول إلى مرحلة التطوير والتسويق للزعتر العماني، حيث ستتم الاســتعانة بالخبراء في هذا المجال. وعن أوقات حصاده والكمية المنتجة من نبات الزعتر المستزرع. أوضح الهاشمي أنه يتم حصاده بمعدل أربع مرات في العام وذلك بعد ثلاثة أشهر بعد أن تصل طول الشتلة ما بين 30 إلى 40 سنتيمتراً، حيث يتم الحصول من كل متر في متر ونصف المتر مربع على كيلو جرام و700 جرام من الزعتر الأخضر الذي يتم تجفيفه فيما بعد وبيعه أو استخلاص الزيت والماء، مؤكدا أن «الزعتر العماني يوصف بأنه من أفضل أنواع الزعتر من ناحية استخداماته الغذائية والطبية ويتميز برائحته القوية». الزعتر..نبات عشبي معمر يعتبر الزعتر نباتاً عشبياً معمراً، وغالباً يكون دائم الخضرة، وأوراقه صغيرة ذات لون رمادي مخضر أو فضي، يصل طوله من 20 إلى 30 سم، ويتحمل درجات الحرارة والجفاف، وله قدرة على تحمل الظروف الصعبة والقاسية، ولاسيما فيما يتعلق بالجو وحموضة التربة، ويمكن إكثاره عن طريق العقل أو الفسائل أو البذور. ويستخدم الزعتر، كتوابل وفاتح للشهية ومحسن للطعم، كما يمكن استخدامه في الحلويات والسلطات واللحوم والأسماك وعمل الشوربة، بالإضافة إلى أنه يعد مهدئا ومنعشا، ومضادا للميكروبات، وطاردا للغازات ومطهرا معويا مضادا للتقلصات ومهدئاً للآلام الروماتيزمية، ومزيلا للرائحة، وغسولا للفم والتهاب البلعوم ،وعلاج الأمراض الجلدية، وطاردا للديدان الطفيلية، كما يستخدم في حفظ الأغذية، وفي العطور ومستحضرات التجميل ومساحيق الوجه، وكمرطب لتحسين نعومة الوجه والشعر، وفي الصناعات الغذائية والحلوى ومعاجين الأسنان والصابون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©