السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«جلوبال فيلدج سبايس»: الاقتصاد القطري يواصل نزيفه والوساطات فاشلة

29 مارس 2018 00:00
دينا محمود (لندن) مع اقتراب العزلة التي يعاني منها النظام القطري من دخول شهرها العاشر، قدم موقع «جلوبال فيلدج سبايس»، المعني بتناول الملفات السياسية الرئيسة على الساحة الدولية، تحليلاً للمشهد الإقليمي، في ظل استمرار الأزمة التي تشتد وطأتها على الدويلة المعزولة خليجياً وعربياً منذ منتصف العام الماضي، وفشل جهود الوساطة التي بُذِلت في هذا الصدد على مدار الفترة الماضية. وأبرز التقرير التحليلي مؤشرات التقارب المتزايدة التي شهدتها شهور الأزمة بين «نظام الحمدين» الحاكم في قطر ونظام الملالي المهيمن على الحكم في إيران، مُشيراً إلى أن من بين أحدث هذه المؤشرات المقال الذي نشره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل نحو 48 ساعة على موقع قناة «الجزيرة» القطرية، الموصومة على نطاق واسع بالترويج للإرهاب ونشر الأكاذيب، والذي زعم فيه أن بلاده تسعى إلى التوصل إلى اتفاقات أمنية إقليمية مشتركة عبر الحوار وإجراءات بناء الثقة، مُتغافلاً -بطبيعة الحال- السياسات التخريبية التي تنتهجها طهران وحلفاؤها في الدوحة، ومساعي الجانبين لتقويض الاستقرار في دول الجوار. وأشار إلى الدور التضليلي الذي تلعبه «الجزيرة» في غمار الأزمة التي تضرب الخليج بفعل تشبث النظام القطري بتمويله ودعمه للإرهاب وإبقائه علاقاتٍ وثيقة مع إيران، قائلاً إن هذه الشبكة المشبوهة تشن هجمات «صفيقة» على السعودية وحلفائها، في إشارة واضحة إلى الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب والتي تضم بجانب المملكة، كلاً من دولة الإمارات ومصر والبحرين. وقال التقرير التحليلي المطول إن نشر جواد ظريف مقاله في هذه القناة التلفزيونية يمثل «رمزاً للعلاقات المتنامية بين قطر وإيران»، مُشيراً في هذا الإطار إلى أن النظام الحاكم في الدوحة استعاد علاقاته الكاملة مع طهران خلال الأزمة، وأن نظام الملالي سارع بإرسال طائرات تحمل إمداداتٍ غذائية إلى الدويلة المعزولة، بعدما فُرِضت عليها مقاطعة صارمة -شملت قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية- لحملها على العودة إلى الصفين الخليجي والعربي. وأكد «جلوبال فيلدج سبايس» المعاناة التي يمر بها الاقتصاد القطري بسبب العزلة الآخذة في التفاقم، بفعل الأزمة التي أجبرت الدوحة على اللجوء إلى صناديقها السيادية مما أدى إلى تراجع استثماراتها بنسبٍ هائلة خلال العام الماضي، بالتزامن مع التراجع الكبير الذي لحق بالاحتياطي النقدي في قطر كذلك، بما بلغ -بحسب خبراء ماليين- نحو 30% خلال عامٍ واحد. من جهة أخرى، اعتبر تقرير «جلوبال فيلدج سبايس» أن وجود جماعة «الإخوان» الإرهابيين في قطر يشكل «محوراً» للأزمة التي تضرب هذا البلد، مُشيراً إلى أن الدوحة لم تحظر هذه الحركة المتشددة بالرغم من كونها محظورةً في غالبية أنحاء الشرق الأوسط. وأشار إلى فشل الجهود التي قام بها وزير الخارجية الأميركي المُقال ريكس تيلرسون في التوصل إلى تسويةٍ لهذه الأزمة، من دون أن يفسح المجال لإيضاح الأسباب التي أدت إلى هذا الإخفاق، والمتمثلة في تبني تيلرسون -الذي أُطيح به من منصبه منتصف الشهر الجاري- موقفاً مهادناً ومنحازاً للنظام القطري، بخلاف توجهات الرئيس دونالد ترامب نفسه، الذي كان واضحاً في إدانته لدعم الدوحة للإرهاب منذ الأسبوع الأول للمقاطعة. وألقى التقرير التحليلي الضوء على مواقف المسؤولين الأميركيين الجديديْن، التي تُوصف بالمتشددة حيال إيران والاتفاق المُبرم بينها وبين القوى الدولية الكبرى بشأن برنامجها النووي. وقال التقرير إن ثمة «مخاوف حقيقية من أن الاتفاق النووي الإيراني ربما يكون في خطر»، لافتاً الانتباه في هذا الشأن إلى ما قاله وزير الخارجية الأميركي الجديد من قبل، من أن ترامب كان على حق عندما وصف هذا الاتفاق بـ«الكارثة»، وما أشار إليه مستشار الأمن القومي المُعين حديثاً بشأن كون الاتفاق الدولي الخاص بإيران هو «أسوأ عملٍ ينطوي على استرضاء شهده التاريخ الأميركي»، وإعراب بولتون عن رغبته في التراجع عن تلك الصفقة، التي قال إنها أبرمت مع أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم بأسره. ولم يغفل تقرير «جلوبال فيلدج سبايس» الإشارة إلى الموقف التركي الداعم للنظام القطري منذ بداية الأزمة الراهنة، وأبرز التقرير إبقاء الحكومة التركية على قاعدة عسكرية لقواتها في الدويلة المعزولة، وتصديرها للدوحة منتجاتٍ غذائية في الأسابيع الأولى للمقاطعة الخليجية والعربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©