الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإمام مسلم.. صاحب ثالث أصح الكتب

20 ابريل 2017 22:53
أحمد مراد (القاهرة) هو الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد القشيري النيسابوري، ولد في مدينة نيسابور سنة «206هـ/‏‏ 821م»، وبدأ رحلته في طلب العلم، وهو في الثانية عشرة من عمره حين بدأ في سماع الحديث، وتتلمذ على أيدي 220 عالماً، فقد سمع بمكة من عبد الله بن مسلمة القعنبي، وسمع بالكوفة والعراق والحرمين ومصر، ومن أبرز شيوخه: يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد، وسعيد بن منصور، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو كريب محمد بن العلاء، وأبو موسى محمد بن المثنى، وهناد بن السري، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر. وضع الإمام مسلم عشرات المؤلفات منها التمييز، العلل، الوحدان، الأفراد، الأَقران، الانتفاع بأهب السباع، مشايخ مالك، مشايخ الثوري، مشايخ شعبة، من ليس له إلا راوٍ واحد، أولاد الصحابة، أوهام المحدثين، الطبقات، أفراد الشاميين. ويعد كتاب «الصحيح» أشهر كتب الإمام مسلم، وهو أحد أهم كتب الحديث النبوي، ويعتبر ثالث أصح الكتب على الإطلاق بعد القرآن الكريم، ثم صحيح البخاري، فضلاً عن أنه يعد أحد كتب الجوامع التي تحتوي على جميع أبواب الحديث من عقائد وأحكام وآداب وتفسير وتاريخ ومناقب وغيرها. وحرص الإمام مسلم في كتابه على أن يروي فقط الأحاديث الصحيحة التي أجمع عليها العلماء والمحدثون، فاقتصر على رواية الأحاديث المرفوعة وتجنب رواية المعلقات والموقوفات، واستغرق في جمعه وتصنيفه 15 سنة، وجمع فيه أكثر من 3 آلاف حديث، وانتقاها من 300 ألف حديث من محفوظاته. وكان من الأسباب التي دفعت الإمام مسلم إلى تصنيف الصحيح ما رآه من سوء صنيع بعض من نصب نفسه محدّثاً وعدم تورعهم عن نشر الأحاديث الضعيفة. وعمل الإمام مسلم على تنقيح الكتاب ومراجعته وعرضه على عدد من شيوخ عصره منهم الإمام أبو زرعة الرازي أحد أكبر الأئمة في علوم الحديث وعلم الجرح والتعديل، وقال مسلم: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي، فكل ما أشار أن له علة تركته، وكل ما قال إنه صحيح خرّجته. وبدأ الإمام مسلم كتابه بمقدمة أوضح فيها عمله في الكتاب وتحدث عن أصول علم الحديث وضمن فيها منهجه والمبادئ التي سار عليها في تصنيفه وتأليفه والشروط الدقيقة التي توخاها في اختيار الحديث الصحيح وانتقائه. ورتب صحيحه ترتيباً فقهياً دقيقاً على الكتب والأبواب دون تكرار أو تجزئة لها، وقد جمع روايات الحديث الواحد في مكان واحد لإبراز الفوائد الإسنادية والفقهية. ومن ثناء العلماء على الإمام مسلم وصحيحه، قال محمد بن بشار: حفَّاظ الدنيا أربعة، أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى، وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث، وقال عنه صديق بن حسن القنوجي: الإمام مسلم بن الحجاج أحد الأئمة الحفاظ، وأعلم المحدثين، إمام خراسان في الحديث بعد البخاري. توفي الإمام مسلم في مدينة نيسابور سنة «261هـ - 875 م» عن عمر يناهز الـ 55 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©