السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بالعربي الفصيح (2)

بالعربي الفصيح (2)
28 مايو 2008 00:48
لم أتوقع أن يحظى مقال الأسبوع الماضي، الذي حمل نفس هذا العنوان، بكل هذا الاهتمام من القراء·· ويبدو أن الأمر يؤرق العديد من الناس، وأنه بدأ يتفاقم بشكل مبالغ فيه، خاصة في القطاع السياحي وقطاعات الطيران· فقد تلقيت العديد من الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية كل منها يحمل قصة أو موقفاً حول هذا الموضوع، الذي يجب أن يأخذ المزيد من الاهتمام من الدوائر والهيئات الحكومية وغيرها·· فقد بدأ الناس في الشعور بأنهم غرباء نتيجة هذا الاستهتار باللغة العربية· وإذا كنا قد تحدثنا في الأسبوع الماضي عن إحدى شركات الطيران الوطنية التي تقدم لركابها قائمة الطعام باللغة الإنجليزية وتقدم خدماتها على موقع الإنترنت بنفس اللغة، فلا يزال في جعبتنا هذا الأسبوع العديد من الأمثلة في القطاعات السياحية والفندقية والمطاعم· على سبيل المثال أتحدى أن يجري أي شخص يقرأ المقال الآن اتصالاً بأي فندق من فنادق الدولة ويجد عامل الهاتف يرد عليه باللغة العربية، ناهيك عن إمكانية تحويل المكالمة إلى موظف يتحدث العربية·· أو يمكنه أن يقدم لك المساعدة أو الحجز بلغتنا الأم· وليس هواتف الفنادق فقط هي التي لا تتحدث العربية·· بل المطاعم الكبرى وشركات السياحة ومكاتب حجز تذاكر الطيران والندوات والمؤتمرات التي تقام في الدولة، بل والمؤتمرات الصحفية التي من المفترض أنها تخاطب الصحافة العربية والقارئ العربي·· وتصل إلينا عشرات النشرات الصحفية يومياً باللغة الإنجليزية من الشركات والمؤسسات والفنادق·· وكأن علينا نحن ترجمتها إلى العربية· منذ يومين أعلنت هيئة أبوظبي للسياحة عن إطلاق نظام تصنيف المنشآت الفندقية في الإمارة·· كان المؤتمر الصحفي باللغة العربية كاملاً مع ترجمة فورية مصاحبة للمؤتمر، ورد المتحدثون على الأسئلة الإنجليزية للصحفيين والمراسلين الأجانب أيضاً باللغة العربية مع الترجمة إلى الإنجليزية عبر السماعات الداخلية·· فبات الأمر طبيعياً ومنطقياً لمؤتمر صحفي يقام في دولة عربية·· ولكني أرجو أن تتبنى الهيئات السياحية كلها في معايير التصنيف للمنشآت السياحية والفندقية وضع اللغة العربية ضمن أساسيات التقييم·· بحيث تفقد الفنادق والمطاعم نقاطاً أساسية في التقييم إذا كانت لا تعتمد اللغة العربية كلغة أولى في التحادث والتخاطب والتعامل مع الجمهور·· ومن بعدها تأتي أي لغة أخرى· وقد يبدو الأمر بسيطاً للغاية·· ولكنه في الحقيقة يحمل العديد من الدلالات الثقافية والإجتماعية·· وسيساهم بشكل كبير أيضاً في توظيف الكوادر المواطنة والعربية في القطاعات السياحية·· ويأتي بمنافع وفوائد عديدة في الوقت الحاضر·· ويحل مشاكل مستقبلية غير منظورة في الوقت الراهن· أرجو -كل الرجاء- أن نأخذ الموضوع بمنتهى الجدية·· وأن يحظى بكل الاهتمام·· وحياكم الله··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©