سجل يا تاريخ

يتوقف التاريخ طويلاً أمام إنجاز الإمارات الذي تحقق على استاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي مساء الاثنين الماضي، بعد أن استطاع صقور رأس الخيمة التحليق عالياً بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، فقيمة الإنجاز الذي تحقق بعد 41 عاماً من الانتظار منذ تأسيس نادي الإمارات تحت اسم نادي “عمان” في عام 1969 أدخلت إمارة رأس الخيمة في التاريخ، فحتى كتابة هذه السطور ما زالت الاحتفالات تتوالى في جميع أرجاء الإمارة، حتى إخواننا المقيمين من كل الجنسيات شاركوا في الأفراح التي حولت ليل رأس الخيمة إلى نهار على مدى الأيام الخمسة الماضية. وإذا تحدثنا عن إنجاز الصقور، فلا يجب أن نغفل المساندة الجماهيرية غير المسبوقة، والتي تمثلت في تواجد نحو 26 ألف إماراتي في ستاد مدينة زايد منذ ساعات الصباح الأولى، وكأنهم كانوا يعلمون أنهم سوف يعودون إلى رأس الخيمة مساء ذلك اليوم التاريخي، بالكأس الغالية، ليثبت هذا الجمهور أن فريق الإمارات يملك قاعدة جماهيرية كبيرة، ربما فاقت ما تملكه فرق عديدة، ويكفي أن مسيرة “الكأس” التي كانت الأضخم في تاريخ الإمارة، وطافت أرجاء شوارع رأس الخيمة شهدت مشاركة آلاف من الجماهير و15 ألف سيارة يتقدمهم الشيخ أحمد بن صقر القاسمي رئيس النادي. ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نشد على يد “الاخطبوط” عيد باروت الذي أثبت أن المدرب المواطن يمكن أن يصنع المعجزات إذا توفرت له الإمكانات وسانده شباب أثبتوا أن منصات التتويج لم تعد بعيدة عن أقدام من صنعوا التاريخ، تحية إلى “باروت” الإمارات الذي تحدث قبل المباراة بثقة، وأكمل حديثه مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لحظة التتويج. واليوم يدخل أبطال الكأس تحدياً جديداً أمام الوحدة “المتصدر” والمباراة مصيرية للفريقين، فعين أصحاب السعادة على تعزيز الصدارة وعين “الصقور” على النقاط الثلاث التي تبعدهم خطوة عن منزلق الهبوط، أي أن أبناء “باروت” سوف يخوضون هذه المباراة بروح ملحمة الاثنين الماضي الذي عزفوا فيها أعذب الألحان وقادت إلى تحقيق الإنجاز الأول في تاريخ الإمارة. تحية خاصة لـ”عاشق الصقور” محمد ابن العاشرة الذي تواجد في مدينة زايد لمساندة فريقه الإمارات، وقد سبق لهذا المشجع المثالي إعلانه الامتناع عن الطعام في مرات كثيرة لم يحالف فيها الحظ أبناء رأس الخيمة في مبارياتهم السابقة في دوري المحترفين. أرجوكم لا تجعلوا “محمد” يضرب عن الطعام هذه المرة! salsharhan@admedia.ae