الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التحرش الجوي القطري يثير غضب الإعلام الغربي

27 مارس 2018 23:59
دينا محمود (لندن) اعتبرت وسائل إعلام غربية أن اقتراب مقاتلتين قطريتين بشكل خطير من طائرتين مدنيتين مسجلتين في الدولة خلال تحليقهما في المجال الجوي البحريني، يثير مخاوف من اندلاع حرب، واصفة هذا العمل - الذي ينطوي على استهتار سافر بسلامة الطائرات المدنية - بأنه «استفزازي». وفي تقريرٍ لها في الموضوع، ألمحت صحيفة «دَيلي إكسبريس» البريطانية واسعة الانتشار إلى أن عملية التحرش الجوي، وهي ليست الأولى من نوعها من جانب المقاتلات القطرية ضد طائرات مدنية في منطقة الخليج، تشكل قرعاً لطبول الحرب في المنطقة. وفي اختيارٍ لافت آثرت الصحيفة - ذات توجهات يمين الوسط - أن تعنون تقريرها بالقول: «مخاوف من حرب قطرية»، وأبرزت في التقرير ما أعلنته هيئة الطيران المدني في الدولة بشأن الحادث الذي وقع ظهر أمس الأول، وأكدته كذلك السلطات البحرينية، التي أشارت إلى ضلوع اثنتين من مقاتلات السلاح الجوي القطري فيه، بعد تحليقهما «في المياه الدولية ضمن إقليم البحرين لمعلومات الطيران دون إذنٍ مسبق». وأفسح التقرير مساحةً لا يستهان بها لسرد ما أعلنته السلطات الإماراتية والبحرينية حول الواقعة التي استهدفت طائرتين، أُعْلِنَ أن إحداهما من طراز (آيرباص آيه 320) كانت متجهةً من إمارة الفجيرة إلى العاصمة الإيطالية روما، وهي تلك التي اضطرت إلى الطيران على ارتفاعٍ أكبر للابتعاد عن هذه الملاحقة، بينما لم يُكشف النقاب بعد عن هوية الطائرة الثانية. وأشار تقرير «دَيلي إكسبريس» إلى ما أكدته هيئة شؤون الطيران المدني البحرينية من أنه تم «اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقديم شكوى لدى منظمة الطيران المدني الدولي»، في ضوء أن المقاتلتين القطريتين اللتين اقتربتا من الطائرتين المدنيتين المُسجلتين في الإمارات، لم تحصلا على ترخيصٍ مسبق بالتحليق في المجال الجوي البحريني. ولم يغفل تقرير الصحيفة البريطانية الإشارة إلى الإدانة التي لاقاها هذا «العمل الاستفزازي» الذي سبقه حادثان مماثلان أبلغت بهما السلطات الإماراتية منظمة الطيران المدني الدولي المعروفة باسم «إيكاو» والتابعة للأمم المتحدة، باعتبار أنهما يشكلان «خرقاً واضحاً لاتفاقيات شيكاغو التي تنظم الملاحة الجوية». وعلى الجانب الآخر من المحيط، اهتمت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الرصينة بالواقعة نفسها، ووصفتها بأنها «الأحدث» من نوعها في غمار المقاطعة المستمرة التي يتعرض لها النظام القطري، وصارت على مشارف شهرها العاشر. وأشارت الصحيفة في تقريرٍ لها إلى الإحجام القطري في بادئ الأمر عن التعقيب على الواقعة برمتها، وهو ما أوحى بارتباكٍ ساد موقف الدوحة على صعيد كيفية المراوغة والتنصل من التورط في أعمالٍ استفزازية مُدانة ومرفوضة من هذا القبيل. وأبرزت الـ«واشنطن بوست» حقيقة أن اقتراب المقاتلتين القطريتين على نحوٍ ينطوي على خطورة من الطائرتين المدنيتين المسجلتين لدى الدولة «كان متعمداً»، حسبما جاء في البيان البحريني الذي بُث بشأن الحادث، الذي قالت المنامة إنه «تصرف غير مسؤول» مٌتهمةً مقاتلات الدوحة بأنها «دأبت على انتهاك الاتفاقيات الدولية وتعريض حركة الطيران المدني للخطر في المنطقة». وساقت الصحيفة الأميركية دليلاً يؤكد صحة الرواية الإماراتية البحرينية للواقعة ويدحض المزاعم القطرية بشأنها، إذ أشارت إلى أن البيانات المأخوذة من موقع «فلايت رادار 24» المعني بمراقبة حركة الطيران حول العالم، تُظهر أن طائرةً من نفس الطراز الذي تحدثت عنه أبوظبي والمنامة كانت متجهةً بالفعل من الفجيرة إلى روما، عندما ارتفعت للتحليق على ارتفاع يُقدر بـ 35 ألف قدم، وهو الارتفاع ذاته الذي أكدت البيانات الرسمية أن الطائرة التي تعرضت للتحرش الجوي من المقاتلتين القطريتين، اضطرت إلى الوصول إليه هرباً من هذا الاقتراب غير المسؤول. توجهات تخريبية أكدت «واشنطن بوست» أنه على الرغم من أن النظام القطري دأب على نفي تمويله للإرهابيين والمتطرفين، فإنه يقدم الدعم لحركات إسلامية «تُصنف على أنها مجموعاتٌ إرهابية من جانب دولٍ أخرى في المنطقة»، في إشارةٍ واضحة إلى البلدان المناوئة للتوجهات التخريبية القطرية وعلى رأسها «الرباعي العربي». وأبرزت الصحيفة الأميركية كذلك إقدام حكام الدوحة على استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إيران في غمار الأزمة الحالية، التي كان من بين أسبابها الرئيسية الروابط الوثيقة التي يقيمها حكام الدوحة مع نظام الملالي. كما أبرزت «واشنطن بوست» الخسائر التي حاقت بشركة الخطوط الجوية القطرية جراء العزلة المفروضة على نظام تميم، بعدما اضطرت إلى استخدام مسارات بديلة، ما كبدها تكاليف أكبر فيما يتعلق باستهلاك الوقود، بجانب كونها أُرغمت على إلغاء بعض المسارات من الأصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©