بدء أعمال أول ملتقى إقليمي لرؤساء بعثات الإمارات في القارة الآسيوية

بدأت في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس أعمال الملتقى الإقليمي الأول لرؤساء بعثات الدولة في القارة الآسيوية، وذلك تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وبمتابعة من معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية. وينعقد الملتقى الذي يستمر لمدة يومين برئاسة الدكتور طارق الهيدان مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية وحضور سفراء ورؤساء بعثات الإمارات العربية المتحدة في قارة آسيا . ونقل الهيدان في كلمته الافتتاحية تحيات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي يرعى باهتمام ملتقى رؤساء البعثات مؤكداً على استمراره متمنياً لهذا الملتقى النجاح والتوفيق. كما نقل تحيات معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي يتابع باهتمام الملتقى، مشيراً الى أن مثل هذه اللقاءات الدورية بين السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية سواء كانت بشكل جماعي داخل الدولة أو بشكل إقليمي تغطي مناطق معينة كقارة آسيا وأوروبا تخدم تواصل رؤساء بعثات الدولة بالوزارة ومسؤوليها وذلك لتبادل وجهات النظر والتشاور من أجل الوصول إلى الأهداف التي وضعتها استراتيجية الوزارة موضع التنفيذ. وقال الهيدان إن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه- وسار على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله هي سياسة حكيمة وناضجة تقوم على الاعتدال والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتعمل على إرساء الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي. وأضاف الهيدان “ شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات والدول الآسيوية نمواص وتطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بفضل السياسة الحكيمة التي تنتهجها الدولة في كافة المجالات خاصة السياسية والاقتصادية، فقد وقفت الإمارات دائماً بجانب القضايا العادلة في إطار الشرعية والقانون الدولي وقامت بمبادرات إيجابية لتحسين الأجواء بين الدول المختلفة، كما انتهجت سياسات اقتصادية متوازنة عن طريق الاستثمارات المتبادلة بالإضافة إلى برنامجها الواسع للمساعدات الإنسانية وكذلك القروض والمنح التي تقدم للدول النامية من صندوق أبوظبي للتنمية”. شراكات استراتيجية ونوه الهيدان الى أن هذه السياسة المتوازنة للإمارات أنتجت شراكات استراتيجية مختلفة مع العديد من دول العالم مكرسة مكانة مرموقة للدولة في المجتمع الدولي . فعلى الصعيد الآسيوي شهدت علاقة الإمارات بالدول الآسيوية تطوراً ملحوظاً حيث ارتفع معدل التبادل التجاري بين الدولة والدول الآسيوية إلى معدلات عالية جداً. وأطلع الهيدان سفراء الدولة في آسيا على أبرز المواضيع والمحاور التى تم مناقشتها في جلسة المجلس الوطني الاتحادي والتي خصصت لمناقشة سياسية وزارة الخارجية الثلاثاء الماضي بحضور سمو وزير الخارجية ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية. ويناقش الملتقى الذي يقام للمرة الأولى على مستوى القارات، والذي يأتي كملتقى أول لرؤساء البعثات والمنبثق من استراتيجية الوزارة في التواصل مع بعثاتها في الخارج، عدداً من المواضيع المختلفة التى تهم الدبلوماسية الاماراتية بشكل عام باعتباره امتداداً لملتقى السفراء السنوي المقام في الدولة . ويهدف الملتقى بالدرجة الأولى إلى تعزيز أداء الدبلوماسية الإماراتية ومكانتها العالمية وإثراء الدور الدبلوماسي وترك الأثر الإيجابي والمتميز في الكثير من المنظمات الاقليمية والدولية وتعزيز علاقات الإمارات العربية المتحدة مع دول العالم. ويتناول الملتقى قضايا عدة تتعلق بسياسة الإمارات الخارجية والأمور الاقتصادية إلى جانب العديد من القضايا التي تهم الدولة فضلًا عن دراسة الملفات السياسية والاقتصادية والثقافية الخاصة بالعمل الدبلوماسي الإماراتي والتحديات التي تواجهه والمتغيرات والمستجدات الداخلية والاقليمية والدولية المحيطة والمؤثرة فيه. التعاون مع آسيا قال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية إن حجم التبادل التجاري مع الصين بلغ 35 مليار دولار ومع الهند بلغ 45 مليار دولار واليابان 13 مليار دولار عام 2009 كما ترتبط الإمارات بعلاقات متميزة مع كوريا الجنوبية في مختلف المجالات خاصة في مجال التعاون النووي للأغراض السلمية إضافة إلى تميز العلاقات الثنائية مع الدول الآسيوية الأخرى المعتمدين فيها كما أن أكثر صادراتنا النفطية تتجه الى الدول الآسيوية . مشيراً الى أن هذه السياسة وعلاقاتنا الطيبة مع دول العالم انعكست إيجاباً على الدولة وتمثل ذلك في تقديم الدعم للإمارات في استضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “ ايرينا”. واستعرض الهيدان دور الإمارات الرائد في المجالات الإنسانية والخيرية في قارة آسيا جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب إضافة إلى إسهاماتها مع المجتمع الدولي في جلب الأمن والاستقرار في كل من أفغانستان وباكستان فقد سعت الإمارات إلى تخصيص جزء مهم من إسهاماتها الدولية إلى أفغانستان على شكل مساعدات إنسانية واقتصادية بلغت 550 مليون دولار وذلك خلال الفترة من 2002 إلى 2009 كما تجاوز حجم المساعدات والمنح المقدمة من الإمارات إلى باكستان 800 مليون دولار وذلك خلال الفترة من 2000 حتى 2009 وتبنت دولة الإمارات مبادرة مجموعة أصدقاء باكستان واستضافت عدداً من اجتماعاتها.