الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أحمد عيسى: «كأس الخليج» البوابة الكبيرة للاهتمام بالرياضة

أحمد عيسى: «كأس الخليج» البوابة الكبيرة للاهتمام بالرياضة
27 مارس 2018 22:27
معتصم عبدالله (دبي) خلال مشواره الفني، الحافل بالإنجازات والأرقام مع النادي الأهلي، ارتبط اسم أحمد عيسى بتشكيل أول منتخب لكرة القدم في الإمارات، والذي أعقب تأسيس الدولة بشهور قليلة، وسبق حتى انتهاء التأسيس، ليكون عيسى واحداً من بين 19 نجماً من بينهم الحارس إبراهيم رضا، مبارك بالأسود، رجب عبدالرحمن، سهيل سالم، سالم بوشنين، محمد الكوس، زيد ربيع وغيرهم، قبل أن يتقلد شارة القيادة في أول مشاركة رسمية لـ«الأبيض» في النسخة الثانية لكأس الخليج التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض في مارس 1972. وتوقف «الكابتن» عند ذكريات تلك الحقبة ومشواره مع المنتخب، والأهلي وصولاً لمحطة الاعتزال، التي تعد أيضاً الأولى في سجلات لاعبي الإمارات، لتكون حصيلة الحلقة الثالثة من شهادته على تاريخ الرياضة الإماراتية في «حوار العمر»، عامرة بالأحداث والمواقف المهمة، حيث استهل حديثه بذكريات كأس الخليج، حينما وصف البطولة بالقول: «هي البوابة الكبيرة للرياضة في دول المنطقة، والباعث الحقيقي للاهتمام بكل الرياضات، فمن خلالها انتقلت المفاهيم لكل الألعاب والمناشط الأخرى، ولكأس الخليج دائماً الفضل في التحولات التي شهدتها رياضة المنطقة، علاوة على كونها أحد أهم أسباب نهضة المنشآت والملاعب في أغلب الدول التي احتضنت البطولة، خاصة في النسخ الأولى». سبقت النسخة الأولى لبطولة كأس الخليج، والتي أقيمت في العام 1970 بالبحرين بمشاركة أربعة منتخبات، ميلاد دولة الإمارات، ويقول أحمد عيسى: «معلوماتنا عن النسخة الأولى للبطولة كانت من خلال الإذاعة، حيث لم تكن المتابعة بشكلها الحالي، وقطعاً كان يحدونا الأمل في التواجد، وهو ما تحقق سريعاً في النسخة الثانية 1972 بعد نحو أقل من ثلاثة أشهر على إعلان الاتحاد في ديسمبر 1971». ويعود أحمد عيسى بالذاكرة إلى يوم افتتاح البطولة قائلاً: «في طابور افتتاح البطولة على ملعب الملك وبتاريخ 16 مارس كان الإحساس مختلفاً، شعرنا بالفخر والاعتزاز ونحن نرفع علم الدولة في أول مشاركة رسمية باسم منتخب دولة الإمارات، وتكرر ذات المشهد في مباراتنا الأولى أمام منتخب قطر، حيث كنا على موعد مع الفوز الأول بهدف سهيل سالم في الدقيقة 22، ولاحقاً منحنا الفوز في ذات المباراة الفرصة للظفر بالمركز الثالث، رغم أن الهدف الأساسي كان المشاركة الأولى والتواجد في المحفل الخليجي باسم الإمارات». خاض «الأبيض» في تلك المشاركة 4 مباريات بما فيها مباراة البحرين التي تم إلغاء نتائجها لاحقاً بعد انسحابها أمام السعودية، لينال المنتخب فرصة الظفر بالمركز الثالث ويصعد «الكابتن» أحمد عيسى لمنصة التتويج بنيله المركز الثالث خلف الكويت «البطل» والسعودية «الوصيف». حينما اقترب موعد النسخة الثالثة كأس الخليج بالكويت في العام 1974، كان «الكابتن» أحمد عيسى وقتها طالباً بجامعة الأزهر بالقاهرة، وتلقى دعوة الانضمام للمنتخب بجانب زميله في النادي الأهلي الدكتور حمدون، ويقول: «كنت أشكو من إصابة وقبل الموعد المحدد للسفر واللحاق بمعسكر الأبيض الإعدادي في إيران استعداداً للبطولة، كشفت الفحوصات الطبية عن حاجتي لعملية جراحية، حيث تقدمت باعتذاري عن عدم الانضمام للمنتخب وغبت بالتالي عن المشاركة المهمة». أعقب ذلك الغياب تواجد أحمد عيسى في نسختي كأس الخليج الرابعة بقطر 1976 والعراق 1979، حيث مثلت النسخة الأخيرة والتي استضافتها بغداد بدلاً من العاصمة أبوظبي، في ظل عدم جاهزية استاد مدينة زايد الرياضية، نهاية مشواره مع البطولات الخليجية كلاعب، قبل تواجده مديراً للمنتخب ورئيساً للجنة المنتخبات باتحاد الكرة في نسختي 1982 بالإمارات «خليجي 6»، و1984 في عمان «خليجي 7». ما بين الأهلي وتشكيل المنتخب الأول للإمارات، جمع أحمد عيسى بين شارة القيادة في النادي والمنتخب، ويقول عن ذلك الاختيار: «على صعيد النادي كان سهيل سالم هو كابتن الفريق بداية في الوحدة قبل أن يتحول مسمى النادي إلى الأهلي بعد الدمج مع الشباب، وقبل رحلة الفريق إلى البحرين، والتي أعقبت زيارة مصر جرى اختياري قائداً لفريق الأهلي بالاتفاق بين رئيس النادي والمدرب شحتة بجانب إداريي الفريق، أعتقد أن شخصيتي الاجتماعية وميل سهيل سالم إلى الخجل ساعدني كثيراً على نيل شارة القيادة، رغم أن عمري وقتها لم يصل إلى الـ20». وأضاف: «على صعيد المنتخب كان الأمر مختلفاً رغم تواجد نفس المدرب، شحتة، فخلال المعسكر الإعدادي، الذي سبق انطلاقة كأس الخليج الثانية عقد المدرب اجتماعاً لاختيار كابتن المنتخب من خلال التصويت، لأنال شرف قيادة الأبيض أيضاً رغم تواجد أسماء أكبر سناً وخبرة أمثال زيد ربيع، رجب عبدالرحمن». ويعتقد «الكابتن» أن المواظبة والالتزام في التدريبات منحت مدربه شحتة آنذاك ملمحاً من قدرته على تولي المسؤولية، ويتابع: «شارة القيادة حملتني مسؤوليات كبيرة، وحرصت على تنمية الإحساس بالمسؤولية طوال الفترات التالية»، وأضاف ضاحكاً: «حتى عندما كنا صغاراً في الفريق كنت أتولى قيادة فريقي دائماً بحكم امتلاكي للكرة التي نلعب بها». وداع الكرة.. قرار «سري» «في يوم اعتزالي لن أقول لكم وداعاً، فليس بيننا وداع، وسنوات حياتي التي قضيتها بينكم ولكم ستبقى معي أستمد منها حبكم، وستعيشون معي بكل إخلاصكم لذلك سنبقى دائماً على لقاء«بهذه الكلمات التي خطها بيده، خاطب «الكابتن» أحمد عيسى جمهوره في يوم الاحتفال الأول باعتزال لاعب إماراتي، والذي صادف الخميس 22 مايو من العام 1980». ويقول «الكابتن» عن ذكريات ذلك اليوم وفكرة اعتزاله لعشقه لعبة كرة القدم: «وقتها لم تكن هنالك ثقافة الاعتزال، ولم يكن هناك بالطبع موروث، وعلى المستوى الشخصي كنت قد اتخذت القرار مسبقاً واحتفظت بالأمر بيني وبين نفسي للدرجة التي لم تعلم حتى زوجتي بالقرار، وكنت قد عاهدت نفسي أن يكون لقب الدوري موسم 1979- 1980 آخر عهدي بلعب الكرة حال حقق الأهلي اللقب». سارت الأمور على مستوى الدوري بمثلما اشتهى «الكابتن»، حينما نجح «الفرسان» في تحقيق اللقب الثالث في تاريخه ليكون أول نادٍ ينجح في الاحتفاظ بالدرع، ويضيف: «أعتقد أن صحيفة الاتحاد كانت أول من نقل خبر اعتزالي حينما تواصل معي وقتها الأستاذ عصام سالم هاتفياً في المنزل، عقب مباراة التتويج، ربما كان القرار صادماً للمشجعين، ولم يتوقع الكثيرون أن أقدم على الخطوة، خاصة وأن الفرصة كانت متاحة للعب موسمين أو ثلاثة». تحدي الملاعب وقاعات الدراسة لم تمنع تدريبات الكرة والمشاركة في المباريات مع الأهلي والمنتخب، «الكابتن» أحمد عيسى من الاهتمام بالشق التعليمي في مشواره، لم لا، وهو خريج المعهد الديني، قبل دخول جامعة الأزهر وتخرجه منها في العام 1977 بعد حصوله على ليسانس اللغة العربية والتاريخ. وعن أسباب اختياره الأزهر، يقول الكابتن: «حينما أكملت المراحل الأولية والثانوية من الدراسة قدمت أوراقي للابتعاث من أجل أن أكون طالباً بكلية التربية الرياضية في مصر، وتوقعت القبول في الكلية التي رغبت فيها، بيد أن نتيجة القبول جاءت مغايرة بعد وصولي لمصر، حيث كان أمامي خيار إكمال الدراسة بالأزهر أو العودة، كون أن شهادتي الثانوية تابعة للمنهاج الأزهري، ولم أجد بداً من مواصلة المشوار التعليمي رغم صعوبة المهمة». وأضاف: «بعد إكمال السنة الأولى بشكل شبه منتظم واجهت تحديات أكبر في السنوات التالية بسبب الكرة، حيث كنت أعتمد على حضور عدد قليل من المحاضرات والتركيز بشكل خاص على تعويض ما فاتني قبل العودة مجدداً إلى القاهرة من أجل الجلوس للامتحانات». ويعتقد الكابتن جازماً أن بيئة المجتمع في ذلك الوقت كانت مختلفة عن الوضع الحالي، ويتابع: «القيمة الاجتماعية ارتبطت بالتعليم، حيث كان الحرص من الأسرة على التعليم أولاً بخلاف الاهتمام بالجوانب المادية، وهو ما ساعدني على إكمال المراحل الدراسية». «ترمومتر» اللاعب يؤمن الكابتن أن «المحافظة على الصورة» تبقى من الأشياء المهمة للاعبين، ويوضح: «الإنسان ترموتر نفسه واختيار الوقت المناسب للاعتزال أمر مهم، لذلك لم يتأخر القرار كثيراً بعدما خضت آخر مباراة مع الفريق في نهائي كأس رئيس الدولة أمام النصر، والتي أعقبت تتوجينا بلقب الدوري، حينها كان الأهلي كما العادة في القمة أعتقد أنه كان الوقت المناسب». اهتمام جماهيري وإعلامي على غرار كل الأحداث المنفردة التي ارتبطت بمسيرة «الكابتن» أحمد عيسى جاء حفل الاعتزال الأول في ملاعب الإمارات، حيث حظي الاحتفال بمراسم رسمية واهتمام رياضي كبير، وتقدم الحضور الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، وكان مهرجان الاعتزال استفتاء حقيقياً على شعبية أول قائد لمنتخب الإمارات وكابتن النادي الأهلي، من حيث الحضور الجماهيري والاهتمام الإعلامي بعدما أفردت الصحف مساحات واسعة لتغطية الحدث الثي مثل السطر الأخير في مشوار أحمد عيسى كلاعب قبل تحوله إلى مجال العمل الإداري. لاعب كرة بدرجة كاتب استبق أحمد عيسى اعتزاله ملاعب الكرة بالاتجاه الى الكتابة الصحفية، وربما يكون «الكابتن» واحداً من بين اللاعبين القلائل الذين جمعوا المهارة في الميدان وناصية الحرف، ويقول: «على الصعيد الشخصي كنت ولا زلت مهتماً بالإعلام والقراءة، وسعيت إلى كتابة مقال بمطبوعة الأزمنة العربية الغنية عن التعريف، وتعمدت الكتابة باسم مستعار هو بوشهاب، لاسيما وأنني وقتها كنت ما زلت لاعباً في صفوف الأهلي رغم صعوبة الأمر، ولكن كنت سعيداً بالتجربة المختلفة». ولم يتوقف تعاطي «الكابتن» مع الإعلام ما بعد الاعتزال، ويضيف: «اهتمامي بهذا الأمر نابع عن قناعة أن الإعلام أحد العوامل المهمة في تنمية الرياضة، ووصلت بعدها عبر مقالات في صحف الخليج والبيان والرياضة والشباب، وبدا من الجيد أن معظم هذه المقالات جمعت في كتابين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©