الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نقاد ومخرجون: المسرح الإماراتي يعكس التعددية الثقافية

نقاد ومخرجون: المسرح الإماراتي يعكس التعددية الثقافية
27 مارس 2018 22:09
عصام أبو القاسم (الشارقة) حقق المسرح الإماراتي حضوراً ملحوظاً على الصعيد العربي، عبر العروض والنصوص والأنشطة المسرحية، على مدار العقد الماضي، وخلال الفترة القليلة المنقضية تنقلت الفرق والأسماء والمؤسسات المسرحية الإماراتية بين معظم العواصم العربية تقريباً، وشاركت في مهرجانات ومؤتمرات ولجان، وظفرت بجوائز، وأحرزت أصداء عالية، وحفزت كثيرين على الكتابة عنها ورصدها، ولمناسبة اليوم العالمي للمسرح 27 مارس، استطلعت (الاتحاد) عدداً من الفاعلين المسرحيين العرب حول نظرتهم إلى التجربة المسرحية في الدولة، فجاءت إفاداتهم كما يلي: عن اتساع رقعة الممارسة المسرحية المحلية في الإمارات وزيادة عدد الممارسين المحترفين فيها تحدث الناقد المصري خالد رسلان، مشيراً إلى أن المؤسسة المسرحية الإماراتية الرسمية نجحت في توطين وتعزيز وجود المسرح محلياً، كما أسهمت على نحو واضح في إثراء المسرح العربي «بمجموعة من الفنانين القادرين على تقديم إضافة فنية تدعم التعددية الثقافية والجمالية بعيداً عن الجمود الذي تسبب فيه مركزية حركة مسرحية بعينها واعتبارها النموذج الأمثل». وأفاد رسلان بأن «العروض المسرحية الإماراتية تتسم بالخصوصية في تناول التراث المحلي شكلاً ومضموناً، ولكنها لا تغفل التقاط المشترك الإنساني»، ومن هنا أفلحت في تسجيل حضورها دولياً». ولفت رسلان إلى «الاستراتيجية الحكومية في رعاية الفن المسرحي خاصة من خلال الدور الذي تقوم به دائرة الثقافة في الشارقة، التي دأبت على إثراء المجال المسرحي المحلي بالعناصر الواعدة من الهواة، ووضع آلية تدريب منهجية تسعى لتطويرهم والارتقاء بهم إلى مجال الاحتراف، وهو ما نلمسه بوضوح في مشروع مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي يقدم كل عام مجموعة من العروض المتميزة التي يقدمها شباب المسرح في الإمارات». كما نبه الناقد المصري إلى حركة النقد المسرحي التي تعززت في السنوات الأخيرة، وخصوصاً عبر برامج الشارقة التي تحرص على تنظيم اللقاءات الفكرية السنوية. الإمارات.. الجامعة من جانبه، أكد المسرحي اللبناني عبيدو باشا«تأسيس التجربة المسرحية بالإمارات قام على استراتيجية لا على التكتيك. لا رهانات خاسرة إذن. لا يزال الرهان مربوطاً بالمكونات الأساسية»، مضيفاً«تلعب الإمارات دور المساحة الجامعة، المساحة المشتركة للإماراتيين والعرب سواء بسواء. تدفع إلى التذكر والتحفيز الدائم، كذات واقفة وقوف العارفين على شاطئ الزمن، ترقب الحوادث والحركات والتجارب بصبر أيوب، وهي تنشد التخلص من وطأة ثقل الكسل المستجد عند بعض المسرحيين وشوارد الماضي. تراقب الماضي وتفتح الأبواب أمام المستقبل». ولفت باشا إلى ما حققته التجربة على قصرها فهي قدمت«جيشاً من المسرحيين الإماراتيين، من الكتاب والمخرجين والممثلين والتقنيين، دقوا مساميرهم بالمسرح. لا خوف على المسرح. الخوف من الاستقرار بالمحيط. ليست هذه سوى مرحلة عابرة. ذلك أن الحال واحدة بالإمارات وكل مدن العرب وبالعالم. صوت المنشد واحد. مراكب الإبحار إلى المرافئ الجديدة على أهبة. رأس البحر عند رؤوس الأصابع. لا ينقص سوى الانطلاق على اليقين السابق ومنطقة القراءة والقفز فوق العوائق والتليين. سوف يحدث الأمر، لأن شروط الوعي وراء المسرحي لا أمامه». فترة ذهبية أما الكاتب والمخرج السعودي، فهد ردة الحارثي فقال، «في اعتقادي أن المسرح الإماراتي يمر بقترة ذهبية، وخصوصاً إذا ذهبنا نحو شارقة الإبداع، والتي حظيت بدعم «سلطان الثقافة» الذي وفر كل متطلبات حركة المسرح وحراكه لكل المسرحيين في الإمارات، فالمسارح متوافرة ومجهزة بشكل رائع، والأنشطة التي تهتم بها دائرة الثقافة لا تتوقف من مسابقات الإبداع المسرحي للندوات للورش المستمرة، ثم الذهاب نحو المسرح المدرسي، ومنه لمسرح الطفل للمسرح الكشفي للمسرح الصحراوي للمسرح الثنائي للعروض القصيرة، وصولاً لـ «أيام الشارقة المسرحية» التي تدخل عامها الثامن والعشرين، مرسخة قيماً مسرحية داعمة لموسم مسرحي ينطلق بعدها للعروض المميزة، وكل ذلك يذهب بالمسرح بعيداً نحو أفق الإبداع والحركة والحراك الدائم». وأضاف الحارثي: لقد كون هذا الحراك المستمر فرص العمل المستمر والإبداع وخلق التجارب والذهاب بها نحو مساحات مختلفة حتى باتت الكثير من الأسماء المسرحية الإماراتية معروفة على المستوى العربي، ولها تجربتها القيمة كما هو الحال عند إسماعيل عبدالله وصالح العامري، وحسن رجب ومرعي الحليان وإبراهيم سالم وعبدالله صالح، ومحمد العامري، وعبدالله راشد وعبدالله مسعود وغيرهم من نجوم المسرح الإماراتي، ولاشك أن أكاديمية الشارقة للفنون ستزيد من رصيد المبدع الإماراتي، وستظهر أجيال قادمة مؤهلة بشكل علمي ومستندة لحركة قائمة ودائمة، ما يعني إبداعاً مستمراً لا يتوقف به العطاء إلا ليستمر». طفرة نوعية من جانبه، قال المخرج التونسي وليد الدغسني «في السنوات الأخيرة تسنى لي مواكبة الطفرة النوعية التي شهدها المسرح في دولة الإمارات بالنظر إلى توافر الإمكانيات البشرية واللوجستية والدعم اللامحدود من السلطة السياسية وبرز ذلك بجلاء في إمارة الشارقة التي صارت منارة للفن وقبلة للمسرحيين»، وتابع قائلاً «ولأن الأرضية ملاءمة لنمو الهاجس الإبداعي ظهرت تجارب طموحة ومجددة بشكل لافت ترجمتها الدقة والذوق في اختيار الجماليات المسرحية المناسبة وقدرة لافتة على الكتابة الدرامية». عن الهيئة الدولية للمسرح ورسالتها السنوية بخلاف المعتاد، اختارت الهيئة الدولية للمسرح خمسة من مسرحيي العالم (رجلين وثلاث نساء) لتقديم «رسالة اليوم العالمي للمسرح» لهذه السنة 2018، من أفريقيا، والأميركتين، والعالم العربي، وآسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا. كان أمر الرسالة يقتصر على مسرحي واحد في كل سنة، يتم اختياره من بلد في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا وسواها من القارات، وتعمم رسالته بعد ترجمتها إلى عشرين لغة على كل مسارح العالم، وكان ذلك يبدو متسقاً مع توجهات اليونسكو الداعية إلى «عالم واحد»، وقد استلهمت العديد من الرسائل المسرحية التي قدمت من على منصة المنظمة الدولية، فكرة «الوحدة العالمية»، وتطرقت إلى قدرة المسرح كفن عابر للحدود على «توحيد العالم». نتذكر في هذا السياق نص كلمة (إيزابيل هبرت) في المناسبة ذاتها السنة الماضية، فلقد كتبت «أنا يونانية، أفريقية، سورية، روسية، برازيلية، فارسية، رومانية، يابانية، فلبينية، أرجنتينية، مواطنة حقيقية، هكذا أنا، لذلك فأنا أنتمي لهذا العالم»؛ في إشارة إلى سعة عالم المسرح؛ كما أن تقليد اليوم العالمي للمسرح، منذ انطلاقته 1962، كان احتفالاً بفكرة «مسرح الأمم» الذي تأسس في باريس، وعمد إلى الاحتفاء سنوياً بعروض من مختلف أنحاء العالم. إلى ذلك، كان الظن الغالب أن ذلك الفنان الذي تختاره الهيئة لكتابة الرسالة العالمية السنوية للمسرح لا بد أن يكون ممن أحدثوا فرقاً حقيقياً في مسار المسرح ببلدانهم أو في العالم ليستحق امتياز كتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، ولكن يبدو في اختيارات الهيئة في هذه السنة، التي تحتفل فيها بمرور سبعين سنة على تأسيسها، أنها أرادت أن تغير في هذا التقليد؛ فلقد اختارت خمسة مسرحيين من جنسيات مختلفة، وقال الأمين العام للهيئة الفنان علي مهدي في رسالة نشرت أمس الأول: «إن هؤلاء الخمسة تم اختيارهم وفق تقسيم اليونسكو للمناطق الجغرافية للعالم!». ومن بين الخمسة، هناك الفنانة اللبنانية مايا زبيب، الشابة التي ولدت 1981، وهي خريجة معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية (2003)، والتي يمكن اعتبارها من أصغر فناني المسرح الذين قدموا هذه الرسالة منذ انطلاقتها. مشروع زبيب المسرحي ما زال قيد التشكل والتبلور، ويمكن القول: «إن تجربتها المسرحية محدودة وقصيرة العمر، ويصعب العثور على مواد نقدية وإعلامية خاصة بتجربتها كمخرجة ومؤسسة لفرقة مسرحية في غير الصحف اللبنانية، ومعظم ما قدمته احتضنته منصات لبنانية أو أوروبية، وفي إطار برامج ذات صلة بصناديق ومبادرات أوروبية للدعم الثقافي، كما أن رصيدها من الأعمال، حتى في هذا الأفق، ليس بالكثيف، فهل جاء اختيار الهيئة لهذه الشابة ليسلط الضوء على مثيلاتها من الشابات المسرحيات العربيات (أو على جيلها) مثلاً، أم أنه جاء ليظهر لنا أن الهيئة الدولية للمسرح ما عادت تستند في معاييرها لاختيار مقدم رسالة اليوم العالمي للمسرح إلى اعتبارات مثل التأثير والتراكم والاستمرار وغيرها من القيم التي كانت تقدم تجربة وتتأخر بأخرى في سلم التقييم الثقافي والفني؟ إلى جانب زبيب، ثمة في قائمة كتّاب رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذه السنة: سيمون ماك بورني ( الولايات المتحدة) ورام غوبال ( الهند) وسابينا بيرمان (المكسيك) ويريوير ليكينغ (الكاميرون)».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©