بدأ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي “الناتو” اجتماعاً في تالين عاصمة أستونيا أمس، لإجراء محادثات غير رسمية تستمر يومين بشأن توسيع وإصلاح الحلف والأسلحة النووية وتسليم المسؤولية الأمنية في أفغانستان إلى قوات محلية. ومن المقرر أن يجتمع زعماء “الناتو” في لشبونة في نوفمبر المقبل لصياغة استراتيجية جديدة للحلف. ويهدف الاجتماع الوزاري إلى بدء النقاش حول القضايا الرئيسة للقمة. وذكر مسؤول أميركي بارز “انها الفرصة الأولى التي سيتحدث فيها الوزراء بشأن جميع القضايا الرئيسة التي نأمل معالجتها وتسويتها في لشبونة”. وقد افتتح الوزراء اجتماعهم بمحادثات حول استراتيجية جديدة لتمكين “الناتو” من التعامل مع التحديات الأمنية الجديدة.
وكانت المرة الأخيرة التي صاغ فيها “الناتو” استراتيجية شاملة قبل عقد من الزمن قبل أحداث غيرت العالم مثل الهجمات الإرهابية على نيويورك في 11 سبتمبر عام 2001 أو قرار “الناتو” تولي قيادة البعثة الأمنية المفوضة من قبل الأمم المتحدة في أفغانستان.
ومن المقرر أن يطلع الأمين العام لـ”الناتو” أندرس فوج راسموسين الوزراء بشأن عمل مجموعة رفيعة المستوى من الخبراء بقيادة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت.
وفي الوقت نفسه، يتوقع راسموسين بدء جدل بشأن كيفية إصلاح البيروقراطية في “الناتو” للحصول على قيمة أعلى لأموال الدول الأعضاء. وقال للصحفيين قبل الاجتماع: “إنني مصر على جعل تلك المنظمة أكثر فعالية وحداثة.. أريد المضي قدماً في ذلك هذا العام”.
كما تتركز مشاورات وزراء الخارجية حول مخزون الأسلحة النووية الأميركية والروسية في القارة الأوروبية وسط مطالب من وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بسحب الأسلحة النووية الأميركية من بلاده. وعلى جدول الأعمال كذلك التحديات الجديدة مثل القرصنة وانتشار الأسلحة البالستية وكيفية تعامل الحلف معها في ضوء إعداد “مفهوم استراتيجي” جديد يتوقع أن يتم تبنيه في قمة لشبونة. وأكد الوزير الألماني أن مطالب بلاده في هذا الصدد ليست منفردة، وإنما تأتي في إطار جماعي داخل الحلف. وتشير تقديرات الخبراء إلى أن أعداد القنابل النووية الأميركية في أوروبا تتراوح بين 160 و200 قنبلة مخزنة داخل مخابئ خرسانية حصينة في ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا وتركيا. كما يجري وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الحلف، مناقشات حول خطط الولايات المتحدة والحلف لنشر نظام دفاع جوي صاروخي، خاصة بعد دعوة واشنطن موسكو للمشاركة في هذه الخطط.
عدد اليوم
