السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كلينتون تدافع عن التواصل مع سوريا رغم «سكود»

كلينتون تدافع عن التواصل مع سوريا رغم «سكود»
23 ابريل 2010 00:20
دافعت الولايات المتحدة أمس عن سياستها بالتواصل مع سوريا برغم المخاوف من أن دمشق ربما تحاول نقل صواريخ سكود إلى حزب الله في لبنان. وفي تصريحات قبيل اجتماع لحلف شمال الأطلسي في العاصمة الإستونية راوغت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الإجابة على أسئلة بشأن ما إذا كانت إيران ربما أعطت تكنولوجيا سكود لسوريا لتصل في النهاية إلى حزب الله. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الاستوني أورماس بايت “عبرنا مباشرة للحكومة السورية وبأشد العبارات الممكنة عن قلقنا بشأن قصص تشير إلى أن هناك نوعاً من نقل تكنولوجيا أسلحة إلى سوريا بغرض محتمل وهو نقلها لاحقا إلى حزب الله”. ولم تتحدث الولايات المتحدة علانية عن المكان الذي ربما تكون سوريا حصلت منه على صواريخ سكود كما لم تقل إنها تستطيع ان تؤكد حدوث أي تسليم صواريخ لحزب الله. وبرغم عدم تلبية سوريا للمطالب الاميركية القديمة بوقف التدخل في شؤون لبنان وبذل جهد اكبر للتوصل إلى سلام مع إسرائيل قالت كلينتون إنه في مصلحة الولايات المتحدة أن يكون لها سفير في دمشق. وأضافت “هذا ليس نوعاً من المكافأة للسوريين وللتصرفات التي يقومون بها وتثير قلقاً عميقاً. إنها أداة نعتقد أنها ستمنحنا نفوذاً إضافياً وتضيف عمقاً وتحليلاً ومعلومات بخصوص تصرفات سوريا ونواياها”. وأشارت كلينتون إلى قائمة شكاوى واشنطن المتواصلة ضد دمشق والتي تتضمن اتهامات باستضافتها متشددين فلسطينيين وأنها تغذي العنف في العراق. لكنها قالت إن سفيراً سيساعد في نقل الرسالة الاميركية. وأضافت “نعتقد أن وجود سفير هناك يضيف للقدرة على نقل تلك الرسالة بقوة ونأمل في أن يؤثر في سلوك سوريا”. وتعرضت جهود الرئيس الاميركي باراك اوباما للتقارب مع سوريا لانتقادات يوم الأربعاء، إذ عبرت لجنة في الكونجرس عن التشكك في صواب هذا التقارب وسط اتهامات بأن دمشق سعت إلى تسليح مقاتلي حزب الله اللبناني بصواريخ سكود. واستجوب اعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب كبير دبلوماسيي حكومة اوباما للشرق الأوسط قائلين إن تصرفات سوريا التي تنطوي على تهديد تلقي شكوك بشأن الجهود الرامية الى تحسين العلاقات. وقال النائب الديمقراطي اليوت انجل متسائلاً “هل لدينا حقا سياسة نحو سوريا وهل هي تحقق أفضل مصالحنا؟” وحث على اتخاذ موقف اميركي أكثر صرامة تجاه الرئيس السوري بشار الأسد بسبب نقل الأسلحة المزعوم الى حزب الله ومسائل اخرى. من جانب اخر حذر “حزب الله” اللبناني من أن أية حماقة اسرائيلية تجاه لبنان ستشعل المنطقة بأسرها. واستبعد بالمقابل احتمال قيام الجيش الاسرائيلي بعدوان قريب، مؤكداً جهوزية المقاومة لكل الاحتمالات. وقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “انه لو كانت اسرائيل جاهزة وقادرة وتعتقد بأنها يمكن ان تربح حرباً في لبنان لشنتها اليوم قبل الغد”. ولفت إلى أن المقاومة تتعامل مع الخطر الاسرائيلي على انه “خطر قائم”، وهي تبني جهوزيتها بصورة دائمة لأي احتمال. ورداً على سؤال لاحد الصحفيين عن سبب وقف عمليات المقاومة، أجاب قاسم: “إن (حزب الله) هو بالأصل مقاومة دفاعية وليس مقاومة هجومية، وقد نشأ كمدافع عن الأرض ومحرر لها من الاحتلال وعلى هذا الأساس لم يفكر الحزب في أن يقوم بأعمال هجومية ابتدائية، وإنما دائماً يفكر بالعمل الدفاعي لأنه أقوى وأفضل وهذا ينسجم مع تركيبته المقاومة ومع قدراته وواقعه. وأعلن مسؤول الإعلام في “حزب الله” السيد ابراهيم الموسوي من جانبه أن المقاومة تؤكد أنها تسعى دائما لزيادة تجهيزها عدداً وعتاداً، معتبراً أن من حق المقاومة أن تتسلح لمواجهة الاحتلال وردع أي اعتداء “إنما كشف نوعية السلاح امر خارج عن النقاش”. ورداً على سؤال تلفزيوني عن وصول صواريخ سكود للحزب، قال: “إن لدى “حزب الله” سياسة الغموض البنّاء و”لسنا مضطرين لكشف اي شيء للعدو”. وأشار إلى أن هناك معادلة جديدة اكدها قائد الجيش اللبناني من الجنوب، وهي أن لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته جاهز لمواجهة أي اعتداء، معتبراً أن الحملة على حزب الله وسوريا مجرد “فبركة تهويلية”.من ناحية اخرى صرح الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في حديث نشر أمس بأن لبنان موجود حالياً “وبحكم الأمر الواقع” ضمن المحور السوري الإيراني بهدف “حفظ الوحدة الوطنية”، وذلك وسط استمرار الجدل حول سلاح حزب الله. وأوضح جنبلاط في حديث لصحيفة “لوريان لو جور” الناطقة بالفرنسية “نحن بحكم الأمر الواقع ضمن المحور السوري الإيراني من اجل حفظ الوحدة الوطنية ولا يمكننا إلا البقاء في هذا المحور”. وطالب جنبلاط بالتركيز على “الاستراتيجية الدفاعية بدل الإكثار من الحديث عن سلاح حزب الله”. ورأى جنبلاط أن “أحداً لا يستطيع إجبار حزب الله على تسليم أسلحته”، مضيفاً “لم عليه أصلاً أن يفعل ذلك؟ فالجيش اللبناني لا يملك العتاد ولا الوسائل اللازمة في مواجهة إسرائيل، علماً بأن الخطر الإسرائيلي هو نفسه ولم يتغير منذ عقود”.
المصدر: واشنطن، بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©