السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عائشة عبدالله وعبدالفتاح صبري يقرآن شخصيات في واقع قلِق

عائشة عبدالله وعبدالفتاح صبري يقرآن شخصيات في واقع قلِق
22 ابريل 2010 20:44
أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، في مقر الاتحاد على قناة القصباء، بالشارقة مساء أمس الأول أمسية قصصية شارك فيها القاصة الإماراتية عائشة عبدالله والقاص والناقد المصري عبدالفتاح صبري وأدارتها القاصة أمان السيد. وقد قرأت عائشة عبدالله القصتين «اعتذار» و«المصور»، حيث تدور أحداثهما باقتضاب شديد وتكثيف عال على المستوى بين التركيبي والنحوي، فطغى حضور «ذات» أنثوية ومشاعر تبرز نوعا من عدم الرضى عن الذات بل وقلقا من شيء ما أو وضع ما ربما هو كل شيء، لكن ارتداداته ذاتية وجوّانية إلى درجة ممارسة القسوة التي تمارسها الشخصية الرئيسية على ذاتها. ومن أجواء «اعتذار» نقرأ «سأسمح لي أن أخطئ هذه المرة فقط، لقد مرّ من أمامي ممسكا بوردة حمراء يلف ساقها بمنديل أسود، لكن المنديل لم يستطع شرب قطرات الدماء النازفة من أنامله. سأصطدم به بالخطأ، وأطأ وردته بالخطأ، وأصبّ الدماء النازفة من أنامله في شرايين قلبي بالخطأ. وسأجمع الدفء الذي دبّ في شرايين قلبي بين أضلعي بالخطأ، وأقول له: ذلك خطأ لم أقصده وزلة تعلمتها من...... من ...... من ....... ثم سأسمح لنفسي أن أقدم اعتذاري لي لي فقط. وأن أندم وآسف على ما بدر مني». على العكس من ذلك تماما، فقد بدت القصتان اللتان قرأهما القاص عبدالفتاح صبري انعكاسا لحراك اجتماعي ناضج، ولم تكونا نتاج «فرد» تدور الأحداث حول «ذات» تخص شخصية بعينها، في التي يعلي فيها الكاتب من شأن الاهتمام بالبنية القصصية والتكثيف الشديد، على مستوى البنية التركيبية والنحوية، الذي يؤثر على طبيعة البناء السردي مباشرة كما في «مجرد محاولة»، حيث تقوم القصة على دلالة واسعة وكبرى عن المرأة فتكشف عن شخصية مهزومة وقلِقة غير قادرة على التأثير في محيطها وبيئتها، وكما في قصة «الغريبة» التي يقدم القاص فيها وعبر جرعة قصيرة من البناء السردي المحكم مفاجأة من النوع الاجتماعي ذلك الذي لا يمكن حدوثه إلا في المجتمعات الكبرى التي يتحقق فيها الغريب بالمعنى الاجتماعي حقا، وليس مجازا. ومن أجواء «مجرد محاولة» نقرأ «ستغمد السكين في البطن المتهدل فتدنلق الروح مع الأشلاء.. وتُخمِدُ مصدر قلقها الأبدي.. تقترب السكين من الصدر الذي يعلو ويهبط بانتظام رتيب.. ستغمد السكين.. يتحرك.. يتململ، يرى من وراء الغبش شبحها.. بخفة تدلف إلى جواره مرتعدة.. العتمة تداري السكين وأفكارها.. ينتبه أكثر.. يناديها.. تستسلم.. يحتويها.. وتبدأ الطقوس.. ويستمر العذاب الكريه».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©