الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحول الملحنين إلى «مطربين» ظاهرة تبحث عن تفسير

تحول الملحنين إلى «مطربين» ظاهرة تبحث عن تفسير
22 ابريل 2010 19:55
اتجاه الملحنين للغناء‏ ظاهرة تسود الساحة الغنائية في مصر. فقائمة الملحنين الذين اتجهوا إلى الغناء من خلال تقديم ألبومات، أو عدد من الأغنيات المفردة والفيديو كليب طويلة وتضم أسماء مثل مروان خوري ووليد سعد وعمرو مصطفى ومحمد رحيم وتامر عاشور ورامي صبري ومدحت الخولي ووجيه عزيز وعصام كاريكا وفايز السعيد ومشعل العروج ووسام الأمير ونادر نور ورامي جمال ومصطفى كامل وغيرهم‏. الغيرة وقد تكون الغيرة من النجاح هي الدافع الأول لاتجاه الملحنين إلى الغناء‏، وربما تكون الرغبة في الشهرة وتسليط الأضواء هي السبب‏،‏ ولكن الحقيقة المؤكدة أن الساحة الغنائية تخسر الكثير باختلاط الأدوار بعد أن سبقهم شعراء الأغنية أيضا إلى التلحين والغناء مع اتجاه المطربين إلى التلحين والتأليف لأنفسهم، مما جعل الساحة الغنائية سمك‏، لبن‏،‏ تمر هندي‏.‏ ويقول الموسيقار محمد ضياء الدين الذي يعتبر آخر عنقود الملحنين الذين اتجهوا للغناء: “لا أعتبر نفسي مطربا ولن أقدم ألبومات وشجعني على التجربة أن الأغنية التي أستعد لتقديمها حالة مختلفة وموضوعها جميل، لذلك قررت أن أغنيها بنفسي رغم أن الغناء لم يخطر ببالي من قبل، فأنا أحترم التخصص وإذا حققت الأغنية نجاحا، فسأكرر التجربة لكن على فترات متباعدة كما يفعل الملحن وليد سعد. أكثر جرأة أما الملحن عمرو مصطفى الذي قدم العديد من الأغنيات الناجحة لعمرو دياب وسميرة سعيد ومحمد حماقي وشيرين عبدالوهاب ولطيفة‏، والذي اتجه إلى الغناء أخيرا وقدم أكثر من ألبوم مثل “أيامي” و”الكبير كبير” و”علامة في حياتك” وحقق نجاحا لافتا في سوق الكاسيت فقال: رغبتي في تقديم موسيقى غير تقليدية بعيدة عن الروتينية وراء اتجاهي للغناء‏،‏ كما أحببت تقديم أشكال جديدة من الموسيقى والغناء أكثر جرأة يرفض أغلب المطربين غناءها مثل الروك والتكنو‏.‏ ويضيف أنه يعشق الغناء منذ طفولته، وكان دائما يضعه نصب عينيه، لكنه لم يتجه إلى الغناء إلا بعد أن اكتسب خبرة في التلحين ساعدته على معرفة كيفية الغناء وكل التفاصيل الفنية والعناصر الخاصة به‏.‏ وحول أن بعض الملحنين تصيبهم الغيرة بسبب نجاح المطربين قال: لست من هؤلاء الملحنين‏،‏ فعندما تنجح الأغاني من ألحاني أشعر بسعادة لأنني أحد المشاركين في صناعتها.‏ بدأت مطرباً ويؤكد الملحن مدحت الخولي الذي اتجه أخيرا إلى الغناء وقدم ألبوما بعنوان “مش لوحدك” أن الغناء ليس جديدا عليه فقد بدأ حياته مطربا في الإسكندرية من خلال فرقة “الحب والسلام”‏،‏ وعندما حضر إلى القاهرة في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي ولقيت أغنيته الأولى “يا بنت يا أم المريلة كحلي”، التي كتبها صلاح اهين وغناها محمد منير، النجاح، أجّل مشروعه الغنائي وانشغل بعمله كشاعر وملحن‏،‏ خصوصا أنه وجد مجموعة من الأصوات الجيدة التي لها شعبية تعبر عما يكتبه‏، وارتاح نفسيا لهذا الموضوع لأنه كان يهمه أن يصل ما يكتبه أو يلحنه للناس‏،‏ وفي الفترة الأخيرة وبعد عقود الاحتكار التي وقعها كثير من المطربين مع بعض الشركات وجد صعوبة في التعامل معهم ففكر في عمل ديوان مسموع، لكنه أجل الفكرة وقرر تقديم نفسه كمطرب لأن الفكرة كانت تراوده منذ فترة طويلة‏،‏ وكثير من زملائه المطربين مثل هشام عباس ومحمد فؤاد وأمل وهبي أشادوا بصوته وشجعوه.‏ كاريكا يعترف ولم تكن الشهرة والنجومية هما السبب في اتجاه رامي صبري إلى الغناء، فهو يرى أن الغناء بالنسبة له تعبير عما يشعر به هو وأبناء جيله من الشباب‏،‏ ويؤكد أنه لا ينافس أحدا وسيستمر في الغناء والتلحين ويقول ما المانع في أن أغني وأستمر في التلحين؟ فالغناء لن يؤثر في عملي الأساسي كملحن‏.‏ وعلى النقيض تماما نجد الملحن عصام كاريكا الذي تميز بأداء لون غنائي خاص وصنع لنفسه شخصية متميزة متصالحا مع نفسه عندما أكد أن اتجاهه إلى الغناء كان دافعه الأول الغيرة من نجاحات المطربين الذين تعاون معهم وأنه صاحب الفضل في نجاحاتهم‏،‏ ولذا آثر أن يقدم ألحانه لنفسه حتى يحقق التواجد مع الجمهور والشهرة، وهذا ما تحقق له في الفترة الأخيرة عبر أغنيات “شنكوتي” و “البنت دي مؤدبة” و”ربنا يهده” وغيرها. ليست بدعة ويقول الملحن محمد رحيم الذي سيطرح خلال الأيام القادمة أول ألبوم غنائي له: “مسألة المطرب الملحن موجودة من أيام محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش ومحمد فوزي فهي ليست بدعة، وقد قررت دخول الغناء بعد أن أثبت وجودي في التلحين والمسألة أن لدي موهبة أريد أن أخرجها. واتجاهي للغناء لن يؤثر عليَّ كملحن فهناك عدد كبير من الألحان ستصدر قريباً لمطربين غيري. أما الملحن وليد سعد فيقول: أحب الغناء ولكني لا أحب أن أكون مطرباً، فأنا أغني فقط عندما أشعر بأن الأغنية لن يستطيع أحد غيري التعبير عنها بصدق وهذا ليس معناه أنني أفضل من أصوات أخرى، ولكن لأنني أكون متأثراً بكلمات الأغنية ولحنها فأفضل أن أغنيها بنفسي بل أقوم بإنتاجها على حسابي. نوع واحد ويقول الملحن وجيه عزيز صاحب أغنيات “من أول لمسة وتعالالي” لمحمد منير “ومش نظرة وابتسامة” لسيمون، والذي قدم حتى الآن ثلاثة ألبومات هي “بالليل” و”زعلان شوية” و”ناقص حته” إنه يتعامل مع التلحين والغناء منذ بدأ مشواره الفني عام‏ 1988‏، لكن ألحانه حققت نجاحا كبيرا ووصلت إلى الناس قبل صوته. ويؤكد أن صعوبة التعامل مع المطربين هي السبب وراء تحول العديد من الملحنين إلى الغناء، حيث إن أغلبهم لا يتمتعون بالحرية في التعامل مع الملحنين‏،‏ و90 % من المطربين محبوسون في نوع واحد من الغناء هو الغناء العاطفي الذي أصبح مملا ومكررا وانتهى عصره برحيل أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وغيرهم‏،‏ وكل ما يغنى حاليا هو إعادة لما غناه هؤلاء العمالقة‏،‏ وإما أن تدخل هذه الدائرة أو لا تتعامل معهم‏‏.‏ غناء الراقصات يرجع الموسيقار حلمي بكر‏ هذه الظاهرة إلى الفوضى الغنائية التي نعيشها حاليا، والتي أعطت الجرأة لكل من “هب ودب” للوقوف أمام الميكروفون ليغني‏،‏ فالكل يريد الشهرة ويبحث عنها، وبات الملحن يغار من شهرة المطرب‏،‏ والمطرب يغار من الملحن والشاعر،‏ وساعدت على هذه الفوضى الفضائيات الغنائية التي لا يوجد عليها رقيب‏!‏ ويضيف بكر: نعيش عصر التعليب الغنائي بفضل الاستديوهات المجهزة ومحسنات الصوت والتكنولوجيا، فليست هناك حالة من الإبداع، وذلك عكس ما كان يحدث في جيل عمالقة الغناء والتلحين، حيث كان الملحن عندما يختار الغناء يعرف قدراته جيدا‏،‏ وفي الوقت الحالي لا يوجد ملحن يصلح لكي يكون مطربا إلا البعض القليل ومنهم كاظم الساهر ومروان خوري اللذان نجحا كمطربين وملحنين‏.‏ ويرى الملحن فاروق الشرنوبي أن الملحن الذي يمتلك صوتا جيدا ويتمتع بشخصية مستقلة من حقه الغناء، ولا اعتراض عليه طالما لديه الموهبة‏،‏ ويضيف الشرنوبي ساخرا: وأعتقد أن غناء الملحن مهما كان أفضل من غناء الراقصات اللاتي اتجهن أخيرا إلى الغناء‏.‏
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©