الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المؤتمرات الطلابية تنمي قدرة الشباب على الحوار

المؤتمرات الطلابية تنمي قدرة الشباب على الحوار
22 ابريل 2010 19:38
أصبحت المؤتمرات الطلابية التي تقيمها الجامعات والكليات المختلفة ظاهرة ضرورية يعبر من خلالها الطلبة عن قضاياهم واحتياجاتهم ومشكلاتهم الذاتية والمجتمعية، فالنقاشات والحوارات والاستفسارات التي تعج بها القاعات التي تقام بها تلك المؤتمرات تكشف عن مدى قدرة الطلبة على الحوار البناء والجاد، وامتلاكهم ملكة النقد الموضوعي الذي يعكس ما لديهم من وعي وإدراك وسعة أفق. انسجاماً مع الدور الكبير الذي تلعبه كليات التقنية العليا المنتشرة في مختلف إمارات الدولة في إعداد طلبة متميزين أكاديمياً ومهنياً، أطلقت كلية دبي التقنية للطالبات المؤتمر الدولي السنوي السادس «رؤية دبي» لتواصل من خلاله جهدها وسعيها من أجل زيادة اطلاع الطالبات، واحتكاكهن بالعالم الخارجي، بالإضافة إلى إكسابهن مهارات قيادية تؤهلهن لممارسة دورهن القيادي في المستقبل. فعلى مدار 5 أيام اجتمعت 65 طالبة جامعية من 32 جامعة على مستوى العالم، مع 65 طالبة إماراتية من كلية دبي للطالبات ليخضن تجربة مميزة وثرية بالنقاشات وورشات العمل والأنشطة والجولات الخارجية وغيرها. مؤتمر «رؤية دبي» الذي أقيم تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس مجمع كليات التقنية العليا في الفترة 4 - 8 أبريل الجاري حظي هذا العام بدعم كبير من مجموعة الفهيم ومجموعة روتس لدعم المجتمع. فرصة للتفاعل المثمر عن أهداف هذا المؤتمر وفعالياته تحدثنا هيا الغفلي مديرة إدارة المؤتمر، وعضو هيئة تدريس في كلية دبي للطالبات حيث تقول «سيسهم هذا المؤتمر في زيادة التفاعل والتواصل الطلابي بين طالبات كلية دبي والطالبات المشاركات من الجامعات العالمية مما سيتيح لطالباتنا فرصة الاطلاع على المفاهيم المدنية العالمية الجديدة عبر النقاشات وتبادل الأفكار ليكون الأمر أشبه بحوار ثقافات مختلفة مع بعضها، كما ستزداد ثقة الطالبات بأنفسهن، وسيشعرن بالفخر والسعادة وهن يمثلن دولة الإمارات العربية المتحدة كسفيرات دبلوماسيات يطلعن الطالبات المشاركات على مفاهيم الثقافة العربية الإسلامية، وما ينطوي عليه المجتمع الإماراتي بصورة خاصة من ثقافة وعادات وتقاليد وأنماط تفكير... كما سيتيح المؤتمر الفرصة للطالبات للتعرف إلى مجموعات جديدة من الزميلات، والحصول على مساعدتهن في الدراسة وفي الحياة المهنية بعد التخرج». رؤية قيادية تضيف الغفلي «سيعزز المؤتمر هذه السنة من رؤية الطالبات للدور القيادي العالمي، والسياسات العالمية، والثقافات المتبادلة والعلاقات الدولية التي تُعد عاملاً أساسياً في القيادة الناجحة في الاقتصاد العولمي بالإضافة إلى الاستفادة من مشاركة البروفيسورات المرافقات للطالبات باجتماعهن بأعضاء هيئة التدريس في الكلية في فرصة جيدة لمناقشة نظام وآلية التعليم في بلدانهم ومقارنته بنظام التعليم في الكلية بصورة خاصة وباقي الكليات والجامعات في الدولة وخارجها بصورة عامة مما سيزيد من إمكانية تنفيذ مشاريع التعاون العلمي والتعليمي مستقبلاً». وتشير الغفلي إلى أن المؤتمر اشتمل على فعاليات متنوعة استهلت بعرض فيلم عن ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة أعدته نايلة الخاجة خريجة كلية دبي للطالبات، وفيلم آخر بعنوان «البحث عن شريك مثالي في دبي» أعدته مجموعة من طالبات الإعلام التطبيقي في الكلية، ثم تسلسلت المناقشات وورشات العمل للتحاور بقضايا محلية مثل القيادة النسائية في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وفي دولة الإمارات على وجه الخصوص، ومحاضرات حول الاتجار بالبشر ومرض التوحد، إلى جانب زيارات ميدانية لمسجد زايد الكبير والمجلس الوطني الاتحادي وقرية التراث وغيرها من الزيارات بهف تعريف الطالبات من الجامعات الأخرى إلى الثقافة والبيئة المحلية للدولة. وتلفت الغفلي إلى أنه تم إقامة معرض فوتوغرافي عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، ودعمه للمرأة والطفل في المجتمع من قبل المركز الوطني للوثائق والبحوث برعاية من وزارة شؤون الرئاسة في الدولة. الاحتكاك بالآخر من جهتها تقول الطالبة مريم النعيمي، من كلية دبي للطالبات، عن مشاركتها بالمؤتمر: «من حسن حظي أنه تم اختياري للمشاركة بالمؤتمر الذي كان على قدر عال من الروعة والرقي، فقد ساعدني على كسر حاجز الخوف والخجل عند التعامل مع الجنسيات الأخرى، وبالذات الأجنبية، فقد قويت لغتي بالحديث والنقاش معهم واطلعت على أفكارهم وأحلامهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وقد شعرت بمسؤولية عظيمة تتطلب مني أن أكون سفيرة عن بلدي أرسم صورة نقية ومشرقة عنه وعن كليتي ونفسي». وتعبر البلغارية دانيلا يانكوفا عن مدى سعادتها بالمشاركة في المؤتمر قائلة: «لم أكن أتوقع أن أشعر بهذه الراحة والطمأنينة والسعادة كالتي شعرت بها منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها الإمارات، فلم يفارقنا الكرم وحسن الضيافة طيلة فترة إقامتنا، وقد اكتشفت عبر المؤتمر أن أي قضية أو مشكلة مجتمعية أو عالمية مهما كانت متفشية سيقضى عليها إذا ما تعاونا جميعاً وجندنا إمكاناتنا وقدراتنا في حلها، وأن من واجبي كطالبة أن أشارك في حل هذه المشاكل وأن لا أعيش في معزل عنها، فأنا أشكر القائمين على هذا المؤتمر الذين علمونا كيف نساعد في حل مشاكل بلدنا التي لا تنفصل عن المشاكل العالمية». صورة عن المرأة العربية تتفق الباكستانية أسماء عزيز مع دانيلا في الفكرة نفسها، وتضيف: «قبل أن آتي إلى المؤتمر كان تفكيري منصباً على نفسي ودراستي، ولكن بعد أن شاركت بالمؤتمر اكتشفت أن علي مسؤوليات وواجبات اتجاه نفسي ومجتمعي أيضاً». وتتمنى النيبالية تاراكوماري بودها أن تحظى بفرصة أخرى لزيارة الإمارات لتتعلم عن هذا الشعب الأصيل المزيد والمزيد. تقول بودها:»بفضل المؤتمر ارتسمت في مخيلتي صورة واضحة وجميلة عن المرأة العربية بصورة عامة وعن المرأة الإماراتية بصورة خاصة، وتفاجأت عندما عرفت أنَّها تولت مناصب قيادية، ولها مكانة ووزن في المجتمع جنباً إلى جنب مع الرجل، كما أنني انبهرت بجمال ورقي مدينة دبي، وأتوقع أنني عندما أعود إلى بلدي سأحمل في مخيلتي آلاف المشاهد الساحرة عن هذه المدينة الرائعة، وأصفها لصديقاتي وأقاربي وأشجعهم على زيارتها». وتؤكد الباكستانية هيرا تنفير أنها تأثرت كثيراً بالمؤتمر من خلال تناوله لدور المرأة في المجتمع، وأنها قادرة على أن تساهم في رفعة وتطور مجتمعها عبر أداء دورها كأم ومربية وعاملة وموظفة وطبيبة وقاضية. تقول هيرا:»لقد تعلمت كيف أساهم في رفعة بلدي، وأن أحفز غيري لنتكاتف سوياً وندفع عجلة التقدم والتطور، وأن نهتم جميعاً للقضايا والمشكلات العالمية ولا نعتبر أنفسنا بمعزل عنها. أجل سأعمل على تطبيق الأفكار التي استقيتها من المؤتمر». وبعفوية تعبر جودوليف أولبيرايس من هايتي عن سعادتها بالمشاركة بالمؤتمر، وتصفها بأنها «أشبه بالحلم»، فهذه أول مرة تغادر فيها جودوليف حدود بلدها، وتشير إلى أنها وجدت تعاطفاً كبيراً مع بلدها من قبل الطالبات المشاركات لما حل بها من زلزال قتل الكثيرين. حناء على الأكف تثني جودوليف على طبيعة الموضوعات التي تمت مناقشتها في المؤتمر، وبالأخص موضوع الاتجار بالبشر الذي صار يهدد المجتمعات العربية والغربية على حد سواء. وتلفت جودوليف إلى أن زيارتها للمجلس الوطني الاتحادي في أبوظبي ساهمت في تعرفها إلى الحياة البرلمانية في الإمارات عن قرب وأنظمة الحكم العربية عبر الأسئلة التي طرحتها الطالبات عند زيارتهن للمجلس. لقد تعرفنا على مبادئ الدين الإسلامي التي لا علاقة لها بالتعصب والإرهاب كما يعتقد الكثير من الغربيين. بهذه الكلمات بدأت الإيطالية كاميلا مورا حديثها، لتتابع: «لقد أبهرني مسجد الشيخ زايد رحمه الله في هندسته وجمال بنائه، فهو تحفة فنية لا يوجد لها مثيل. كما أنني أمضيت أمتع الأوقات في الصحراء عبر رحلات السفاري التي قمنا بها، وكانت غاية في الروعة بالإضافة إلى جمال العادات والتقاليد الإماراتية التي تعرفنا إليها في القرية التراثية، وقد قمت هناك برسم الحناء على يدي، 5 أيام مرت كلمح البصر تعرفت فيها إلى صديقات جدد لن أنساهن أبداً، وسأستمر بالتواصل معهن، وستشدني الذكريات الجميلة، وجمال وسحر الطقس والأماكن في دبي لزيارتها من جديد!!» أما علياء الشملان من كلية دبي للطالبات فكانت تعتقد قبل مشاركتها بالمؤتمر أن جميع أهل الغرب يكرهون المسلمين لكن هذه الفكرة تغيرت الآن، بعد أن تصادقت مع طالبات من جامعات عالمية أبدوا بدورهم احترامهم وإعجابهم بالمسلمين تضيف علياء :»لقد اكتسبت من خلال المؤتمر القدرة على التواصل مع الآخرين مهما كانت جنسياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنماط تفكيرهم، مما سيدفعني للسفر والتواصل مع العالم دون أن أجد أية عوائق».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©