الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«آمد» من حواضر الإسلام في أعالي الفرات

«آمد» من حواضر الإسلام في أعالي الفرات
14 مارس 2014 22:01
القاهرة (الاتحاد) - آمد اسم مشهور لواحدة من حواضر الإسلام في منطقة الجزيرة بأعالي الفرات، وهي تعرف اليوم باسم الإقليم الذي تتوسطه بجنوب شرق تركيا ونعني به ديار بكر. وآمد هو الاسم الذي عرفت به المدينة طوال العصور الإسلامية وأصل اسمها لفظة آميد الآرامية، حيث كانت عاصمة مملكة بيت زماني الآرامية في القرن 13 قبل الميلاد قبل أن تخضع لسيطرة الآشوريين. وفرض الرومان سيطرتهم على المدينة لتصبح موقعاً عسكرياً متقدماً لصد هجمات الساسانيين على الممتلكات الرومانية. وبسبب موقعها الاستراتيجي عانت آمد من هجمات الجيوش الساسانية فتعرضت للحصار غير مرة قبل أن يقتحمها شابور الثاني في عام 359م. وعرفت آمد بأنها مقعد بطريرك كنيسة المشرق، ثم صارت مقراً لبطريركية السريان الأرثوذكس قبل أن يقوم عياض بن غنم الفهري بفتحها في عام 20 هـ «640م» لتصبح من أهم مدن الخلافة الإسلامية في تلك المنطقة. عاصمة الخلافة ومنذ عهد معاوية بن أبي سفيان سكنتها قبائل بكر بن وائل، ومن ثم صارت تعرف أيضاً هي والمنطقة القريبة منها باسم ديار بكر. وظلَّت المدينة خاضعة بشكل مباشر لعاصمتي الخلافة في دمشق وبغداد على التعاقب إلى أن ضعف نفوذ الخلفاء العباسيين وأخذ الولاة الأتراك يستقلون بحكم الأمصار فخضعت آمد لحكم أحمد بن طولون الذي عهد بإدارة شؤونها لمحمد بن أحمد عيسى الشيخ، ولكن الخليفة المعتضد العباسي شن حملة عليها واستردها في عام 286هـ وعاد الخليفة المقتدر للسيطرة عليها مجددا في عام 297هـ، حيث كانت ترتبط بالعاصمة بغداد عبر نهر الفرات بخط ملاحي من قوارب جلدية كانت تنفخ وتدهن بالزيوت لمنع غرقها. وخضعت آمد بعد ذلك لحكام من أصول تركمانية وكردية ودانت بالولاء أيضاً للسلاجقة وتحت راياتهم شنت آمد عدة هجمات على مناطق الأرمن الخاضعة للدولة البيزنطية مثلما دافعت عن نفسها ببسالة خلال حقبة الحروب الصليبية. ثم استولى نور الدين محمود زنكي على آمد ومناطق ديار بكر وضمها لدولته بالموصل والشام وقام من بعد وفاته صلاح الدين الأيوبي بضمها لدولته الفتية بمصر والشام، مستغلاً الخلاف الناشب بين حكامها من بني أرتق فدخلها بتفويض من الخليفة العباسي الناصر لدين الله في 14 من المحرم عام 579هـ. وظلَّت آمد خاضعة لنفوذ الأيوبيين حتى زوال دولتهم عدا فترة تمرد قصيرة أعقبت وفاة الملك العادل الأيوبي استعاد من بعدها الملك الكامل محمد بن العادل الأيوبي السيطرة عليها. وواصلت دولة المماليك حكم هذه المدينة حتى أوائل القرن العاشر الهجري. معركة جالديران وشاءت أقدار موقعها الجغرافي الحرج أن تكون بقعة للصراع الدامي بين دولة المماليك والدولة الصفوية في إيران حتى وقعت في قبضة الصفويين عام 908هـ، ولكن الأتراك العثمانيين أزاحوهم عنها في عام 920هـ عقب معركة جالديران لتصبح ضمن ممتلكات العثمانيين ومن وقتها عرفت باسم ديار بكر. وتعتبر آمد الحد الشمالي الشرقي للأقاليم السورية التي أضيفت للممتلكات العثمانية وفقاً لاتفاقية لوزان بين تركيا من جهة وكل من بريطانيا وفرنسا من جهة أخرى، وتضم هذه الأقاليم أضنة ومرسين وماردين وجزيرة ابن عمر وأورفا ومرعش وعنتاب. واشتهر إقليم الجزيرة الفراتية وبالقلب منه آمد خلال العصور الإسلامية بمناعة التحصينات الحربية ووفرة المزارع وبجودة صناعات المعادن المكفتة بالفضة ورقة المنتجات الخزفية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©