الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دغدغة الأسماك لتدليك وتنظيف البشرة!

دغدغة الأسماك لتدليك وتنظيف البشرة!
25 مايو 2008 00:05
تنظيف وتدليك القدمين بالأسماك، كانت تلك العبارة أكثر ما أدهشني في رحلتي إلى سنغافورة، فطلبت من المرشد السياحي ''محمد حميم'' أن يأخذني لمنتجع جزيرة سنتوسا، وهناك كنت أمام تجربة غريبة شكلت واحدة من أعجب أشكال التدليك إثارة للذهول والفضول، والتي انطلقت من تركيا فتلقفتها سريعا جزيرة سنتوسا في سنغافورة· قبل أن نبدأ في رحلتنا إلى هذا العالم العجيب، طلب مني ''محمد حميم'' ارتداء سروال فضفاض أو سروال قصير، حيث تتطلب العملية تدلية القدمين في أحواض صغيرة مليئة بأسماك من سلالة ''جارا روفا'' المعروفة بفائدتها في علاج مرض الصدفية· وصلنا إلى أول مركز للتدليك للجذب السياحي في ''عالم ما تحت الماء'' الواقع في الساحل الجنوبي لسنغافورة، وهناك أخذوني أولا إلى غرفة مليئة بالرفوف لإيداع حذائي ومتعلقاتي الشخصية ثم أعطوني فوطة صغيرة ونعالا مطاطيا وطلبوا مني التوجه للمغسل من أجل غسل قدمي بالصابون، وبعدها أعطتني إحدى العاملات بالمركز فوطة جديدة ثم رافقتني للقاعة الرئيسية وكانت تحوي حوضين متوسطين، كان الأول يضم أسماكا صغيرة قليلة ورفيعة بطول بوصة ونصف، أما الثاني فيضم أعدادا كبيرة من أسماك أكبر وأعرض حجما بطول ثلاث بوصات· وعندما وجدت أن بعض بنات حواء خائفات ومترددات في إنزال أقدامهن في الحوض الأول، كابرت بدواعي الرجولة والخجل، فاخترت الحوض الثاني الذي جلست حوله مجموعة من الرجال من جنسيات مختلفة وهم يطلقون صرخات وضحكات لا تليق برزانة أبناء آدم كلما انطلقت أسراب الأسماك نحو أقدامهم، استغربت الأمر وتأكدت أنني وقعت في ورطة لا عودة عنها· جلست إلى الحوض وأنزلت قدمي اليمنى، فانقضت عليها الأسماك، وشعرت بدغدغة عميقة ولسعات كهربائية خفيفة فصرخت ضاحكا ورفعت قدمي من الماء، فنصحتني أخصائية المركز بالصبر قليلا قائلة أن المرء يعتاد على الأمر بعد مرور بعض الوقت، وبالفعل أغمضت عيني وأنزلت قدمي وكانت أنفاسي تكاد تنقطع لفرط الضحك، لكنني تجاوزت ذلك بعد عدة محاولات· وبالفعل بعد مرور فترة قصيرة وجدت أن المرء يستطيع التحامل على نفسه فيتقبل الأمر، لذلك تركت الأسماك التركية تقوم بإزالة خلايا الجلد الميتة من أقدامي العربية في تجربة مثيرة، فهذه المخلوقات الصغيرة تأكل الأجزاء الميتة فقط وتترك الأجزاء السليمة دون أي مس، لكن الصدمات تصبح أقوى وأشد مع مرور الوقت، ثم لا يلبث عدد الأسماك المتحلقة حول القدم يخف ويتضاءل تدريجيا، وهو الأمر الذي يعني أن عملية التنظيف وصلت إلى مراحلها النهائية· الغريب أن الضحك التلقائي كان يقوم بتقريب المسافات بين رواد المركز في وقت قياسي رغم انتمائهم لجنسيات وأعراق وثقافات ولغات مختلفة، بعد ذلك جاءت ساعة الفرج عندما طلبوا مني إخراج قدمي من الحوض وتجفيفها ثم أخذوني لمقعد مفرد كالسرير حيث قام أخصائي التدليك بوضع الزيوت والكريمات على قدمي الواحدة تلو الأخرى، واستسلمت على إيقاع الموسيقى الآسيوية الحالمة والإضاءات الناعمة لمساج لم يترك نقطة في قدمي إلا وحركها وأنعشها، وبعد نصف ساعة خرجت بعد أن شدد أخصائي التدليك على ضرورة عدم غسل قدمي مباشرة، فخرجت وشعرت بجسدي خفيفا بعد أن أصبحت أقدامي أكثر نضارة ونعومة وكأنها لا تمشي على الأرض بل تحف عليها براحة كبيرة· تحدث مجموعات الأسماك التركية التي تستخدم في مركز التدليك، شعوراً بوخز خفيف في الأقدام، ويقوم بعدها المتخصصون بتدليك القدم بعد أن تؤدي السمكة دورها في نزع الخلايا الجلدية الميتة، وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة في إطار هذا البرنامج 35 دولاراً سنغافورياً، وتستمر 40 دقيقة تقسم بين حوض الأسماك وتدليك القدمين بالتساوي· كلام صور: 1- * أسماك ''الجارا روفا'' تأكل الخلايا الميتة 2- * 3- * حواء مترددة في إنزال قدمها 4- * يخف عدد الأسماك بعد أكل الجلد الميت 5- * الضحك يجعل التجربة فريدة ويقرب الناس بعضهم ببعض 6- *7- * التدليك يستمر لعشرين دقيقة 8- * في المرحلة النهائية تكون القدم أكثر طراوة وانتعاشا
المصدر: سنغافورة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©