السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«عاصفة الحزم» غيّرت موازين القوى في المنطقة

«عاصفة الحزم» غيّرت موازين القوى في المنطقة
27 مارس 2018 00:44
ناصر الجابري (أبوظبي) أكد الخبراء المشاركون في الندوة، التي نظمتها جمعية الصحفيين في مقرها بأبوظبي، أمس الأول، بعنوان «اليمن.. 3 أعوام من الحزم والأمل»، أن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ومن خلال إطلاقه عاصفة الحزم، نجح في تغيير موازين القوى في المنطقة، وأنهى النفوذ الإيراني في اليمن، وأعاد الأمل للشعب اليمني وأنقذه من خطر الإرهاب. وشارك في الندوة العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، وحميد راشد الشامسي مستشار شؤون المساعدات في هيئة الهلال الأحمر، بحضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين، والصحفيين من مختلف وسائل الإعلام. وفي بداية الجلسة، أكد محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في «أبوظبي للإعلام»، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، في كلمته، أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومن خلال إطلاقه عاصفة الحزم نجح في تغيير موازين القوى في المنطقة، معتبراً أن إطلاق عاصفة الحزم شكل نقطة غيرت من مجرى التاريخ المعاصر. وأضاف الحمادي: «منذ 3 أعوام تم الإعلان التاريخي ببدء عاصفة الحزم لمواجهة الميليشيات الانقلابية الحوثية، وبهدف التصدي للتدخلات الإيرانية الطامعة في ثروات المنطقة، والتي انتشرت، وتزايدت خلال الأعوام الماضية، مما يشكل خطراً على الأمن القومي لدول المنطقة جميعها». وأشار إلى أن النصر قادم لشعب اليمن الشقيق، فالتحالف العربي جاء بهدف إعادة الأمن، والاستقرار إلى اليمن، ويدحر الميليشيات الانقلابية التي روّعت الآمنين، ونهبت الثروات، واعتدت على الجوار، وبالتالي يعمل التحالف على إعادة اليمن لحضنه الطبيعي، والجغرافي، وهو ما ترجم عبر تحرير العديد من المحافظات، والأراضي اليمنية منذ بدايات العملية العسكرية. وأشاد الحمادي بدور هيئة الهلال الأحمر، وعملها المستمر في بناء، وتعمير اليمن عبر مختلف المشاريع السكنية، والحملات الإغاثية، وتوفير الدعم المعنوي، والاجتماعي للسكان، مشيراً إلى أن هذا الدور ينطلق من ثوابت دولة الإمارات، وقيمها الداعمة للعمل الخيري النبيل في شتى المجالات. من جهته، قال العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي: «تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية شكل تغيراً في مجرى التاريخ، ففي السابق كانت الدول العربية تكتفي بالإدانة دون اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع، وهو ما تغير في اليمن مع التدخل الميداني على الأرض والدعم الإغاثي والإنساني العاجل للشعب اليمني». وأكد أن التحالف العربي نجح في إنهاء النفوذ الإيراني في اليمن بشكل كبير، وتصدى للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية. وقدم الكعبي قراءة تاريخية في المشهد اليمني قبل عملية «عاصفة الحزم»، مؤكداً أن التحالف العربي حرص على إحلال السلام في ربوع الأراضي اليمنية، وتجنيب الشعب اليمني معاناة الحرب، إلا أن هذا الأمر لا يحظى بقبول من ميليشيات الحوثي الانقلابية في ظل تنفيذها أجندة إيرانية. وقال إنه قبل بدء عملية «عاصفة الحزم»، كانت هناك مبادرة خليجية واضحة المعالم لإحلال الأمن والاستقرار في اليمن، ولم تحظ بقبول من الأطراف المعنية، بل قابلها تحرك عسكري من الحوثيين والاستيلاء على عدد من المناطق والمحافظات في الأراضي اليمنية. وأضاف، أن تنظيم القاعدة كان مسيطراً على محافظات يمنية عدة، منها محافظة حضرموت التي تشكل 36% من مساحة اليمن، وكان يقيم معسكرات تدريب، كما استولى على البنك المركزي في حضرموت ونهب أمواله، واستغل الموانئ لعمليات تهريب الأسلحة. وأشار إلى أن إيران منذ 2015، كثفت دعمها وتعزيزها للميلشيات الحوثية، وكان يصل عدد الرحلات اليومية من إيران إلى صعدة إلى نحو 17 رحلة تنقل الأسلحة، و«الخراب» إلى الأراضي اليمنية، كما حشد الحوثيون قواتهم على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية. وقال، إنه مع بداية عملية عاصفة الحزم قبل نحو 3 سنوات، كان لا بد من تدخل حازم في اليمن، واتخذ القرار بطلب من الرئيس اليمني، وكانت العملية العسكرية قوية ودقيقة ومؤثرة منذ اليوم الأول، حيث تم تدمير الدفاعات الجوية الحوثية في فترة وجيزة، وكذلك الطائرات والصواريخ البالستية التي تهدد دول الجوار. وأكد الكعبي، أنه لولا تدخل التحالف العربي في اليمن لبسطت الميليشيات الحوثية نفوذها على اليمن وهددت استقرار دول الجوار، بالإضافة إلى ازدياد نفوذ التنظيمات الإرهابية، وعبثها بأمن واستقرار اليمن، مضيفاً «شكل هذا الأمر تهديداً وجودياً لدول المنطقة». وعن أبرز المكتسبات المتحققة في اليمن بعد مرور 3 سنوات على عاصفة الحزم، قال العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، إنه تم تحرير نحو 85 في المائة من الأراضي اليمنية من ميليشيات الحوثي الإيرانية، إضافة إلى التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن التحالف وجه رسالة صارمة لكل من يحاول العبث بأمن واستقرار دول المنطقة. دور إنساني من جهته، قال حميد راشد الشامسي: 20 عاماً منذ عمل هيئة «الهلال الأحمر» في اليمن، حيث كان هناك مكتب لـ «الهيئة» في العاصمة صنعاء، وفي الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن افتتاح المكتب مرة أخرى بعد نقله إلى عدن؛ بهدف استمرارية الجهود الإغاثية، ومتابعة المشاريع، وسير تطورها في مختلف المحافظات اليمنية. وأضاف: بداية وجود «الهلال الأحمر» في اليمن تعود إلى تقديمه المواد الإغاثية الغذائية إبان أحد الزلازل التي وقعت في اليمن، كما تم في عام 2008 تقديم الدعم الفوري لسكان محافظة حضرموت، بعد الفيضانات التي اجتاحتهم، وأدت إلى تدمير البنى التحتية، وسقوط عدد من المنازل. وتابع: تم إنشاء 625 وحدة سكنية، موزعة على منطقة حضرموت الوادي، وحضرموت الساحل التي احتوت على 204 وحدات سكنيّة من الإسمنت، فيما تمت مراعاة البعد الجغرافي، ومتطلبات البناء الخاصة بكل منطقة بما يتوافق مع ما يحتاج إليه السكان، ويتواكب مع نوع المواد المستخدمة محلياً في إنشاء الوحدات السكنية، وتوزعت مواد الإنشاء بين الطين، والإسمنت. وأشار الشامسي إلى أنه يجري الآن العمل لاستكمال البنية التحتية في مدينة المكلا اليمنية عبر شبكة للصرف الصحي، وإنشاء وحدات سكنية، وشوارع، إضافة إلى الكهرباء، ليتم توفير متطلبات السكن كافة، بما يرتقي إلى تطلعاتهم، لافتاً إلى قيام «الهلال الأحمر» بإنشاء مخيم للنازحين من صعدة، بعد اندلاع الاشتباكات بين الحكومة اليمنية، وميليشيات الحوثي سابقاً، وضم المخيم 10 آلاف شخص، ومجهز بالاحتياجات كافة للعائلات المختلفة، وأضاف: قمنا أيضاً بإنشاء مخيمات الشتات، وتجهيز مساحة معينة لكل فرد، كما شملت المواد الإغاثية المناطق كافة المحيطة بالمخيمات، بالتنسيق مع المنظمات الإغاثية، وبهدف أن تشمل المساعدات أكبر عدد ممكن من المستفيدين. وأوضح أن رؤية العمل الإنساني في الإمارات تستند إلى المبادئ الإنسانية، والقيم النبيلة في دعم المحتاج أياً كانت منطقته، وعرقه، وديانته، فدولة الإمارات تمنح الخير للجميع، وللعائلات كافة، وتسارع في دعم المستضعف، والمحتاج، وهو ما انعكس في أعمال هيئة الهلال الأحمر، والتي تشمل حالياً 10 محافظات محررة. وأكد مستشار شؤون المساعدات في هيئة الهلال الأحمر أن حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات إلى اليمن منذ انطلاق الأزمة وصل إلى 10 مليارات، و10 ملايين درهم، منها مليار، و540 مليون درهم قدمتها «الهيئة»، فيما يشمل العمل 3 فرق في حضرموت، وعدن، وسقطرى، مشيراً إلى أنه يتم بناء 326 وحدة سكنية في سقطرى حالياً. درع تذكارية قدم محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، درعاً تذكارية للعميد الركن خلفان الكعبي، وحميد راشد الشامسي لحرصهما على المشاركة في أولى الفعاليات المقامة بعد تشكيل مجلس الإدارة الجديد للجمعية، معرباً عن تقديره لتواصلهما الفاعل، بما ينعكس إيجاباً على العلاقة التكاملية بين وسائل الإعلام المختلفة، والخبراء في مختلف القطاعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©