خطبة الجمعة تحث على الصدق في القول والعمل

تحدث خطباء الجمعة أمس عن فضيلة الصدق وأهميته في بناء مجتمع متماسك قائم على الثقة والتفاهم بين أفراده، مؤكدين أنه أساس سمو المجتمع وارتقائه، وأساس صلاح أحوال الفرد وفلاحه· وتطرق خطباء الجمعة في الخطبة الموحدة التي توزعها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على جميع مساجد الدولة إلى الأجر العظيم الذي يحصل عليه من يتصف بهذه الصفة، مشيرين إلى أن الصدق يهدي إلى البر الجامع لأبواب الخير الموصلة إلى الجنة· وأشاروا إلى أن الصدق هو أستواء السر والعلانية، والظاهر والباطن، وهو في الأقوال والأفعال على حد سواء، منوهين إلى أن الصدق في الأقوال هو بأن يكون كلام الإنسان موافقا للواقع من غير تحريف ولا تغيير· أما الصدق في الأعمال فهو مطابقة الأفعال لأوامر الله تعالى وأوامر نبيه· وأضاف الخطباء بأن الصدق صفة الأنبياء والمرسلين· واعتبروا أن في الصدق منجاة من الشر، وهو من أجل الصفات التي يتخلق بها المسلم، فلا تجد صادقا إلا كان قريبا من ربه، قريبا من الناس مشهورا بالمحبة والثناء والتعظيم· وفي ذلك قال رسول الله: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة)· وعدد الخطباء الجوانب المتعددة للصدق، واعتبروا أن أعظمها الصدق مع الله تعالى، ويكون ذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه وإخلاص الدين له، ثم الصدق مع رسول الله، ويكون ذلك باتباع سنته والسير على هديه وطريقته، وتقديم محبته على محبة الخلق كلهم، ثم الصدق مع النفس ويكون بإلزامها بصالح العمل والقول، ثم الصدق في البيت مع الأسرة بتحمل مسؤولية تربيتهم على الصدق، فالصدق أعظم خصلة ينشأ عليها الصغار ويهرم عليها الكبار· وقالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم أولى هذا الجانب عناية عظيمة، فحث على الصدق، وحذر من الكذب على الصغار، لأن ذلك يؤدي إلى تنشئة جيل قد خلا من خلق الصدق· ومن جوانب الصدق، الصدق مع المجتمع، وذلك باتباع الأنظمة والقوانين التي شرعتها الدولة، كل في مجال عمله ومكانه، فالموظف في وظيفته إذا أدى ما عليه بكل إخلاص فقد صدق مع مجتمعه، والمدرس مع طلابه إذا شارك بعلمه في تنشئة جيل صالح فقد صدق مع مجتمعه، والبائع مع المشتري إذا عرض بضاعته بكل أمانة بلا غش ولا تدليس ولا رفع للأسعار فقد صدق مع مجتمعه· وأكد الخطباء أنه متى ما انتشر الصدق في تعامل الناس بعضهم مع بعض عظمت الخيرات، وكثرت البركات، وعم الرخاء·