بلا إضاءة

عندما تتضافر الجهود ويكون العمل محسوبا ، فإن النتائج دائما تأتي ضمن المستويات المطلوبة والمرضية حتى في أبسط الأشياء·· وفي حال الفوضى فإن كل النتائج ستكون في وضع غير مقبول وستكون من نتائجها ان تتفاقم الخسائر، ومن تلك الأمور التي تحتاج الى تضافر الجهود وقف هدر الطاقة بكل أشكالها· ورجوعاً إلى ما ذكره خبراء الطاقة بأن معدلات استهلاك الطاقة في دولة الامارات العربية المتحدة وصلت الى مستويات قياسية حيث بلغ معدل نمو استهلاك الطاقة في أبوظبي 7% ودبي 15 % والشارقة 10% بينما لم يرتفع الاستهلاك العالمي سوى 4% فقط، فإن الأمر يتطلب وقفة ومراجعه لفهم مسببات الاستهلاك العالي للطاقة· وتضافر الجهود يحتاج إلى تعاون على كل المستويات مؤسسي أو فردي فعلى المستوى الفردي فإن من أبسط الأمور التي يمكن ان يساهم بها أن لا يستعمل الطاقة غير المطلوبة في أوقات النهار أو في الأوقات غير الضرورية·· وعلى المستوى المؤسسي فإنه يمكن المساهمة بذلك بأن يتم إطفاء مفاتيح الإنارة الكهربائية ، خاصة الإضاءة عن المكاتب عقب الدوام الرسمي ، إضافة الى إطفاء جميع أجهزة الحاسب الآلي· لاشك ان إدراك الافراد وتنمية الوعي والمفاهيم لديهم عن الاستخدام الخاطئ للطاقة، إضافة الى تكثيف البرامج والحملات الداعمة من الهيئات والمؤسسات ذات الصلة بالطاقة التي تدعو الى ترشيد استهلاك الطاقة، من الامور المهمة التي تساهم بشكل كبير في الحد من الإسراف منها·· وأخيرا، لاننسى ما يأمرنا به ديننا من مبادئ تدعو إلى احترام وشكر كل النعم التي أنعم الله بها علينا مهما كانت، فما تقدمه دولتنا من خدمات لا توجد في كثير من الدول وبها أصبحنا محط أنظار العالم··· فلنكن محط أنظارهم دائما بأن نكون في المراتب العليا في كل شيء حتى في توفير الطاقة، ولا نريد ان نصل الى مرحلة نكون فيها تحت الأضواء بلا إضاءة· محمد مدني