الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خطة متكاملة لتطوير محمية خور كلباء والحفاظ على تنوعها الحيوي

خطة متكاملة لتطوير محمية خور كلباء والحفاظ على تنوعها الحيوي
8 يناير 2012
تعد محمية خور كلباء من المحميات المهمة ضمن منظومة المحميات الطبيعية في الشارقة والإمارات، وهي في مقدمة اهتمامات صاحب السمو حاكم الشارقة، كما تأتي على رأس القرارات التنموية والبيئية للمجلس التنفيذي، وإن ذلك الاهتمام يندرج ضمن أولويات النهج الإستراتيجي للشارقة في صون المقومات والخصوصية البيئية والاجتماعية والسياحية التي تتميز بها المحمية، وقد ساهمت خصوصية نظامها البيئي في أن تكون المحمية ركيزة مهمة في الخطط الاستراتيجية للهيئة. ومن أهم خصوصيات المحمية أنها تعتبر من أكبر غابات القرم في الساحل الشرقي، وتتميز بكنوزها وثرواتها من التنوع الحيوي، حيث يضم نظامها البيئي أنواعا مختلفة من القشريات، وتشكل موقعا حيويا لتكاثر الأسماك والسلاحف البحرية التي وجدت من الشاطئ منطقة مهمة للتكاثر. طائر صياد السمك وتقول هنا سيف السويدي مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، وذلك خلال ندوة بيئية بعنوان «يدا بيد لحماية محمية القرم كلباء»، نظمتها الهيئة مع عدة جهات تعني بالبيئة، إن المحمية تتميز أيضا بأنها موقع مهم للطيور المهاجرة، التي تحط رحالها في موسم الهجرة وتبني أعشاشها، ويعتبر طائر صياد السمك، وهو الرفراف أبيض الياقة، من الطيور المهمة المتواجدة في المحمية، وكان له حضوره المميز قبل عشر سنوات، غير أنه ونتيجة للأنشطة غير الرشيدة والصيد الجائر تدهورت أعداده. وتضيف السويدي: من الخصوصيات المهمة التي ينبغي التأكيد عليها أيضا، خصوصية محمية القرم الاجتماعية والسياحية، حيث تشكل موقعاً طبيعياً للراحة والاستجمام ويقصدها طوال العام أفواج من الأسر والأفراد من مختلف إمارات الدولة، خاصة في أيام الإجازات والعطل الرسمية، حيث تقدم المحمية جوانب هامة من الجمال والمناظر الخلابة الطبيعية، ومن خلال الدراسات والبحوث العلمية التي جرى تنفيذها في المحمية، تم الكشف عن حقائق مهمة عن مخزونها الكبير من التنوع الحيوي. خطة لتطوير المحمية وتوضح السويدي: تم تحديد تلك الحقائق ومواقعها المهمة ضمن منظومة المحميات الطبيعية العالمية، وبناءً على توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، جرى تنفيذ خطة لتطوير منطقة المحمية، وفي إطار ذلك التوجه يجري حاليا دراسة طرق الارتقاء بالبناء المؤسسي للمحمية، لتأهيلها بأن تكون موقعاً استراتيجيا للبحوث والدراسات العلمية وأنشطة التوعية والتعليم البيئي، ومن الركائز المهمة أيضا في خطة العمل للارتقاء بالبناء المؤسسي للمحمية، تم وضع القواعد القانونية والنظم الإدارية وتطوير آلية الرقابة، للحد من الأنشطة غير الرشيدة التي تركت آثارها السلبية على واقع نظامها البيئي، وبالتوافق مع ذلك التوجه جرى بناء آلية للتعاون المشترك بين الهيئة والمجلس البلدي وبلدية كلباء، وبين القيادة العامة لشرطة الشارقة لتنسيق جهود العمل المشترك، للحد من الأنشطة التي تتسبب في تدهور مكونات النظام البيئي للمحمية. وتؤكد السويدي، أن كمية الأكسجين التي ينتجها فدان من الأشجار تعادل الكمية التي يستهلكها 18 شخصا، والشجرة الواحدة تنتج من الأكسجين ما يقارب 120 كيلو في العام الواحد، وبذلك فإن كل فدان من الأشجار يقوم بالتخلص من 2.6 طن من ثاني أكسيد الكربون من الهواء كل يوم، ويمتص فدان واحد من الأشجار كمية من الكربون، تعادل ما ينتج عن السيارة التي قطعت 13 ألف كيلومتر في عام واحد. يعتبر هذا النوع من أشجار المنجروف مقاوما للملوحة، وهو يتلاءم مع الحرارة المرتفعة، وينبت عادة في السبخات وأيضا قرب الشواطئ الرملية، كما ثبت نجاح زراعتها ضمن المناطق السكنية لمن يوليها أهمية، ولكن يحتاج إلى عناية شديدة في غير بيئته الطبيعية، وكانت أشجار المنجروف في الماضي تستخدم غذاء للدواب كالإبل، وهي مصدر للطاقة إن استعملت كوقود، كما تستخدم جذوعها ضمن مهنة النجارة. فوائد أشجار القرم وتشير السويدي قائلة: يعد القرم بما فيه من أشجار المنجروف المكان الآمن والنموذجي للكثير من الأحياء، وحيث تعد أشجار المنجروف مصدرا غذائيا غنيا، وحيث ما وجد القرم تنبت الطحالب والحشائش المائية التي تؤمن الغذاء للأسماك والروبيان أو الجمبري، لذلك لهذه الأشجار أهمية اقتصادية أيضا، وبما أن السواحل تعتبر البيئة المناسبة لها، فإنها تحتضن أيضا السرطانات وذوات الأصداف وهي تؤمن الحماية للسلاحف البحرية أيضا، وتتخذ منها الكثير من الأحياء البحرية مكاناً لوضع البيض وحمايته. وتزود أشجار القرم تلك الطحالب من الأحياء البحرية بالبروتينات، وتعتبر تجمعات القرم المأوى الآمن للكثير من الطيور، وهناك معلومات تفيد أن هذه الأشجار تعمل على تزويد الماء المحيط بها بالكثير من المواد التي تثري البيئة المائية، وتغذي الأحياء والكائنات البحرية، لأن أوراقها حين تسقط في الماء فإنها تتحول لمركبها الأصلي، ولهذا يتم تكثيف الجهود للمحافظة على الحياة الفطرية في القرم بالمحافظة على المحمية بشكل عام، وذلك بمساعدة الجهات المختصة مثل وزارة البيئة والمياه وغيرها من المؤسسات والأفراد المهتمين بالحياة الفطرية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©