عواصم (وكالات) - هددت كوريا الشمالية أمس بإلغاء اتفاقية الهدنة الموقعة عام 1953 والتي أنهت الحرب الكورية، بسبب التوتر الكبير الذي تثيره التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة والمساعي الأميركية لفرض عقوبات على بيونج يانج. ويأتي تهديد الشمال وسط تقارير من الأمم المتحدة عن توصل الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق حول عقوبات جديدة على بيونج يانج بسبب تجربتها النووية الشهر الماضي.
واعلن جيش كوريا الشمالية في بيان نشرته وسائل الأعلام الرسمية انه سيوقف العمل بخط عسكري مباشر في بلدة بانمونجوم الواقعة في المنطقة الحدودية المحصنة مع كوريا الجنوبية. وهدد البيان أيضا بإجراءات “قوية” إضافية ردا على ما وصفه الجيش بالعدائية الأميركية. وقال أن اتفاق الهدنة الذي أنهى حرب 1950-1953 سيتم إلغاؤه “بالكامل” اعتبارا من 11 مارس عندما تبلغ التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ذروتها في الجنوب.
وانطلقت التدريبات السنوية التي اطلق عليها تسمية (فرخ النسر) في الأول من مارس وتستمر حتى 30 أبريل. ويشارك فيها اكثر من عشرة الاف جندي أميركي إلى جانب عدد اكبر بكثير من الكوريين الجنوبيين. وعادة تندد بيونج يانج بمثل تلك التدريبات وتصفها بالتمارين الاستفزازية على الغزو وسط إصرار سيؤول وواشنطن على الطبيعة الدفاعية لها.
في غضون ذلك، توصلت الصين والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي بشأن مسودة قرار في مجلس الأمن الدولي يقضي بمعاقبة كوريا الشمالية على إجرائها ثالث تجربة نووية الشهر الماضي.
وأفاد دبلوماسيون في مجلس الأمن طلبوا عدم نشر أسمائهم لوكالة رويترز أنهم يأملون أن يجري المجلس تصويتا على القرار بنهاية هذا الأسبوع.
ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونيينج في حديث للصحفيين في بكين تقديم تفاصيل حول أي عقوبات جديدة. وقالت “أوضحنا أن الصين تؤيد ردا مناسبا ومعتدلا من مجلس الأمن ونعتقد أن الرد يجب أن يكون حذرا وملائما وينبغي أن يتجنب تصعيد الوضع”. وأضافت “التحرك ذو الصلة يجب أن يفضي إلى نزع الأسلحة النووية ومنع انتشارها وإحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة”. وتخوض سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مباحثات مكثفة مع نظيرها الصيني لي باودونج حول فرض عقوبات على كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الثالثة.
واكد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الرئيس الحالي للمجلس أن الولايات المتحدة لم تقدم بعد مشروع القرار حول كوريا الشمالية لكن ذلك لن يتأخر كثيرا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية تشو تاي-يونج للصحفيين في سيؤول انه تم احراز “تقدم كبير” حول صيغة قرار. غير انه أضاف انه “لم يتم التوصل لاتفاقية كاملة بعد”.
وقال دبلوماسي روسي كبير امس إن بلاده مستعدة لتأييد مسودة قرار بمجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات على كوريا الشمالية لإجرائها تجربة نووية ثالثة إذا ركز هذا القرار فقط على برامج بيونج يانج النووية والصاروخية.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله “سيكون الأمر مقبولا بالنسبة لنا إذا لم تتجاوز إجراءات التقييد في قرار العقوبات حدود القضايا الصاروخية والنووية المتصلة بكوريا الشمالية”.
عدد اليوم
