30% نسبة انخفاض في أعداد مسافري الحافلات الموسم الحالي

لم يجد حسين سالم أي صعوبة في العثور على حجز لسفر أبنائه الأربعة وزوجته إلى الأردن براً عبر أحد مكاتب السفر العاملة في أبوظبي· لكنه بدا قلقاً من كثرة الأسئلة التي وجهها إلى موظف الحجوزات حول مخاطر الرحلة ومتاعبها· وبدا حسين يعرف جيداً ما يتوجب عليه دفعه للمكتب نظير ست تذاكر سفر ذهاباً من أبوظبي وعودة من عمان، وبنظرة بدا منها الارتياح قال إن ''إجمالي مادفعته نظير شراء تذاكر لأسرتي للسفر بالحافلة أقل من ثمن تذكرة سفر واحدة إذا ما قررت السفر جواً''· ولكن حسين الذي أقر ''بمتاعب الرحلة ومخاطرها'' أكد أن السبب الذي دفعه إلى السفر براً يعود إلى عدم قدرته على السفر جواً بسبب ارتفاع أسعار التذاكر· وقال إن مكتب الطيران طلب منه نحو 12 ألف درهم ثمناً لتذاكر أسرته في حين لم يدفع سوى 2000 درهم لمكتب النقليات· وشملت التكلفة رسوم إصدار تاشيرة مرور من الأراضي السعودية· ويعمل في أبوظبي أكثر من 10 مكاتب للسفريات براً عبر حافلات سعة الواحدة منها 49 راكباً· ويتم تجهيزها قبل كل رحلة حسبما أكد عاملون في تلك المكاتب· وقال صاحب مكتب نقليات في أبوظبي عمار الزعبي إن غالبية المسافرين براً هم من الأسر التي يزيد عدد أفرادها عن ثلاثة أشخاص إلى جانب فئة العاملين في وظائف متدنية الأجر الذين لا يقدرون على دفع تكاليف السفر جواً· وقدّر عدد المسافرين براً عبر الحافلات طوال العام الفائت بين 12 ألفاً إلى 15 ألف مسافر· وقال إن غالبية تلك الأعداد تسافر خلال موسم الإجازة الصيفية الذي يبدأ عادة من مطلع يونيو من كل عام· وقال إن الموسم الحالي شهد انخفاضاً في عدد المسافرين عبر الحافلات بنحو 30 بالمئة· وأكد أن ذلك الانخفاض كان غير متوقع بسبب ارتفاع ملحوظ لأسعار تذاكرالطيران خلال العام الحالي· وقدر مختصون في مكاتب طيران ارتفاع أسعار التذاكر العام الحالي بنحو 30 بالمئة، فيما يواجه مسافرون ضغوطات بالحجوزات على مختلف وجهات السفر خلال الموسم الحالي· لكن أصحاب مكاتب فضلوا عدم ذكر اسمهم، أكدوا أن إحجام كثير من المسافرين عن السفر بالحافلات مرده إلى ''عراقيل يواجهها الركاب عبر المنافذ الحدودية وصعوبة وطول الرحلة وصعوبات فنية أحياناً''· ولايتعدى سعر تذكرة السفر براً ذهاباً وإياباً إلى سوريا والأردن، اللتين تعتبران من أكثر الدول التي يسافر إليها المقيمون براً، 250 درهماً ذهاباً وإياباً، في حين يبلغ سعر التذكرة ذهاباً أو إياباً 150 درهماً فقط· وكشف عمار الزعبي عن محاولات للاتفاق مع المكاتب الأخرى لزيادة أسعار التذاكر لكنه أكد أن الاتفاق لم يحدث ''بسبب رفض بعض أصحاب تلك المكاتب الزيادة لاعتمادهم على الشحن ونقل الأمتعة أكثر من نقل المسافرين''· ويتوجب على المسافر براً، الى السعودية، إحضار جواز سفره، وصورة شخصية، وكتاب من جهة العمل من أجل إصدار تأشيرة مرور من السفارة السعودية، والتي يشترط تقديمها عبر مكاتب النقليات إلى السفارة التي تقوم بإصدار التأشيرة خلال أيام معدودة· وقال السائق سليمان أحمد إن الرحلة إلى دمشق وعمان تستغرق بين 35 إلى 40 ساعة· وأشار إلى أن حافلات السفر براً غالباً ما يتناوب عليها سائقان اثنان· وأكد أن الحافلة تخضع لفحوصات فنية قبيل كل رحلة تشمل التأكد من كافة معايير السلامة العامة، مشيراً إلى أنه يتوجب على السائقين الوقوف في استراحة نظامية كل 5 ساعات· ووفق إحصائيات لمنفذ الغويفات الحدودي فإن مجموع المركبات المغادرة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس من العام الماضي زادت على 82 ألف مركبة، وإجمالي المركبات القادمة وصل إلى 82 ألفاً و8 مركبات·