الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يتقدمون ببلاغ إلى النائب العام ضد «الأتوبيس»!

يتقدمون ببلاغ إلى النائب العام ضد «الأتوبيس»!
9 يوليو 2009 23:59
أثار مقطع صوتي بعنوان «اتوبيس القراء» غضب قراء القرآن الكريم وعلماء الشريعة الإسلامية لما يتضمنه من استهزاء بالقراء الكبار أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمد رفعت خاصة بعدما انتشر على مواقع الانترنت وأجهزة المحمول. وتفجرت هذه القضية عندما قام شخص مجهول بتقليد عدد من مشايخ القراء بطريقة ساخرة متخيلا أنهم داخل «اتوبيس» حيث يجسد أصواتهم مرددا كلمات تشبه الأداء الصوتي للآيات القرآنية بعد أن جعل لكل قارئ دورا يقوم به داخل الاتوبيس فكان يقوم بدور قائد الاتوبيس القارئ الشيخ محمود خليل الحصري وبدور الكمساري أو المحصل الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وباقي الركاب مجموعة من القراء منهم الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد رفعت. وفور سماع نقيب القراء المصريين الشيخ أبو العينين شعيشع لهذا المقطع الصوتي تقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري المستشار عبدالمجيد محمود حول هذه الواقعة، في الوقت الذي اصدرت فيه دار الإفتاء المصرية فتوى تدين هذا العمل واعتبرته عملا قبيحا ووصفته بأنه انتهاك لحرمة القرآن الكريم وأهله ولا يجوز الاستماع إليه ولا تداوله بين الناس. واثارت الواقعة قضية مهمة أخرى وهي استخدام الوسائل الحديثة مثل أجهزة المحمول وتقنية «البلوتوث» ومواقع النت والشات في الاستهزاء والتطاول على القراء والعلماء والتعرض لكتاب الله. رموز العالم الإسلامي ويقول الشيخ أبو العينين شعيشع إن هذا المجهول الذي قام بتقليد القراء وسخر منهم ارتكب اعتداء سافرا على قدسية القرآن الكريم وهذا الفعل إهانة للقرآن وقرائه ويجب ملاحقة فاعله وتقديمه لمحاكمة عاجلة حتى يكون عبرة لمن يريد السوء بالقرآن وأهله خاصة انه استغل الوسائل الحديثة مثل المحمول في الجرأة على كتاب الله والتقليل من شأن القرآن والقراء وتقديمهم كمادة للنكات والسخرية. ويقول الشيخ محمد محمود الطبلاوي أن ما حدث لا يليق برموز القرآن ويعد استهزاء بالقرآن الكريم كلام الله ويقلل من هيبته ويسخر من قراء القرآن ومكانتهم وهم رموز العالم الإسلامي ولا يليق هذا بقراء أشرف رسالة وأعظم كتاب. واضاف: لو أن هذا المجهول الذي تجرأ على كتاب الله، قلدنا بطريقة صحيحة وبآيات من القرآن الكريم، لرحبنا به لأنه يساعد على نشر كلام الله ولكن ما فعله يعد استهزاء بالقراء وبطريقة تلاوتهم للقرآن.ويجب الكشف عن هذا المجرم حتى يقدم للعدالة. ويرى الدكتور عبدالجواد محمد المحص - استاذ الأدب الإسلامي والدراسات النقدية بجامعة الأزهر- انه لابد أن يعلم هؤلاء الضالون المضلون المستخفون بكتاب الله - عز وجل - وقرائه أن القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم الذي نزل لهداية البشر جميعا، وان الله شرفه على كل كتاب انزله وجعله ناسخا له وخاتما له، وانه سبحانه حافظ لكتابه من تحريف المحرفين وعبث العابثين منذ نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضاف: ينبغي أن يعلم هؤلاء العابثون بالقرآن أن الله - سبحانه وتعالى - توعد في كتابه الكريم كل من يهزأ بالقرآن أو يلغو فيه أو يعبث به بالعذاب الشديد، ووصف كل من يفعل هذا بالأفاك الاثيم قال تعالى: «ويل لكل أفاك اثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم واذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم» سورة الجاثية الآيات من 8 إلى 11. وقال د. المحص إن الاستهزاء بآيات الله واتخاذها مادة للسخرية ممن يرتلونها من القراء يعد جريمة كبيرة من جرائم هذا العصر لا نراها إلا صورة مكررة لما كان يحدث في الجاهلية من كفار مكة الذين كانوا اذا استمعوا إلى القرآن لغوا فيه، وجزاء من يخرج بالقرآن والقراء عن الضوابط الشرعية وآداب التلاوة انما هو العذاب الشديد. إهانة بالغة واضاف أن هذا المجهول الطائش الذي اغرته نفسه الأمارة بالسوء وزين له الشيطان هذا العمل القبيح السفيه بتقليد مشاهير القراء في العالم الإسلامي وترديد كلام عامي سفيه لا معنى له ولا فائدة منه ينبغي ان يعاقب حين يتم القبض عليه وتكون عقوبته مغلظة لان ما فعله إهانة بالغة لقراء القرآن الكريم، وانتهاك لحرمة القرآن وقداسته وأهله وقد قال الله تعالى في شأن كل من يخوض ويلعب ويلهو بآيات الله «ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون» والاستهزاء بالقرآن وأهله وقرائه حرام شرعا وجريمة قانونا وانحراف اخلاقي سواء فعله صاحبه عمدا أو لهوا أو لعبا وتمتد هذه الحرمة إلى كل من يتداول هذا المقطع الصوتي البذيء ويساعد على انتشاره ويحرم على كل مسلم ومسلمة أن يستمع إليه أو ينشره بين الناس لأن للقرآن وأهله كل القداسة وكل التبجيل والتقدير والتحريم هنا يكون أشد ويصل إلى درجة الكفر عند استخدام الوسائل الحديثة في تقليد مشاهير القراء ومجوديه ومرتليه بكلام يعد استهزاء بهم وبكلام الله عز وجل. وأضاف: أما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والقانون الموسيقي فالقرآن ينزه عن هذا، وقد جاءت السنة النبوية بالزجر عن ذلك ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم - :«اقرءوا القرآن يلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق والكتابيين» ولذلك نهى العلماء عن قراءة القرآن بالالحان التي يسلك بها مذاهب الغناء، واتفق العلماء على تحريم المط الفاحش الذي يزيد حرفا أو ينقص حرفا واذا كان الأمر يصل إلى درجة التحريم فيما سبق فما بالك بالذي يستهزئ بالقرآن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©