الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف الفن الإسلامي قبلة سياح الدوحة وطلابها

متحف الفن الإسلامي قبلة سياح الدوحة وطلابها
8 مارس 2011 19:38
استطاع القطاع السياحي في دولة قطر أن يحقق مكتسبات كثيرة، نظراً للاعتماد على صروح حضارية مهمة تم إنشاؤها على مدى السنوات الماضية، حتى تم تأسيس بنية تحتية ومرافق سياحية، وصروح تعكس مدى اهتمام الدوحة بالشأن الحضاري والتراثي والثقافي، ولعل متحف الفن الإسلامي أحد أهم المعالم في البلاد، فهو صرح ثقافي وسياحي أصيل يؤمه العديد من السياح من مختلف دول العالم. يعتبر متحف الفن الإسلامي أحد أبرز الوجهات في منظومة الجولات السياحية لزوار الدولة نظرا لمقتنياته النفيسة وتصميمه الهندسي الذي يعكس حيوية وتركيبة وتنوع فنون العالم الإسلامي. وهو عبارة عن مؤسسة من الطراز العالمي الرفيع تسعى إلى جمع ودراسة وعرض والحفاظ على القطع النادرة التي تعود إلى 13 قرنا وتنحدر من ثلاث قارات. وتكمن رؤية ومهمة المتحف في تجميع القطع العالمية التي تمثل الفن الإسلامي برمته. وتضم المجموعة مخطوطات وتحفا مصنوعة من السيراميك والمعادن والزجاج والعاج والنسيج والخشب وحتى الأحجار الكريمة. وتشير إحصاءات رسمية إلى أن ما يزيد على نصف مليون شخص زاروا المتحف منذ افتتاحه في ديسمبر 2008. هدية للعالم يمثل متحف الفن الإسلامي الذي يعمل تحت مظلة هيئة متاحف قطر أهم المشاريع التي تم إنجازها، ليكون متحف الفن الإسلامي في قطر هدية للعالم، ينقل العالم إلى قطر وفي الوقت ذاته يربط الدوحة بالعالم. وتم إنشاؤه ليكون مركزا تعليميا وثقافيا في مجال فن العالم الإسلامي، بالإضافة إلى تكوين مجموعة مقتنيات وحفظها وتوثيقها. ويهدف المتحف إلى الوصول إلى جمهور عالمي من خلال المشاركة التفاعلية، وبناء علاقات شراكة مع المتاحف والمؤسسات الثقافية في جميع أنحاء العالم، وبناء قاعدة موارد وطنية ودولية لأغراض البحث والتعلم والإبداع.كما يهدف المتحف إلى بناء دولة قطر بوصفها نواة للتعلم والمعلومات في حقل دراسات الفن الإسلامي، فضلا عن بناء مجموعة فنية تمثل اكثر من مجرد تجمع للتحف الفنية الذي يعكس التعددية والتنوع في الفنون من العالم الإسلامي. ومع مرور الأيام أصبح المتحف قبلة السائحين، ولم يقف الأمر عند ذلك بل إن الكثير من الأنشطة الثقافية والمهرجانات تقام فيه، مثل مهرجان الدوحة السينمائي، وعدد من المعارض والندوات وهذا يجعل لإنشائه أهدافاً أبعد من المتوقع. وأصبح المتحف مؤخراً مركزاً حضارياً، ومورداً للباحثين والأكاديميين والطلاب والزوار أيضا الذين يغوصون في أرجائه، ويبحرون في عوالمه لكي يكتشفوا التاريخ الإسلامي العريق. أسلوب إبداعي الأسلوب الإبداعي في تصميم المتحف أضاف عليه رونقاً وجمالاً كالنافورة الموجودة في مدخل المتحف والقبة الرائعة والإضاءة العالية فضلاً عن نوافذ المتحف التي صممت بتقنية فريدة جذابة وصالات العرض التي تجذب انتباه الزوار.? إضافة إلى إن اللمسات السحرية التي أضفتها قطر على متحف الفن الإسلامي تكمن في جمعها لعدة آلاف من المقتنيات الفنية من ثلاث قارات بما فيها بلدان من الشرق الأوسط وأخرى أبعد مثل إسبانيا والهند وتركيا. وإن كمية الذهب الموجودة بالمتحف والكم الهائل من الياقوت والزمرد والماس والعقيق والأحجار الكريمة تعكس الحس الفني الأصيل للدولة ومدى التطور الذي شهدته منطقة الخليج في مجال التصميم الفني الأصيل. ويقع المتحف على الناحية الجنوبية من كورنيش الدوحة على جزيرة اصطناعية تبعد 60 متراً على البحر، وأضيف إلى الجزيرة لسان هلالي الشكل يوفر لها الحماية من مياه الخليج شمالاً ويحجب منظر المباني الصناعية من ناحية الشرق، وتبلغ مساحته 45000 م2. واستغل تصميم هذه الجزيرة الاصطناعية التشكيلات العضوية للطبيعة بالمنطقة وجمع بينها وبين فن الهندسة البشرية الدقيقة ما شكل بذلك موقعاً مناسباً للمتحف، ورغم انفصال الجزيرة التام عن البر إلا أنها مرئية من كل مكان، فهي تبرز من الماء في إطار رومانسي يتحدى الزمن وتمثل محوراً للثقافة والتعليم في عاصمة قطر ومينائها الرئيسي. ?ويطل مبنى المتحف على مياه الخليج من ناحية الغرب، وله مرفأ مخصص لاستخدام الزوار، تضيئه مصابيح تعلو 20 متراً يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة عبر المياه، ويؤدي كل درج ومصعد إلى حديقة خارجية يكتنفها ضباب رقيق، وفي الجنوب يوجد المدخل الرئيسي المصمم على شكل ممر رسمي محفوف بأشجار النخيل بحيث يتيح لعامة الجمهور الدخول بنظام وتأن. ويتألف متحف الفن الإسلامي من عدة أقسام رئيسية أهمها قاعات العرض الدائمة وقاعات العرض للدراسات وقاعات العرض المؤقتة، ومكتبة متخصصة وغيرها من الأقسام الأخرى. ويضم تصميم المتحف مركزاً تعليمياً مكملاً لأنشطته يقدم الدعم للدارس ويوفر التسهيلات للأبحاث والدراسات بداخل قطر وخارجها، كما يشمل المركز طابقاً أرضياً وغرفة للقراءة تعلوها تجهيزات لخدمة القراء الصغار. مجموعة مقتنيات يضم متحف الفن الإسلامي مجموعة مقتنيات رائعة وفريدة، حيث تتألف من عدة آلاف من القطع الفنية من 3 قارات وتمتد لأكثر من 13 قرنا من الزمن وهذه المجموعة تمثل خريطة سردية صممت خصيصاً لجمهور حديث، تقدم لزوار المتحف تجربة لرحلة عبر كل من الزمن والثقافات والأديان والعصور. ومن مجموعة المقتنيات كتبا ومخطوطات وسيراميكا ومعادن وزجاجا وعاجا وأنسجة وخشبا وأحجارا كريمة وقطعا نقدية مصنوعة من الفضة والنحاس والبرونز، يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام. ويعود أحدثها إلى العهد الصفوي، مرورا بالعصرين الأموي والعباسي. وتغطى بذلك جميع مجالات الفن الإسلامي. ومن المقتنيات الموجودة بالمتحف صقر مرصع بالجواهر مع المينا والذهب مرصع بالياقوت، الزمرد، والماس، والصفير وعقيق يماني، وهذا الصقر المرصع بالجواهر صنع في ورشة المغول الملكية كجزء من مجوهرات الشاه جهان. يرمز الصقر إلى الملكية، بينما ترتبط الطيور الخاصة بالمسلمين بمدلولات النصر والقوة. وتشمل مقتنيات المتحف الإسلامي أيضاً مجموعة كبيرة من العاج والحرير يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام حافظت في جزء كبير منها على أشكالها وألوانها. وتنتمي هذه القطع الفنية الفاخرة إلى المدرسة الفنية الإسلامية، لما احتوته من نقوش ورموز تعود بجذورها إلى فنون الدول والإمبراطوريات التي دخلها الإسلام، ?ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر وصولا إلى القرن الثامن عشر الميلادي. ويشكل المتحف الإسلامي لفتة نوعية في العودة إلى قراءة فنون الحضارة الإسلامية التي تركت بصماتها في الحضارة الإنسانية إلى اليوم، ويعود تاريخ بعض القطع من العاج إلى العصور الوسطى، وهي تمثل بعض النماذج الجميلة لصناديق وأبواق وقطع أخرى مشغولة بدقة وبراعة عاليتين. أعمال فنية تعتبر مقتنيات المتحف الإسلامي في مجملها تشكل أعمالا فنية رائعة فقد وضع الفنان القديم فيها لب تجربته الجمالية لنقش الأشكال فيها وصناعة بعض التكوينات الجذابة، واستخدمت في صناعة هذه القطع أدوات خاصة ورغم بدائيتها إلا أنها تشهد على سعة الصبر لدى الفنانين في تلك الأزمنة وطاقتهم على إنتاج أعمال فنية جميلة ومدهشة. أما الحرير فقد تنوعت مصادره واستخداماته هو الآخر ويشاهد زوار المتحف قطعة من خيمة إمبراطورية شغلت بالحرير وكتبت عليها بعض الآيات القرآنية الكريمة ورداء منسوجا بخيوط الحرير والذهب، وقطع سجاد منسوجة من الحرير والذهب أيضا، وفي كل هذه القطع تبدو الدقة في تكوين الأشكال المستلهمة من الطبيعة وجمالياتها وألوانها الساحرة أن المتحف المغطى بالأحجار يتألف من مبنى رئيس، يتكون من خمسة طوابق وأيضا جناح تعليمي مؤلف من طابقين وتربط المبنيين ساحة مركزية. وإن الأحجام المختلفة لزوايا المبنى الرئيسي تتراجع إلى الخلف بارتفاع خمسة وأربعين مترا حول بهو مركزي بقبة ويحجب منظر القبة من الخارج جدران برج مركزي، والنافذة الوحيدة للمبنى تقع على ارتفاع خمسة وأربعين مترا في الجانب الشمالي للمتحف، وهي مطلة على مشاهد تحبس الأنفاس للخليج ومنطقة الخليج الغربي للدوحة، من جميع الأدوار الخمسة في الوقت الذي تلعب فيه شمس الصحراء دورا مركزيا في جمال المكان، فتحول الجمال المعماري إلى سيمفونية من الضوء والظلال. إن جدران الصالات تم تصنيعها من الخشب النفيس اللوروفايا وحجر البوريفيري، أما خزائن العرض فقد تم تصميمها من زجاج مطلي خاص لتقليل الانعكاسات، إضافة إلى استخدام أكبر لوائح الزجاج المتوافرة في العالم. براعة التصميم صمم متحف الفن الإسلامي من قبل واحد من أكثر المصممين براعة وشهرة في هذا الزمن، والحاصل على جائزة بريتزكير، وهو المهندس المعماري إيوه مينج بي، الذي دفعه شغفه باستيعاب تنوع الهندسة المعمارية الإسلامية إلى القيام بجولة عالمية لاستكشاف المسجد الكبير بقرطبة الإسبانية والمسجد الأموي بدمشق وقلعة الرباط بتونس. أما القطع التي يضمها المتحف فتنبع من ثقافات القارات الثلاث المختلفة، وهي منطقة جغرافية واسعة تمتد من قرطبة إلى سمرقند. إضافة إلى تحف من إسبانيا وسوريا والعراق وتركيا وإيران والهند ووسط آسيا. ومن بين القطع النادرة التي يضمها المتحف سلطانية بيضاء من الفخار تعود إلى القرن التاسع وتأتي من العراق تعكس زخارف مكعبة من الحروف المكتوبة باللون الأزرق، ورأس برونزية لنافورة، من الواضح أنها كانت جزءا من حديقة قصر أندلسي في القرن العاشر. وإسطرلاب من النحاس الأصفر من إيران أو العراق يعود تاريخه لما بين سنتي 984-986 م،? كان بمثابة أداة للحساب الفلكي، والطوبوغرافيا. كما تحتوي مجموعة المتحف على قطع لا مثيل لها وتشمل سجادا من الحرير، معروفا باسم حديقة رقعة الشطرنج، يعتقد أنه من صنع حاكم سمرقند تيمورلنك ويرجع تاريخه إلى القرن 14 أو 16، وغيرها من التحف الفنية الإسلامية النادرة. وتحتوي صالات العرض الدائمة في المتحف على مجموعة قطر الوطنية للفن الإسلامي التي تضم مجموعة مهمة من السيراميك والأشغال المعدنية والمجوهرات والأعمال الخشبية والزجاجية والسجاد ومواد أخرى مصنعة في مختلف بقاع العالم الإسلامي التي تمتد من إسبانيا غرباً حتى آسيا الوسطى والهند شرقاً.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©