مهرجان «أم الإمارات» يحتفي بقيم الاستدامة

لكبيرة التونسي (أبوظبي) تشهد فعاليات «مهرجان أم الإمارات»، نجاحاً كبيراً، حيث يتوافد آلاف الزوار يومياً للاستمتاع بالأجواء الممتعة والفقرات الترفيهية والتثقيفية التي يقدمها يومياً. والمهرجان الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ويستمر حتى 31 مارس، يحمل العديد من المفاجآت والتشويق عبر برنامج الفعاليات وورش العمل والاستعراضات الفنية، وتوجه نسخته الثالثة تحية إعزاز وتقدير للإسهامات الجليلة، والقيم التي منحتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة. ويحقق «مهرجان أم الإمارات» نجاحات متتالية في دورته الحالية، تضاف إلى ما حققه في الدورات السابقة من الزخم الجماهيري الذي يتدفق يومياً إلى كورنيش أبوظبي للاستمتاع بفعالياته، من خلال مناطقه الأربع، حيث يقضي الجمهور أوقاتاً ممتعة ومفيدة، عبر العديد من الفقرات الترفيهية والتعليمية المتنوعة التي تناسب جميع الخلفيات الثقافية والاهتمامات الفنية من جميع الأعمار، في إطار روح التقدم والازدهار. ومن المناطق التي تستقطب جمهوراً عريضاً، منطقة التقدم والازدهار التي تتيح للزوار التعرف إلى مسيرة البذور التي تنتهي كأحد مكونات طبق لذيذ وصحي، أو التجول في جناح «الزاد عالم الغذاء» للتعرف على كيفية المحافظة على جسم سليم من خلال التغذية، أو من خلال النصائح والمعلومات الكثيرة التي تحث على الابتعاد عن السلوكيات السلبية التي تسبب الإضرار بالصحة والبيئة والطبيعة، وعبر «ازرعها بنفسك» التي تثقف الصغار وتمنحهم فرصة استكشاف عالم الزراعة، أو من خلال تحدي الطهاة التي تشجع على إعداد الأكل الصحي. الزاد عالم الغذاء وعندما يجول الزائر بمهرجان «أم الإمارات» يجد نفسه أمام خيارات واسعة من الأنشطة الترفيهية والتثقيفية، ولم يغفل منحى واحداً من مناحي الحياة، فمنطقة التقدم والازدهار خصصت باقة واسعة من الأنشطة، ويأتي على رأسها «جناح الزاد» وهو جناح مصمم بطريقة فنية، وهو مستوحى من طريقة بناء البيوت الخضراء والمشاتل للإضاءة على موارد الطعام في الإمارات، وكيف تمت المحافظة عليها، ومصادرها، كما يتضمن معلومات عن الماء والغذاء، وفي إطار إبداعي نبه إلى العديد من السلوكيات التي يمكن أن تتسبب في شح الغذاء والماء. الإنسان والغذاء وقال جايسون وردمان مصمم «الزاد عالم الغذاء» الذي ينظم بالتعاون مع وزارة الأمن الغذائي المستقبلي، مؤكداً أن هذا الجناح الذي صمم بطريقة إبداعية، سيأخذ الناس في رحلة لاستكشاف العلاقة بين الإنسان والغذاء منذ العصور القديمة حتى يومنا هذا، وهو الجناح الذي يعكس المساعي إلى ضمان استدامة الغذاء للأجيال القادمة، ويعرف الجمهور على عالم الغذاء ومستقبله وعلى طرق الإنتاج المستدام وأهمية اختيار الأطعمة الصحية ذات القيم الغذائية المناسبة كما يظهر الجناح التقنيات الحديثة التي تبناها مجال تصنيع الأغذية في عصرنا الحالي والتي تتمحور حول الإنتاج بكفاءة عالية باستخدام مدخلات على الزراعة والتي من شأنها المساهمة في مكافحة الجوع في العالم. ميراث ويعكس جناح الزاد عالم الغذاء، الهوية الإماراتية في مجال الغذاء، موضحاً أنه يتكون من زوايا عدة، مثل «ميراث» وهو ركن يستقبل الزوار، ويتحدث عن مصادر التغذية في الإمارات وكيف طوع الإنسان الإماراتي الموارد الطبيعية لفائدته، ويتكون «ميراث» من معرض صور توضح رحلة الإنسان مع مصادره الطبيعية من الغذاء مثل الشجرة وتجفيف الأسماك، كما يتضمن معرضاً آخر لبعض المنتجات التي استعملها في مطبخه، مثل البهارات والبقوليات وغيرها من المواد التي كانت وما زالت تدخل في إعداد الطعام، وعند تخطي عتبة هذا المكان، يجد الزائر نفسه في رحاب الماء، حيث استخدم المصمم التكنولوجيا لتسليط الضوء على الماء في الإمارات ومصادرها متحدثاً عن الأفلاج والمياه الجوفية. رؤية الاستدامة ويتيح أيضاً الجناح الذي يوحي بالراحة النفسية لما يتضمنه من خضراوات ونباتات في تناغم تام مع صوت خرير المياه، ليعطي سمفونية الحياة، ولم يغفل مصمم الجناح التطرق إلى أساليب صيد الأسماك، حيث تتدفق المياه على سفينة نهر صغير إلى جانب العديد من «القراقير»، بينما يتضمن ركن «الزراعة المحلية»، حيث تظهر مجموعة من النباتات والخضراوات التي كان وما زال الإنسان الإماراتي يزرعها في بيته ومزرعته للاستفادة منها، مطوعاً أرضه للاستفادة منها بطريقة فنية. ويوجه «ركن الزراعة المحلية» دعوة للعودة للزررعة المحلية، وينصح المستهلكين بالاستفادة من هذه الزراعة التي تتوافر على جودة عالية، وتغطي الشجرة المباركة جدار الحائط المفضي إلى ركن التغذية السليمة، ويتضمن الركن أقوال المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تلخص رؤيته لمستقل الزارعة في الإمارات، حيث كان يؤمن أنه سيحول الصحراء إلى جنة خضراء رغم التحديات. شجرة الحياة ويتضمن الجناح الذي يسرد قصة الغذاء بطريقة شاملة تركز على أهمية التغذية في المحافظة على صحة جيدة، تسهم في إنشاء مجتمع مستدام انسجاماً مع قيم الاستدامة التي يحتفي بها المهرجان على جانب توعوي، يحث على أهمية اتباع أسلوب صحي عن طريق الصورة والمعلومة، عبر جناح التغذية، بحيث يقدم مجموعة من صور بعض الأطعمة، ويذيلها بالعديد من المعلومات المفيدة، أما شجرة الحياة فيعلق عليها العديد من الدوار التي تمثل أوراقها معلومات علمية وافية عن جميع أنواع الفيتامينات التي يجب أن يستفيد منها الجسم، مع ذكر أهم الأطعمة التي توجد بها. ولأن الجناح توعوي تثقيفي، فإنه يخصص جانباً مهماً من هذه الرحلة إلى الأطفال للتعرف إلى الأساليب الإيجابية في تناول الطعام وعبر شاشة كبيرة تشبه الأي باد يمكن لطفلين التباري لاختيار حقيبتهما الغذائية الصحية، وتتوسط الجناح كبسولة كبيرة للتعرف إلى أهمية المياه ومعلومات قيمة عن استهلاك البشر للمياه، وكيفية تجنب هدر هذه المادة الحيوية وعن التدوير وأضرار الأكياس البلاستيكية، وإلى جانب هذه الكبسولة، يوضع شريط من المواد المضرة بالجسم، والتي يجب تجنبها وعدم تناولها مثل السكريات والنودلز، وغيرها من المواد التي كتب بالتفصيل مدى إضرارها بجسم الإنسان. ويدعو الجناح إلى اتباع أساليب صحية جديدة، كما يحث الزوار على العودة للزراعة المنزلية عبر العديد من الوسائل، ومنها الزراعة الحائطية، كما يقدم بعض الحلول لتدوير النفايات المنزلية لتصبح سماداً نافعاً للتربة، تسهم في الحصول على أطعمة عضوية، وخالية من الكيماويات والمبيدات الحشرية. وتستمر المتعة والتثقيف بمنطقة التقدم والازدهار، وفي قبة بيضاء صممت لتستوعب طاقة الشباب المبدع، يعمل الأطفال على تجسيد بعض من أحلامه عبر تقنية فن الواقع الافتراضي، قال عنها المشرف على هذا الجناح عمر فوزي الغزالي من خلال جهاز يثبت على رأس الطفل، ويسمح له بالنظر بشكل مختلف، وعبر مقود يبدأ في التجول في الخرائط الموجودة أمامه، وتسمح له اللعبة بالتحرك في كل خريطة واختيار لونه المفضل أو أكثر من لون. اغرس وازرع ماء وخضرة وتربة، عناصر جعلت الأطفال ينغمسون في عالم الزراعة غير مبالين بما يروج حولهم، ما يوضح أن الطفل يحب هذا المجال بالفطرة إذا أتيحت له الفرصة، وأوجدت له الظروف للعمل في هذا المجال، فيكون حديقة خاصة به أو مشتلاً أو يمكن أن يكون مهندساً ناجحاً في المستقل، إلى ذلك قال بيتر هاني المشرف على هذا الجناح الذي صمم على شكل مشتل، يتضمن العديد من أحواض الزراعة، تحتوي شتلات وشجيرات من الرمان والليمون والبرتقال والعديد من أنواع الخضراوات الأخرى التي أضفت بهجة على المكان، أن جناح ازرعها بنفسك يستفيد منه الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، ويهدف إلى توعيتهم بأهمية الزراعة وطرق الري الصحيحة، وكيفية الحفاظ على الحدائق العامة. تحدي الطهاة وفي جو تفاعلي يتنافس يومياً طهاة وهواة على تجهيز أكلات صحية، حيث يقدم للمتباري مكونات غير معلن عنها مسبقاً، وفي حيز زمني لا يتجاوز 30 دقيقة عليه أن يقدم طبقاً صحياً، يراعي فيه جمال التقديم وتنسيق الألوان، وتشهد منصة «تحدي الطهاة» بمنطقة التقدم، توافد العديد من الزوار لمتابعة فقرات الحدث المشوقة التي تقدم خلال الساعة الخامسة مساء وعلى الساعة السابعة مساء وعلى رأس الساعة التاسعة، إلى ذلك قالت ليل الحلبي إن تحدي الطهاة منصة للجمهور، تشجع على اتباع أسلوب صحي من خلال إعداد الطعام. الأمومة وعبر مسار متعرج يقود الزوار إلى حديقة من التجارب الإبداعية والفنية التي تتمحور حول التعريف بالقيم الإنسانية الأساسية وأبرزها الأمومة، حيث تجتمع الفنون الموجودة في المنطقة، حيث انهمك الأطفال بالتلوين وكتابة كلمات إيجابية لتعليقها على شجرة كبيرة أو على حائط يحمل الألوان المبهجة أو كلمات الحب والامتنان والعرفان.