احتجاجات متصاعدة وإضرابات في مدن يمنية

شهدت بعض المدن اليمنية في الجنوب أمس إضرابات عامة تلبية لدعوة أطلقها ما يسمى بـ”المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب”، فيما تواصلت الفعاليات الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي دعا إلى عقد مؤتمر وطني عام”، وذلك على خلفية الاضطرابات المدنية التي تشهدها بلاده منذ 11 فبراير الماضي. وذكرت مصادر محلية يمنية وشهود عيان لـ«الاتحاد» إن أنصار الحراك نفذوا إضرابا مدنيا استمر ست ساعات، في بعض مديريات محافظات الضالع، لحج، وشبوة، فيما فشل “الحراك الجنوبي” في تنفيذ الإضراب، الذي يدعو له مرة كل شهر، في محافظات عدن، حضرموت، والمهرة. ويسعى “الحراك الجنوبي” من خلال الإضراب الشهري إلى التذكير بمطالبه الرئيسي وهو انفصال جنوب اليمن عن شماله بعد مرور 20 عاما من تحقيق وحدة وطنية اندماجية بينهما. وذكر شهود عيان بالضالع إن “المحال التجارية أغلقت أبوابها” حتى الساعة الثانية عشرة ظهر أمس فيما “خلت الشوارع الرئيسية من المارة، وخفت حركة السيارات والمركبات”، مشيرين إلى أن موظفين حكوميين امتنعوا عن الذهاب إلى أعمالهم. وأفادت مصادر محلية أن المدارس في أغلب مديريات الضالع الخمس “أغلقت أبوابها”. وذكر المكتب الإعلامي لـ”الحراك الجنوبي” في بيان، تلقت «الاتحاد» نسخة منه، أنه تم “تنفيذ الإضراب في كافة مديريات” محافظة لحج باستثناء مديرية ردفان “التي عاشت اليوم (أمس) حالة استثنائية بعد انسحاب قوات الجيش” الليلة قبل الماضية من مدينة الحبيلين، عاصمة ردفان، بعد انتشار دام أكثر من سبعين يوما. وحسب البيان، فإن بعض مديريات محافظتي أبين وشبوة، شهدت إضرابا جزئيا. ولم تشهد محافظات عدن، حضرموت، والمهرة عصيانا مدنيا استجابة لـ”الحراك الجنوبي”، إلا أنها شهدت فعاليات احتجاجية مطالبة بـ”فك الارتباط” بين الشمال والجنوب، وأخرى منادية بـ”إسقاط النظام” ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح، الذي يحكم اليمن منذ 32 عاما.وقالت مصادر صحفية يمنية، إن قوات الشرطة فرًقت أمس تظاهرة طلابية مؤيدة للانفصال، كانت تجوب شوارع مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت شرقي البلاد.وأشارت إلى أن قوات الشرطة أطلقت الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب الذين كانوا يرددون هتافات منددة بالوحدة اليمنية، قبل أن تعتقل اثنين من المشاركين فيها.كما فرًقت قوات الشرطة أمس تظاهرة مماثلة لأنصار الحراك الانفصالي بمديرية نصاب بمحافظة شبوة، جنوب شرق العاصمة صنعاء. وقال المسؤول الإعلامي بالحراك رائد الجحافي لـ«الاتحاد» إن قوات الأمن المتمركزة داخل مقر المجمع الحكومي بالمديرية أطلقت أعيرة نارية لتفريق التظاهرة التي كان يشارك فيها فادي باعوم، نجل زعيم “الحراك الجنوبي” حسن باعوم، المعتقل لدى السلطات اليمنية منذ الشهر الماضي. ولفت إلى أن مسلحين متظاهرين أطلقوا نيران أسلحتهم على المجمع الحكومي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، لم تسفر عن أي إصابات بشرية.وتأتي هذه المواجهات بين الأمن اليمني وأنصار الحراك في حضرموت وشبوة، غداة اعتقال قوات الشرطة اثنين من القيادات الانفصالية، ينتميان إلى محافظة الضالع، أثناء تواجدهما بمنزل قيادي بالحراك في مديرية التواهي بمدينة عدن الساحلية الجنوبية. في هذه الأثناء، تتواصل بالعاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية الاحتجاجات المناهضة للرئيس اليمني والمتصاعدة منذ 11 فبراير الماضي.وبث التلفزيون اليمني الحكومي أمس لقاءات مع شباب، قال إنهم انسحبوا من الاعتصام المناهض للرئيس صالح، والمقام قبالة جامعة صنعاء منذ حوالي أسبوعين. وعلّل هؤلاء الشباب انسحابهم بـ”محاولة أحزاب المعارضة تسييس الاعتصام” الذي يشارك فيه آلاف من المواطنين. وقالوا: “مطالبنا كانت تتمثل في الحصول على وظائف وتحسين المستوى المعيشي.. إلا أحزاب المعارضة تطالب الآن بإسقاط النظام، وهو يعني الفوضى”، حسب قولهم. في غضون ذلك، وقعت صدامات بين محتجين شباب وقوات أمنية حاولت تفريق مسيرة مناوئة للنظام بمديرية الشيخ عثمان بمدينة عدن، حسبما أفادت مصادر محلية لـ«الاتحاد». وأوضحت المصادر أن الصدامات أسفرت عن إصابة شاب بجروح متوسطة، واعتقال آخرين، مشيرة إلى أن محتجين شباب آخرين “حاولوا إغلاق العديد من المدارس بمديريتي المعلا والمنصورة” لإرغام طلاب هذه المدارس على الانضمام إلى اعتصامين مناهضين للرئيس صالح. وعلى صعيد متصل، دعا الرئيس علي عبدالله صالح إلى عقد “مؤتمر وطني عام” لمناقشة “الأوضاع الراهنة” في البلاد، وإقرار “رؤى موحدة” من شأنها الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن. وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، فإن الدعوة إلى عقد هذا المؤتمر جاءت إثر اجتماع للرئيس صالح، ليل الأحد/الاثنين، بقيادات الدولة السياسية والعسكرية والأمنية.وأقر الاجتماع “اتخاذ” إجراءات واحتياطات أمنية لازمة “للحفاظ على أمن الوطن والسلم الاجتماعي”. إضراب عمال النظافة في صنعاء صنعاء (ا ف ب) - بدأ الآلاف من عمال النظافة أمس إضرابا مفتوحا في صنعاء مطالبين بتحسين أجورهم، فيما أصيب ثلاثة منهم عندما قامت الشرطة بتفريقهم. وتجمع المئات من العمال في شارع الستين أحد الشوارع الرئيسية في صنعاء، إلا أن الشرطة فرقتهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء وبالقنابل المسيلة للدموع. وقال ناصر يحيى (45 عاما) الذي يعيل 12 شخصا من أفراد عائلته “نحصل على خمسمئة ريال (2,3 دولار) باليوم. نطالب بأن يتم اعتبارنا موظفين”. وتوقف عمال النظافة البلدية منذ مساء الثلاثاء عن جمع القمامة التي تكدست في شوارع العاصمة اليمنية. ويأتي هذا الإضراب فيما تستمر التظاهرات الاحتجاجية المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في كافة أنحاء البلاد.