منتجع «قرية البري» فخامة وعبرات ورفاهية تسوق

نبدأ الرحلة داخل المنتجع بركوب العبرة التي تحتضن من خلال الممرات المائية الضيقة التي تقطعها، روعة المكان بكل أبعاده. هناك تمر الدقائق براحة وتحار عدسة الكاميرا أي لقطة تلتهم قبل الأخرى. فكل ما تقع عليه العين رائع ولا يتكرر في المشهد الثاني. المياه السارية بين الشقق الفندقية، والتنقل بالمراكب الصغيرة المكشوفة على الهواء، محطات تذكر بمدينة البندقية وإن كان الاختلاف بالموقع الجغرافي ليس إلا. وهنا يشعر الراكب فعلا بأنه خارج إطار يومياته المتشابهة التي تخلو أحيانا من أي إثارة. فبمجرد الإمساك بيد الربان بقصد المساعدة للنزول إلى العبرة، تبدأ رحلة الانطلاق في أجواء الطبيعة الساحرة. وللوصول إلى هذا المكان، يحتاج الزائر ومن معه أن ينزل إلى المستوى الأول من “الشانغريللا”، وينتظر أن تفرغ أول مركب ليأخذ مقعده ومن معه. ومن الضروري ألا ينسى الكاميرا، لأنه حتما سيرغب بالتقاط الصور التذكارية. الأطفال حصة الأسد من المرح هناك، لأنهم وبلا تردد سوف ينشغلون بحركة العبرات وباكتشاف ما تخفيه المياه من عشب. وسماع أصوات ضحكاتهم هو أقصى ما يسعد أهاليهم في مثل تلك اللحظة. رفاهية التسوق تمتد على طول كيلومتر واحد، هو الخط الذي تقطعه العبرة، معظم المرافق المهمة في المنتجع، والتي يمر بها المتجول. أولها سوق قرية البري، الذي يعتبر بحد ذاته تحفة هندسية صممت على غرار سوق الجميرا بدبي. وكذلك أحواض السباحة الخاصة بكل وحدة من وحدات الشقق الفندقية، والتي تحقق الخصوصية للنزلاء المقيمين في بقعة سياحية فريدة في الموقع والتصميم. يجمع السوق ما بين تصاميم العمارة العربية من جهة والعبق الخاص بالطابع الأندلسي من جهة أخرى. وتتوزع على جانبيه المحال الممتدة بين أروقة تذكرنا بالأسواق القديمة الكائنة عند منعطفات الأحياء الضيقة بعيدا عن صخب المراكز التجارية وضجيج الشوارع. وأكثر ما يميزه تلك القنوات المائية عند واجهته البحرية، والتي تقوم بنقل الضيوف والمتسوقين منه وإليه، وكذلك إلى المحطات القريبة ضمن المنتجع نفسه. وكونه يطل على مرسيين لليخوت، واحد من الجهة اليمنى وآخر من الجهة اليسرى. وهذه الفكرة هي من عوامل الجذب التي يرسمها السوق كمعلم سياحي ينشد توفير الترفيه والرفاهية لكل من يطأه بقصد التبضع أو لمجرد التجول. ويضم السوق الواقع في منتصف المنتجع والمؤلف من طابقين مجموعة واسعة من العلامات التجارية الفخمة، إضافة إلى علامات شهيرة من محال المجوهرات والأزياء والعود والعطور، وكذلك مراكز الجمال والعناية بالصحة. وتتميز مطاعمه بملاحق خارجية تفتح أمام روادها مناظر خلابة تطل على المياه المجاورة، وتقدم مختلف الأطباق الدولية بما فيها الإيطالية واليابانية والهندية واللبنانية. يقدم بعضها ما يناسب المتسوق الذي يمر بالمكان ليتناول وجبة سريعة، فيما يتخصص بعضها الآخر بخدمة مميزة كخيار لرجال الأعمال والعائلات. شرفة باستكمال الرحلة السياحية التي تجدر تجربتها، الدخول الى المنتجع “الشانغريللا” الذي يضم 214 غرفة والتجول فيه مع الاستفادة كل مرة من أحد مرافقه. ومن أي موقع فيه، يشعر الزائر بهالة من الفخامة وهو يتنقل من صرح إلى آخر، أو يتنزه في الحدائق الخارجية التابعة له. وهناك وسط كل أجواء الترحيب والخدمة المميزة، يمكن له أن يقضي مع عائلته اليوم بكامله من دون أن يشعر بالوقت. ومن الأفكار الواردة أن يقوم الجميع بالتنزه عند الشرفة المشرعة على أجمل المناظر في العاصمة والمطلة برحابة على مسجد الشيخ زايد رحمه الله، مما يزيدها خصوصية. وقد شهدت هذه الباحة الكثير من المناسبات الراقية التي جمعت نخبة من الضيوف الذواقة. وهناك، من المسلي أن يطلب الزائر من أحد سائقي سيارات “الباجي” البيضاء، أن يقله في جولة حول المرافق الفندقية. يبدأها بالاطلاع على الفلل الـ6 الفاخرة، والتي تبدو متشابهة من الخارج غير أن تصاميمها الهندسية من الداخل مختلفة. وهكذا تنفرد كل فيلة بلمسات معينة، وتحمل كلا منها اسم منطقة من مناطق الإمارة. بينها فيلة أبوظبي، وفيلة دلما، وفيلة جبل حفيت وفيلة ليوا. وفي الوسط يقع النادي الصحي “تشي” والذي يجمع بين المفهوم الصيني وتقنية هملايا في التدليك. وهو يتميز بأجواء هادئة مناسبة لأصحاب المزاج الخاص الذين يرتجون الاستفادة من أوقات الفراغ لديهم بجلسات علاجية تطرد كل أنواع التشنج. العلاجات الشافية في “تشي” تنقل لكم كذلك أسرار العلاج المتوارثة في جزر الفلبين حيث تركز على أساليب التشخيص القديمة التي انتقلت عبر الأجيال. وهناك يعمل زيت جوز الهند الدافيء على راحة العضلات ويوازن طاقة الجسم ويمهد الطريق إلى تجديد النشاط والحيوية. ومن المواد المستعملة دثار الكتان مع الورد والعسل، وهو من أفضل العلاجات لأشهر الصيف. ومن هناك تقع على مسافة غير بعيدة مباني الشقق الفندقية الفاخرة وعددها 161 وحدة مؤلفة ما بين غرفة ستديو و4 غرف توفر كامل سبل الراحة. أكثر من ذلك، فإن تذوق المأكولات في المطاعم الراقية المنتشرة هناك، رحلة بحد ذاتها. نبدأ بمطعم “بورد أو” الذي تستخدم فيه المنتجات الموسمية الطازجة المستوردة من فرنسا، وألذ ما يقدم هناك أطباق اللحم البقري “واجيو ستريبلوين”، ولحم البط البري “كولفير” وسمك السالمون المدخن. وفي مطعم “هوي آن” عودة الى الفيتنام في القرن 19 حيث جوهر المطبخ الفيتنامي في تلك الحقبة الزمنية المتأثرة باللمسات الفرنسية. ويمكن تذوق الأطباق الآسيوية في مطعم “شانغ بالاس” والمأكولات البحرية المجففة مثل “الأبالون- أذن البحر”، و”إسقلوب - محار محروري” التي يعدها رئيس طهاة المطبخ الصيني الشيف وكيم مان اعتبارا من 8 مايو وحتى 23 منه. وكذلك أصناف البوفيه الغنية بالأطباق العالمية من مطعم “سفرة”. ومن فندق “ترايدرز” يقدم مطهم “العافية سوم” تشكيلة بأحجام صغيرة من الأطباق التقليدية لوجبة الغذاء. وعند الشاطئ الرحب يمكن خوض تجربة حفل المشاوي على النار المتأججة كل يوم جمعة بعد الخامسة مساء على أنغام مختارات الألحان التي يقدمها الـ”دي جاي” فادي من راديو 2. وهناك من الممتع لأطفالكم المشاركة في النشاطات المتنوعة الموجودة مثل الرسم والتلوين على الوجه، والقصر الهزاز للقفز والملاعب الترفيهية. البرج يتساءل الكثيرون عن معنى كلمة “البري” التي تنسب إليها القرية. وهي ترمز الى “البرج” وتحديدا الى برج المقطع الذي كان ولايزال بوابة العاصمة، ولما كان حرف الجيم يلفظ باللهجة المحلية “ياء”، جاءت التسمية تراثية بما يتلاءم مع الجو العام للمنطقة. وقد اختارها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .