السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدونون لا يكتبون.. وآخرون يقتلون مدوناتهم!

مدونون لا يكتبون.. وآخرون يقتلون مدوناتهم!
20 ابريل 2010 20:46
لفترة طويلة كانت مشكلة قلة الكتابة والتدوين تلازمني عند إعداد هذه الصفحة، في أغلب الأحيان كنت أقضي أياما حتى أعثر على قضية اتفق المدونون على التدوين عنها، في هذا الاسبوع وبينما كان بركان ايسلندا يقذف حممه العملاقة ويعطل حركة الطيران من وإلى أوروبا، كان المدونون العرب يكتفون بنقل الأخبار من مواقع الصحف دون أن يكتب أحدهم كلمة واحدة عن هذا البركان بنفسه، قلة التدوين مشكلة تطال الشبكة الانترنتية العربية، فالمدونون الدائمون قلة وأغلبهم سياسيو الميول، وهم لكثرة تدويناتهم معروفون في الوطن العربي، لكن الكثير جدا من المدونين توقفوا عن الكتابة منذ التدوينة الأولى، وللمفارقة هناك من حجز نطاق مدونة ولم يكتب فيها حرفا! قتل المدونة حول قلة التدوين وندرة الكتابة يدور محور نقاش المدونين هذا الأسبوع.. “مستر آر” كتب في مدونته http://mr.techabc.net تحت عنوان فتور التدوين إلى أين ؟ جميع المدونين يحبون الكتابة ويتطلعون إلى كتابة مقالات مفيدة وهادفة في نفس الوقت. فالكتابة قد أصبحت في دم المدون، أدمن على حب وشغف التدوين. وكيف يتحقق هدف وغاية المدونة إلا في الكتابة. ولكن ماذا لو ترك المدون التدوين؟ ماذا لو أهمل مدونته ولم يكتب فيها فترة من الزمن؟ نعم إنه بهذا الفعل يقتل مدونته وتستطيع أن تقول إنه يطلق رصاصة تلو الرصاصة على مدونته الجميلة !! تحدثت في المقال السابق عن فتور الكتابة الذي أصابني مؤخراً. وكيف كنت سوف ألغي فكرة التدوين، ولقد فكرت ملياً في هذا الفتور، ثم اكتشفت أني لست الوحيد. فمعظم - إن لم يكن الكل - يمر بهذا الفتور والاهمال، ولكن هذه الفترة تتفاوت من مدون إلى آخر. أيضاً أسباب الفتور تختلف من شخص إلى آخر، فلكل مدون أسبابه الخاصة التي تجعله يبعد عن التدوين، بل وأحياناً قد ينسى أن لديه أصلاً مدونة يكتب بها. حاولت أن أجمع الأسباب العامة والرئيسية التي تجعلك تدون وتكتب وتجدد مقالاتك. تلك الأسباب “أو العناصر إن صح القول”، إن اجتمعت ووُجدت في كاتب أو مدون، كان لا بد له أن يدون وينتج كتابات إبداعية. لنجعل تلك العناصر تكوّن لنا “مثلت التدوين” مثلث التدوين: الرغبة - المعرفة – الحافز أيضاً يمكن اضافة الوقت والمزاج كعوامل اضافية.. “شكراً ياسر”. فانظر أي العناصر تفتقد، وحاول أن تركز على العنصر المفقود وتجد له حلاً. “قد تطرق المبدع العربي إلى مسألة الوقت في تدوينه، قلة الكتابة مشكلة، حلها في اقتحامها” - الرغبة: لا بد أن يكون هناك رغبة في الكتابة والتدوين. فإن لم يكن هناك الرغبة، فليس هناك مقال وبالتالي ليس هناك مدونة. - المعرفة: وهل تستطيع الكتابة إلا بوجود معرفة وعلم بالمواضيع التي ترتكز عليها المدونة. - الحافز: هل يوجد حماسة كافية للكتابة وطرح المواضيع وإفادة الناس؟ أعتقد أن معظم الفتور يقع في عدم وجود الحافز الكافي للكتابة وفقدان الحماسة. فمعظم المدونين هم كتاب هواة يكون التدوين مجرد تسلية وإبداء آراء، والقليل منهم يكون هدفه كسب المال من وراء الكتابة. لهذا السبب تكون الحماسة متقلبة في هؤلاء المدونين مما يؤدي إلى تذبذب ذاك الحافز التدويني. كسل أو خوف المبدع العربي http://www.mobde3.ws اختار أيضا أن تكون تدوينته عن نفس المشكلة ويقول: لا أكتب منذ الأمس أو منذ سنة، بل منذ عدّة سنوات، خصوصاً إذا كان كلاماً موجهاً لشخص واحد في بريد أو في حوار ما، سأكتب وأناقش وأتحدث دون أي مشكلة، لكن إذا تعلّق الأمر بإنشاء موضوع كهذا والكتابة فيه، سأجد كل الأعمال التي لم أنجزها قد أتت فأترك الكتابة وأتجه إليها. دائماً هكذا، كنت أعاني من قلة الكتابة، ربما لكسل، أو لخوف، أو لأي سبب. وقد اكتشفت في النهاية أن المشكلة بسيطة وحلّها في ممارستها أي التّمرس عليها. رأيت أن هذه المشكلة لم تكن تواجهني لوحدي، فهناك الكثير ممن قابلتهم لديهم المشكلة نفسها، لذا فأنا أنقل إليكم الآن تجربتي. لم أكن أهتم للأمر كثيراً عندما كنت أكتب في منتدى أو ما شابهه، لكن المشكلة بدت أمامي عائقاً عند افتتاحي لهذه المدونة، فهذه المدونة للكتابة، وإذا كنت أواجه مشكلة مع الكتابة فليست هناك مدونة إذاً. هنا رأيت أنها مشكلة وعليّ حلها والانتهاء منها. بدأت التفكير، لماذا أعقّد الأمور دائماً؟ هل الكتابة معقدة هكذا؟ ولماذا أؤجلها أصلاً؟ رأيت أنها ليست صعبة ولا معقدة، لكن عند تفكيري بكتابة موضوع، أرى أنه علي أن أجهز له جيداً، وأفصّل فيه وأحبكه، وأخصص له وقتاً لأنجزه، وليس لدي هذا الوقت في تلك اللحظة، فأجعله لوقت آخر، وهذا الوقت الآخر يستمر إلى ما شاء الله له أن يستمر. إذاً، فالحل هو أن آخذ الأمور كما هي، ولا أزيد من حجمها ولا أهوّل من أمرها، وفي هذه الحالة، الكتابة سهلة، ويمكن تخصيص وقت في أي وقت والكتابة مباشرة، لا داعي لأي تأجيل. عند اقتناعي بهذه الفكرة، قررت تجربتها، وفعلاً بدأت أكتب بين فترة وأخرى، وأزيد الفترات كل مرة، حتى أتى هذا اليوم، الذي أرى فيه الآن أنه يمكنني الكتابة بدون أي مشكلة، ولا أشعر بتعقيد ولا غيره. وحتى هذا الموضوع الذي أكتبه الآن، قد نتج عن كتابتي رداً على إحدى الرسائل في البريد، وأوردت فيه هذه النصائح، فرأيت أن أكتبها في المدونة أيضاً وأنقل تجربتي، وبدلاً من أن أسجل هذا في قائمة مهام اليوم أو الغد، فكرت أن الأمر أبسط من كل هذا، ففتحت صفحة التدوين وها أنا أكتبه وسأنشره الآن. هل رأيتم؟ الأمر بسيط جداً.. فعلاً بسيط، واقتنع بهذا ثم جرّب، وتذكر أن هزم الصعاب في اقتحامها. الأمر نفسه في كل شيء، فحتى عند دخولي لعالم الطبخ، كنت أرى أن الأمر يحتاج لتخصيص ساعات عدّة له وتجهيزات كثيرة، وأخذت أهوّل من أمره فتأخرت، لكن نصحني أحدهم بأن أبسّط الأمور، فالطبخ لا يحتاج لوقت كثير ولا تفرغ ولا غيره، فلنجعله عادة نقوم بها كأي شيء آخر، وسيكون سهلاً. طبقت نصيحته، ولا أجد أي خوف الآن من الطبخ. والأمر نفسه في كل شيء آخر. الخلاصة في نقطتين: 1 - بسّط الأمر ولا تعقّده، فالكتابة هي أصلاً تعبير عما في داخلك، أو عن رأيك، فقله، قله فقط ولا تخشَ خطأ ولا تأخراً. 2 - اجعله عادة كأي عمل يومي آخر تقوم به. إذا علمت كل هذا، فأنا أنتظر منك مواضيعك وأفكارك، فاكتب كل شيء، ولا تخف. .. وغاب المثقفون أما مالك http://www.malikblog.com فقد تساءل عن غياب المثقفين عن التدوين تحت عنوان “أين الأكاديمين والمثقفين العرب من التدوين ؟”.. التدوين في العالم العربي باب من الحرية على مصراعيه . فالمدونات العربية انتشرت كالنار في الهشيم وأصبح الجميع مدوناً. يشكي همومه اليومية ويتكلم عن أفكاره وأعماله وإنتاجه العلمي والعملي عبر هذه الأداة الإعلامية المصغرة وإن كانت التسمية التي أطلقت على التدوين بـ “الصحافة الشخصية”، هي أقرب للواقع. فمعظم المدونين حسب متابعتي للمدونات الجديدة هم من فئة الشباب (17 – 35 ) سنة ولربما كان هناك ممن يكتب وهو فوق هذه الفئة ولكنهم قلة. ومعظم ميولهم هي الخواطر واليوميات والشعر وأخبار التقنية وبرمجة مواقع الإنترنت.. وأضف الأزياء والموضة للنساء. إلا أن هناك فئة غابت عن عالم التدوين العربي وهم الفئة التي من المفترض أنها تثري المحتوى العربي الذي يعاني من نقص شديد. فمن خلال متابعتي للمدونات قلما أجد دكتور في جامعة أو مثقفا عربيا أو صحفيا بارزا أو مسؤولا أو حتى رجل أعمال لديه مدونة. وإن وجد - هذا إن وجد - فالمحتوى لا يرقى إلى مستوى الشخصية. هذه الفئة من منظوري الشخصي والأكثرية من القراء يتفقون معي في ذلك هم الفئة التي تملك “ثراءً فكريا” أكثر منا معشر الشباب والفتيات. فهم يفترض بهم دخول عالم التدوين وإفادة الغير بما يملكون من علم وخبرة. وما سيكتبونه سيكون ذا قيمة أكثر وأهمية أفضل مما يكتبه غيرهم. في المدونات الإنجليزية، ولمن يتابعها، قد تجد رجل أعمال يقوم بالتدوين يسجل آراءه وملاحظاته.. وانتقاداته لحكومة بلاده في الإجراءت وعن سفرياته وعن الأزمة العالمية. وآخر أكاديمي لم يغتر بلقب الدكتور أو البرفسور يكتب عن ملاحظاته اليومية وعن أبحاثه المنشورة في مجال عمله ولربما عرج على مواقف من حياته في التدريس والعمل. أو قد تجد طبيبا يدون باستمرار عن الأمراض الجلدية أو أمراض العيون أو حتى يكتب عن الإنفلونزا فهو كطبيب ومختص سيكتب أفضل مني ومن غيري في هذا الموضوع. إننا نشكو جميعاً من قلة المحتوى العربي في الإنترنت، وأنا هنا أضع جزءاً من المسؤولية على عاتق هؤلاء من الأكاديميين والمثقفين العرب بكل انتماءاتهم وميولهم السياسية الطائفية في تطوير محتوى الويب العربي بالمساهمة بآرائهم وملاحظاتهم ونشر أبحاثهم. فهم الذين شكلوا الفرق في المواقع الأجنبية والمدونات بالتحديد.. وهم من رجح الكفة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©