يبدو خوض المقابلات الشخصية اللازم اجتيازها للحصول على وظيفة ما؛ العقبة الأبرز على هذا الطريق في نظر الكثيرين. فكلنا تقريباً مر بهذه التجربة، وقضى الكثير من الوقت للاستعداد لها، لكي يبلي فيها بلاءً حسناً. لكن هذا كله يبدو في نظر خبير أميركي بارز في علم الإدارة، جهداً لا ضرورة له، فهو يرى أن تلك المقابلات ليست إلا مضيعة للوقت.
الخبير المعني هو جيسون دانا الأستاذ المشارك للإدارة والتسويق في كلية ييل للإدارة في الولايات المتحدة، والذي يعتبر أن مقابلات التوظيف هذه «لا طائل منها على الإطلاق» بل وقد تكون مخيبة للآمال، فيما يتعلق بتحديد المرشحين الأفضل لشغل وظيفةٍ ما.
ويشير دانا إلى أن الانطباعات التي يُكَوِّنها القائمون على هذه المقابلات بشأن المتقدمين لها، قد تكون خاطئةً تماماً. ويضرب مثلاً في هذا الشأن بصديقٍ له اجتاز مقابلة توظيف بفضل ما لاحظه عليه الممتحنون من رباطة جأشٍ وهدوء على الرغم من قدومه متأخراً 25 دقيقة، من دون أن يدركوا أن هذا المظهر المتماسك كان يرجع لكونه كان يظن أنه جاء مبكراً عن موعده وليس العكس.
وتنقل صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن دانا استشهاده كذلك بواقعة أخرى قررت فيها كلية الطب بجامعة تكساس توسيع نطاق صفها الدراسي لتقبل 50 طالباً كانوا على قائمة الانتظار بعد فشلهم في اجتياز المقابلات الخاصة بتحديد المسموح لهم بالالتحاق بالصف. المفاجأة أنه تبين فيما بعد أن هؤلاء الطلاب لم يقلوا في المستوى عن أقرانهم ممن اجتازوا المقابلة منذ البداية.
وقد أجرى دانا نفسه تجربةً أشارت إلى أن الاستناد إلى أداء شخصٍ ما في مقابلات التوظيف لتحديد مدى نجاحه وفشله المستقبلي؛ لا يشكل خياراً حكيماً. وخلص الرجل - حسبما تقول صحيفة «الإندبندنت» البريطانية - إلى أن الناس يفرطون في ثقتهم بأن بوسعهم تكوين صورة دقيقة عن أي شخص عبر محادثته وجهاً لوجه ولو لعشر دقائق.
عدد اليوم
