السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي: لابد من التزام إيران بحسن الجوار وعدم التدخل

الحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي: لابد من التزام إيران بحسن الجوار وعدم التدخل
27 مايو 2016 17:33
عواصم (وكالات) شدد الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية، أمس، على أهمية التزام إيران في علاقاتها مع دول المجلس مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة وسلامة الأراضي، وحل النزاعات بالطرق السلمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها أو القيام باستفزازات تقوض الثقة، وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدوا ضرورة إيجاد حل سلمي بشأن الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران، موضحين أن الحل يجب أن يأتي وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك المفاوضات المباشرة. وعقد الاجتماع برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. وترأس وفد الدولة في الاجتماع معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي قال في تغريدة على حسابه في تويتر: «إن التواصل الخليجي المباشر مع روسيا ضروري». كما شارك في الاجتماع أصحاب المعالي وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون، ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون. ورحب الوزراء في بيان بتأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، مؤكدين دعم التنسيق بين روسيا والتحالف الدولي لمحاربة «داعش»، مؤكدين الاتفاق على مكافحة الإرهاب، واعتماد اتفاقية شاملة بشأن الإرهاب الدولي في أقرب وقت ممكن، ومشددين على رفض ربط الإرهاب بأي دين أو ثقافة أو مجموعة عرقية. وأكد الوزراء أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، والاتفاقات التي أقرتها مجموعة دعم سوريا الدولية. وشددوا على أهمية تحقيق تقدم في مشاورات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة، والتي تستضيفها الكويت حالياً، مناشداً جميع الأطراف اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة للصراع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. وأكد الجبير خلال مؤتمر صحفي مع لافروف، أن دول مجلس التعاون أعربت عن قلقها حيال تدخل إيران في شؤون دول أخرى، وقال في تصريحات لـ«روسيا اليوم»: «إنه لا يجوز لإيران أن تتدخل في شؤون الدول العربية، أو أن تدعم مليشيات طائفية في الدول العربية، فهذا ما يزيد الفتن الطائفية، ولا يساعد على إيجاد الأمن والاستقرار في المنطقة». ولفت إلى أن دول المجلس فشلت في تجاوز الخلاف مع موسكو بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وبدوره، أشار معالي الدكتور قرقاش إلى أن الاجتماع كان مثمراً، مؤكداً أن الحوار الاستراتيجي يمثل منصة مهمة لتتعرف موسكو إلى توجهات دول مجلس التعاون تجاه تطورات المنطقة، ويسمح لنا بقراءة أكثر تمعناً وتفصيلاً حول المقاربة الروسية تجاه المنطقة. وأضاف معاليه: «في هذا السياق لمسنا تفهماً أكبر من الجانب الروسي، ونسعى من خلال الحوار والتواصل إلى تعزيز هذه العلاقة الرئيسة بما يعود بالنتائج الإيجابية المشتركة». ورحب لافروف، بأصحاب المعالي وزراء الخارجية في دول المجلس والأمين العام، مشيداً بالحوار الاستراتيجي الرابع بين مجلس التعاون وروسيا، والذي انطلق منذ 5 سنوات، معرباً عن الأمل في أن يكون هذا الحوار دفعة جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين. وقال الوزير الروسي: «إن العلاقات الخليجية الروسية شهدت العديد من اللقاءات بين بعض قادة دول المجلس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين»، مشيراً إلى أن هذا الجهد سيساعد كثيراً في تطوير علاقات التعاون بين الجانبين. وأعرب الجبير عن تقدير مجلس التعاون لجمهورية روسيا الاتحادية لاستضافتها الحوار الاستراتيجي بين الجانبين، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون تسعى إلى تحقيق مزيد من التعاون والتنسيق مع روسيا خدمة لمصالح بلداننا وشعوبنا، وبما يخدم الأمن والسلم في المنطقة. بدوره عبر الزياني عن تطلع دول المجلس بأن يكون هذا اللقاء متميزاً وبناءً لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون المشترك، وقال: «إن الحوار بين مجلس التعاون وروسيا انطلق في نوفمبر 2011 في أبوظبي». وتم خلال الاجتماع، بحث العلاقات الخليجية الروسية ومجالات التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي ختام الاجتماع، أكد الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي أن دول مجلس التعاون فشلت في تجاوز الخلاف مع موسكو بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، مبيناً أن دول المجلس أعربت خلال الاجتماع الرابع لحوارها الاستراتيجي مع روسيا عن قلقها بشأن تدخل إيران في شؤون دول أخرى، مرحبة بسعي موسكو إلى دعم تطبيع العلاقات مع طهران. ووصف الجبير الاجتماع المشترك بأنه كان «مفيداً ومثمراً وشاملاً»، حيث تناول الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا واليمن، إضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والاستثمارية والتعليم والطاقة والفضاء والقطاع الدفاعي. وأشار الجبير إلى أن الجانبين اتفقا على تكثيف الحوار في مختلف القضايا، بما في ذلك حول الإرهاب، وضرورة مواجهة التحديات والمخاطر المعاصرة. وأشاد بدور روسيا المؤيد للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، موضحاً أن المباحثات حول سوريا أبرزت اتفاق الجانبين على تأييد الحل السلمي للنزاع على أساس تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتثبيت وقف النار، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق وبأسرع ما يمكن. من ناحيته، قال لافروف: «إن المباحثات تناولت أيضاً تطورات الوضع في منطقة الخليج العربي، والتأكيد على ضرورة استناد العلاقات في هذه المنطقة إلى مبادئ حسن الجوار بين جميع دولها»، مشيراً إلى ضرورة معالجة قضايا المنطقة بالاستناد إلى الشرعية الدولية عبر الحوار الشامل في الدول المعنية. وحول الخلافات بين إيران ودول مجلس التعاون، قال لافروف: «إن جنوح ايران لتوسيع نفوذها في المنطقة يجب أن يستند إلى الشرعية الدولية من دون التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة». وقد صدر في ختام الاجتماع بيان مشترك، أكد فيه الوزراء ضرورة التزام إيران مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سلامة الأراضي، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، بما يتفق مع القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة. كما أكد الوزراء ضرورة التزام جميع الأطراف الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة دول (5+1) في شهر يوليو 2015. وأشار الوزراء إلى أن الامتثال الكامل لأحكام قرار مجلس الأمن 2231 (2015) سيساهم في بناء الثقة حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وأكدوا الدور الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من امتثال طهران لالتزاماتها من خلال تنفيذ آلية فعالة للتفتيش والرقابة. ودان الوزراء التنظيمات الإرهابية كافة، مؤكدين مواقفهم الثابتة لنبذ الإرهاب والتطرف، بأشكاله وصوره كافة، وضرورة تكثيف التعاون بين جميع دول العالم لمحاربة ظاهرة الإرهاب، وتنسيق الجهود، وتبادل المعلومات، والالتزام بالقرارات ذات الصلة والصادرة من مجلس الأمن. كما رحب الوزراء بتشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب والتعاون القائم بين روسيا والولايات المتحدة لمحاربة «داعش» الإرهابي. ورحب البيان بوقف الأعمال القتالية في اليمن، وعبر عن استمرار الدعم لجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وشدد على أهمية التقدم في المحادثات الجارية في الكويت، مناشداً جميع الأطراف اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية دائمة وشاملة للصراع، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015) والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل. واتفق الوزراء على استضافة البحرين لاجتماع الوزاري الخامس بين دول المجلس وروسيا العام 2017.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©