آلاف الأطنان من الفراولة مهددة بالفساد في المزارع البريطانية

بات من المرجح أن يتم إهدار آلاف الأطنان من الفواكه والخضروات الطازجة وتترك لتفسد في المزارع البريطانية هذا الصيف نتيجة للنقص في العمالة الأجنبية الناجم عن تراجع قيمة الجنيه الاسترليني والقيود الجديدة التي تم فرضها على اعداد العمالة المسموح لها بالدخول إلى بريطانيا· وفيما يقترب موسم الحصاد في قطاع البساتين البريطاني الذي يبلغ حجمه 3,5 مليار جنيه استرليني أواخر هذا الشهر، فقد دخل المزارعون في معركة تبدو خاسرة تهدف لتجنيد أكبر عدد ممكن من العمالة من جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي من أجل التقاط أكثر من 50 ألف طن من ثمار الفراولة والتوت وسائر أنواع الفواكه الناضجة الأخرى التي تنتظر الترحيل إلى السوق المحلي· وفي ظل عودة آلاف العمال من بولندا ودول أوروبا الشرقية الأخرى إلى أوطانهم للاستفادة من الطفرة الاقتصادية التي تشهدها دولهم فقد اصبح عزوف الكثيرين عن الانضمام إلى موسم حصاد الفواكه السنوي النشط يشير بوضوح إلى أن بريطانيا بدأت تفقد جاذبيتها كوجهة للمهاجرين غير المهرة· وفيما يبدو فإن مزيجاً من ارتفاع سقف الطموحات في أوساط العمالة الأجنبية التي طالما كانت متوفرة باعداد كبيرة وسلسلة من الإجراءات البيروقراطية الحكومية تسبب في الوضع المأساوي الذي يهدد بالقاء آلاف الأطنان من المنتجات الزراعية في مكبات القمامة· ويواجه أحد المزارعين في منطقة هيروفوروشاير خسارة بقيمة 200 ألف جنيه استرليني في محصوله من الفراولة، بينما حذر المزارعون في اسكوتلندا من تكبد خسائر قد تطول خمس محصولهم لهذا العام وبقيمة تصل إلى 5,2 مليون جنيه استرليني· ويقول جاري بروس مدير مزارع وبساتين الفواكه في منطقة اربروث: ''إذا لم نتمكن من الحصول على أعداد كافية من العمالة بحلول نهاية شهر مايو فإن المشكلة سوف تصبح كارثية، وفي حال عدم التقاط الثمار بحلول موعد الثالث من يونيو فسوف تهدر في مكبات النفايات''· وذكرت النقابة الوطنية للمزارعين بأن النقص في العمالة أسوأ من العام الماضي عندما أدى نقص أقل حجماً في اعداد لاقطي المحصول إلى فساد وتعفن فواكه وخضروات بقيمة 20 مليون استرليني في المزارع في جميع أنحاء بريطانيا· علماً بأن صناعة الفواكه الطازجة البريطانية والتي تتركز في اسكوتلندا وايست انجليا وكينت وميدلاندز مثلت قصة نجاح في السنوات الخمس الماضية، حيث شهدت نمواً بمعدل سنوي 7%، قبل أن تبلغ قيمتها الآن 220 مليون جنيه استرليني· والآن فقد بات من المرجح أن يؤدي النقص في العمالة إلى أن تعمد كبار محلات السوبرماركت لاستيراد كميات كبيرة من الفواكه والخضروات من دول مثل هولندا من أجل تعويض المخزون والعمل على تلافي ارتفاع الأسعار إلى ما فوق مستوياتها الحالية بحوالي 2,50 جنيه استرلينيني مقابل الكيلو جرام الواحد من الفراولة و2,99 جنيه استرليني مقابل سلة القوت الصغيرة الحجم· ويعزو المزارعون أحد أهم أسباب تناقص العمالة إلى قرار الحكومة القاضي بخفض أعداد العمال المسموح لهم بدخول الأراضي البريطانية بموجب برنامج طويل المدى يستهدف الطلاب الأجانب· أما المشروع الموسمي للعماله الزراعية والذي كان يسمح في السابق للعمالة من دول من خارج الاتحاد الأوروبي مثل أوكرانيا وروسيا البيضاء بممارسة الأعمال التي لا تتطلب قدراً كبيراً من المهارة في داخل بريطانيا قد تم قصره هذا العام على المواطنين من رومانيا وبلغاريا بعد انضمام الدولتين للاتحاد الأوروبي، كما تم خفض اعداد العمالة في المشروع من مستوى 25 ألف عامل إلى 16,250 عامل هذا العام· وتشير التقديرات إلى أن النقص في هذا العام سوف يصل إلى 25% من اجمالي القوى العاملة المطلوبة، وكانت وكالة الحدود والهجرة قد رفضت طلباً من زعماء نقابات المزارعين بتوسعة المشروع الموسمي للعمالة الزراعية بصورة مؤقتة بحيث يسمح لعدد 5 آلاف مواطن من غير دول الاتحاد الأوروبي بالعمل في الموسم الزراعي الذي يشتد فيه الطلب على العمالة· عن صحيفة الاندبندنت البريطانية