الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بورما بين الحاجة للإغاثة والتدخل الخارجي

بورما بين الحاجة للإغاثة والتدخل الخارجي
21 مايو 2008 02:36
خلافا لوكالات المساعدات الأممية والغربية التي تواجه رفض بورما (ميانمار) السماح لها بالوصول إلى ضحايا الإعصار الـ2,5 مليون، تجد المساعدات التايوانية طريقها إلى هذا البلد في هدوء، حيث عبَّد غياب مصالح سياسية لتايوان في بورما ونشاط مجتمعها المدني الطريقً لجمعياتها الخيرية البوذية إلى بورما، وفي هذا الصدد يقول ''شين زيان لونج'' -أمين عام ''المنظمة التايوانية الدولية للبحث والإنقاذ''- التي انضمت إلى أول بعثة مساعدات تايوانية إلى بورما: ''إنهم يثقون فينا ويعتبروننا منظمة صديقة، فهم يعلمون أننا جئنا من أجل المساعدة، وليس الإيذاء''· ونظرا لرفض ''بورما'' السماح بدخول خبراء الإغاثة الغربيين ومنعها للموظفين غير البورميين من الوصول إلى منطقــة دلتا نهر ''يراوادي'' المنكوبة، فإن أي مساعدة من المنظمات الآسيوية غير الحكومية تدخل إلى البلاد مهمة وتسد حاجــة ملحـــة -كما تقول منظمات المساعدات في بورما- غير أن مسؤولا في الأمم المتحدة أعلن مؤخرا أن ''بورما'' وافقت على إصدار تأشيرات لـ160 عامل إغاثة من الهند و''بنجلاديش'' وتايلاند والصين فقط، ما يؤكد ارتياب النظام الكبير في القوى الغربية التي كانت تضغط للسماح لها بدخول البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية· ومن جانبهم، حاول السكان في ''رانجون'' -تعد أكبر مدن بورما والعاصمة السابقة للبلاد- تنظيم المساعدات إلى جانب الرهبان البوذيين، وسط مشاعر الإحباط من الرد الباهت للجيش البورمي، ويرى ''تيم كوستيو'' -رئيس منظمة ''وورلد فيجن؟ أستراليا'' أن مثل هذه المبادرات الصغيرة ليست بديلا للموظفين الدوليين المتخصصين والتجهيزات التي تحتاج إليها بورما بشكل ملح للقيام بعملية إغاثة حقيقية وذات مصداقية، إذ يقول: ''إنهم يفتقرون إلى القدرات والمروحيات والطائرات، وإنهم لا يمتلكون الخبرة التقنية الكافية''· غير أنه بينما كان عمال الإغاثة الغربيون ينتظرون قلقين في ''رانجون'' وخارج بورما، وصل فريق من عمال المساعدات التايوانيون إلى ''رانجون'' لتوزيع المواد الغذائية العاجلة ومناقشة مزيد من المساعدات مع السلطات البورمية، حيث جلبت المنظمة، التي يرأسها راهب تايواني بورمي المولد تدير مؤسستُه الأعمال الخيرية في بورما، تسعة أطنان من المساعدات، ضمن مجموعة من الشحنات المماثلة المنتظر قدومها قريبا· من جهتها، تقول ''مرسي ماليزيا'' -كانت نشطة في إندونيسيا بعد تسونامي 2004- إنها أرسلت أيضا عمال إغاثة وإمدادات إلى ''بورما'' بعد أسبوع على الإعصار، أما مؤسسة ''تزو تشي'' -تعد المنظمة غير الحكومية الأكبر في العالم الناطق باللغة الصينية ولاعبا صاعدا في جهود الإغاثة العالمية- فقد أرسلت 15 متطوعا من البلدان المجاورة إلى ''بورما'' للعمل مع أكثر من 100 موظف محلي لتوزيع المساعدات، وذلك حسب ''هير ري شينج'' -المتحدث باسم المنظمة والمتطوع فيها-؛ كما حصلت ''تزو تشي'' أيضا على إذن هذا الأسبوع بإقامة مركز لتوزيع المساعدات في معبد بوذي في ''رانجون''، والعمل مع الرهبان هناك، وتعتزم المنظمة أيضا الشروع في حملة لجمع التبرعات من أجل مشاريع إعادة الاعمار· بيد أن منظمات الإغاثة التايوانية تواجه بعضا من نفس القيود والتضييقات اللوجيستية والسياسية التي تعانيها نظيراتها الغربية في بورما، وفي هذا الإطار يقول ''شين'' - من المنظمة التايوانية الدولية للبحث والإنقاذ''- إن شبكة الطرق غير الصالحة للاستعمال والافتقار إلى وسائل نقل جوي وبحري تعني تسليم معظم المساعدات الغذائية التايوانية للجيش من أجل توزيعها، مع ما ينطوي عليه ذلك من خطر تحويل اتجاه هذه المساعدات إلى المخازن العسكرية، وهو أمر يُتهم به المجلس العسكري الحاكم في بورما، ولكن عمال المساعدات التايوانيون يقولون بالمقابل إن مقاربتهم تجاه بلدان مثل بورما التي يحكمها العسكر، والتي تنتقدها البلدان الغربية، تأتي أكلها في أوقات الأزمات، فحتى علاقات بورما السياسية الوثيقة والمتينة مع بكين، وهي الخصم الدبلوماسي القوي لتايوان، لم تؤثر على ما يبدو· ومما يذكر هنا أن ''تزو تشي'' نجحت من قبل في كسب ثقة الحكومة الصينية أيضا، فعقب الفيضانات التي عرفتها المناطق المحاذية لنهر ''يانجز'' في ،1991 كانت السلطات الصينية مرتابة من المساعدات التي عرضتها عليها تايوان، بينما هاجم بعض التايوانيين المنظمةَ واتهموها بمساعدة ''العدو''، غير أن متطوعي المنظمة حصلوا في نهاية المطــاف على الإذن بالعمل هناك، وهذا العام، أصبحت ''تزو تشي'' المنظمةَ غير الحكومية الأولى التي تتوفر على ممثل قانوني أجنبي مرخص له في الصين· وإذا كانت ''تزو تشي'' تتوفر على 10 ملايين عضو في أكثر من 65 بلدا وتبرعات سنوية تقدر بنحو 300 مليون دولار، فإن المنظمات غير الحكومية الآسيوية لم تصل بعد إلى حجم المنظمات الإنسانية الغربية، كما أن فكرة العمل الخيري العابر للحدود فكرة جديدة نسبيا، وفي هذا السياق يقول ''مارك أونيل'' -صحفي مقيم في هونج كونج ومؤلف كتاب حول ''تزو تشي''-: ''توجد في المجتمع الصيني قيم مساعدة عائلتك وقريتك وأبناء عشيرتك، أما فكرة مساعدة الإندونيسيين أو السريلانكيين -أناس لا علاقة تجمعك بهم ولا خير يمكن أن تجنيه منهم- فلم تكن موجودة''· ولكن تسونامي 2004 وكوارث آسيوية أخرى ساهمت في نمو هذه الفكرة وانتشارها في البلدان سريعة النمو مثل ماليزيا وتايوان وسنغافورة، ونتيجة لذلك، يتحدث الشباب بحماس اليوم حول التطوع خارج بلدانهم، وتعرف الأعمال الخيرية طفرة كبيرة في وقت بدأت فيه ثمار هذا النمو في الظهور عبر المنطقة· سايمون مونتليك- تايوان ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©