السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ما وراء الجدران!

21 مايو 2008 01:13
وجود عدد من الأفراد في سكن واحد يؤدي بشكل أو بآخر إلى اختلاط الجيد بالرديء أي - يختلط الزين بالشين- كما يقال في لهجتنا المحلية· فهناك الكثير من القصص التي يندى لها الجبين وللأسف تتردد على مسامعنا في كل وقت، ومنها التصرفات غير اللائقة والسلوكيات غير السوية كالسرقة والمشاحنـات والقذف بالسب والشتم ومخالفـة القوانين وإحضـار أشياء ممنوعة لايسعنا ذكرها هنا· وأشير هنا إلى العديد من المشكلات الخاصة وبالتحديد التي تتعلق بالفتيات اللواتي كتب لهن أن يعشن بين أسوار السكن بعيداً عن منازل عائلاتهن، فبعضهن ترى أن السكن ومن فيه هو ملاذها الوحيد والأخير وبلا حسيب ولا رقيب عليها، حيث يحلو لها العيش فيه والقيام بتصرفات غير لائقة· وقد تكون الأسر هي المتسبب الأول والرئيسي في حدوث تلك المشكلات لبناتهن، ولذلك تبدأ الفتاة بالبحث عن ذئب من ذئاب الشارع ليلون لها الحياة بألوان خلابة معه ويزخرف لها كثيراً من الأمور إذا ما أطاعته فيما يريده، وللأسف تسرح وتمرح هذه الفتاة لأبعد الحدود، فليس هناك من يردع تصرفاتها، ولعدم وجود الوازع الديني والأخلاقي والسلوكي الذي من المفروض أن تتربى عليه وتتحلى به داخل الأسرة منذ الطفولة· لقد آلمني ما سمعته عن إحدى الفتيات التي لم تجد دفء وحضن الأسرة، فبحثت عنه في الخارج من خلال الصديقات داخل السكن أو خارجه· وتقول، وهذا على لسانها: ''إن أسرتها لا ترغب بها ····'' فالأم من بلد آخر والأب رجل مسن ولديها أخوات كثيرات ولا أحد يهتم لوجودها· فأين تذهب مثل هذه الفتاة المسكينة، وبمن تلوذ ؟ فلا ملجأ لها سوى السكن الداخلي لتبدأ من خلاله رحلة التعبير عما ترغب به من تصرفات سواء أكانت خطأً أم صواباً· إن قصة هذه الفتاة ما هي إلا نقطة في بحر، فهناك الكثير من الفتيات اللواتي ينشطر القلب حزناً عليهن لما يعانينه من آلام ومشاكل على الصعيد الاجتماعي والأسري· وهنا يطرح السؤال نفسه: هل ننتظر، بعد ذلك، من هؤلاء الفتيات العطاء والكفاح والنجاح والإنتاجية في العمل والحياة بشكل عام؟ (الإجابة متروكة لكم )! إن أي مجتمع، يضم مثل هؤلاء الأفراد سواء أكانوا إناثاً أم ذكوراً ويعانون من خلل في علاقاتهم الأسرية، لا يمكن أن يُنتج ويتقدم ويتطور· لذا علينا أن نبحث عن مشكلاتهم وأسبابها إن أمكن لنا ذلك، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ونحاول قدر المستطاع أن نعمل على إيجاد توازن وتوافق تام بين الفرد وعائلته وبيئته ومن ثم مجتمعه الكبير ليكون شخصا سوياً يسعى لتحقيق ذاته وهدفه المنشود في هذه الحياة· ونركز على الفتيات بشكل خاص جدا لأنهن أمهات المستقبل ومربيات الأجيال القادمة، وكما يقال ''المرأة نصف المجتمع''· وأنا، من وجهة نظري المتواضعة، أرى أن المرأة هي ''كل المجتمع'' فهي الابنة والأم والمربية الفاضلة والعاملة والزوجة، فبالمرأة تستقيم أمور العائلة التي تكتنفها، بغض النظر عن الدور الذي تقوم به، وبالتالي يصبح المجتمع فعالاً ومنتجاً، وهذا ما يجب أن نسعى إليه دائما· وأخيرا وليس آخراً، هذا نداء عاجل للأسر الكريمة بأن تحافظ على بناتها، لأنهن جواهر ثمينة وغالية، ولأن الفتاة، في كل زمان ومكان، بحاجة إلى من يهتم بها ويرعاها ويشعرها بالأمن والأمان والسكينة والاستقرار· موزة عبدالله العبدولي الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©