اتساع نطاق الاحتجاجات المطلبية في تونس

ساسي جبيل (تونس) توسعت الاحتجاجات الاجتماعية والطلابية في تونس في ظل المطالبة بالتشغيل ومقاومة الفقر وشملت التحركات أغلب مناطق البلاد من شمالها إلى وسطها وغربها وزاد في تعميقها احتجاجات الطلبة التي كانت العاصمة ومحافظة صفاقس مسرحها خلال اليومين الأخيرين. وكانت شعلة الاحتجاجات اندلعت في البداية بمحافظة تطاوين جنوب البلاد بعد إضراب عام نظمه الأسبوع الفائت، لدفع السلطات في العاصمة لإيجاد حلول عاجلة لمشاكل الولاية وفي مقدمتها البطالة، لتنتقل الاحتجاجات بعدها إلى محافظات أخرى من بينها صفاقس الكاف والقيروان وسيدي بوزيد والقصرين. كما دعا «الاتحاد العام لطلبة تونس» إلى إضراب أول أمس في كافة الجامعات التونسية، احتجاجا على ما وصفه بـ «الاعتداءات الفظيعة» التي قال إن «أجهزة الأمن ارتكبتها بحق طلبة الحقوق الأسبوع الماضي داخل ساحة القصبة» في العاصمة. ويأتي ذلك على خلفية قرار حكومي صدر في 9 مارس الماضي يتعلق بتنظيم المعهد الأعلى للقضاء وضبط نظام الدراسات والامتحانات وأثار النظام حفيظة طلبة الحقوق بتونس، وقوبل بموجة من الاحتجاجات الرافضة له والمطالبة بإلغائه، حيث نفذ الطلبة وقفات احتجاجية متتالية في أكثر من جامعة. وقال وزير العدل التونسي غازي الجريبي إن احتجاجات الطلبة مفتعلة، معربا عن استغرابه من انسياق الطلبة تحت تأثير بعض الأحزاب لتأجيج الوضع ضد الحكومة الحالية. يذكر أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد اكتفت إلى حد الآن بالتطمينات والوعود لحل عدد من الإشكاليات العالقة، ولم تعلن عن إجراءات عملية لحلحلة الأزمة الاجتماعية، وهو ما أكده مراقبون أنه قد يكون شرارة انتفاضة اجتماعية جديدة في ظل التجاذبات السياسية التي اقتصرت على المطالب الحزبية الضيقة ومحاولة كل شق منها الالتفاف على الانتخابات البلدية وفي هذا العام.