الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التواصل عبر العصور

26 مايو 2016 00:27
تمضي الحياه وتتنوع وسائل الاتصال بين سكان الأرض من الإنس. نمت وتطورت قنوات الاتصال بشكل موازٍ مع النمو العلمي في الحضارات الإنسانية على مر العصور، فأخذت وسائل التواصل تتنوع يوماً بعد يوم لتضاف قنوات وأدوات تواصل جديدة أخرى على التي سبقتها من دون إلغاء وسيلة سابقة. فتنوعت أدوات الاتصال ووسائلها لتسهل عملية الاتصال بين سكان الأرض. وفي حالة من التأمل الفكري ممزوجة بخبرات عمليه عاصرتها، ومشاهدات تاريخية وقفت على أطلالها، تتلاعب أصابعي على لوحة الكتابة الإلكترونية لأدون طرحاً جديداً فرضه علينا جبروت قنوات التواصل الاجتماعي، لنضع أخلاقيات وأعرافاً لمستخدميها. فمنذ أن نزل الإنسان على الأرض كانت هناك آداب وأخلاقيات في استخدام قنوات الاتصال المتوافرة في كل حقبة زمنية، هذه الآداب تفرضها أعراف المجتمع وسلوكياتهم ومعتقداتهم واحترامهم للمشاعر الإنسانية. فمبدأ الإنسان في ابتكار واكتشاف واختراع أدوات ووسائل جديدة للاتصال يأتي من باب تقوية تأثير الوسيلة وإيصالها للرسالة بصورك أسرع وأوضح. في حقيقة علمية إنسانية نجد أن وسائل الاتصال تتجه نحو الأمام وترتفع بقوتها بشكل متنامٍ من دون توقف، ويقابلها هبوط مستمر ومتوازٍ في احترام الآخر  وفي أخلاقيات تسخيرهم لهذه الوسائل. فهذه المفارقة تدعونا للاستنتاج أن كلما زادت قوة التواصل وتنوعت أساليبه كلما قلت أخلاقيات الاتصال بين البشر، وقللت حدود الاحترام، وزادت الحياة تعقيداً. سابقاً، كان في كل مجتمع أشخاص موهوبون ويمتلكون القدرة على التواصل والتعبير والإقناع، وإحداث التغيير، وهؤلاء الأشخاص عادة ما يمثلون الكوكبة المستنيرة في المجتمع وأصحاب الفكر العاقل، هم بمثابة أداة أو وسيلة الاتصال لمجتمعهم أو قبيلتهم أو أسرهم أو شعبهم. ولمحدودية قنوات الاتصال والقدرة على الاتصال كان الإنسان يعيش في ظل أعراف مجتمعية الذي تربى عليها وبيئته المحيطة. فمع ندرة قنوات الاتصال والإنسان في حدود مجتمعه وأعرافه ليغرد بصوتها وبسلوكياتها من دون الخروج عن النص إلا في حالات نادرة. وهنا أود القول بأنه حتى في الحضارات القديمة تجد شخصيات برزت في مجتمعها لأنها كانت تملك أدوات اتصال، أو موهبة مكنتها من التسلح بعلم ومعرفة ومعجزات خلقت لديهم فرق التأثير على مجتمعاتهم أو حضارتهم أو على سكان الأرض. هذه الحياة علمتنا بأنه كلما زادت وسائل قنوات الاتصال كلما زاد شريحة البشر الذين يتواصلون، فتنوع وسائل الاتصال مكن أكبر قدر من البشر في الوصول إلى بشر آخرين، مهما كانت إمكاناتهم وظروفهم وإعاقاتهم. فأصبح الكل يستطيع إيصال صوته ورسالته بمختلف الأشكال والأنماط، مما ساهم في تدني السلوكيات في الأرض، بالإضافة إلى كسر حدود المجتمعات وأعرافها وخصوصيتها. محمد إبراهيم الصيقل - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©