موضوع الطفل المواطن، الذي مازال يصارع الموت تحت أجهزة التنفس الصناعي في أحد المستشفيات الحكومية في المدينة التي يقيم بها ذووه، كان محور حديث الزملاء في العمل خلال اليومين الماضيين. وهو الآن في انتظار حصوله على سرير في أحد المستشفيات المتخصصة في الدولة، وقد أُدخل قسم العناية المركزة، بعد أن أصبحت حالته حرجة، نتيجة لتجمع كميات من البلغم في صدره، الأمر الذي دفع الوالدين إلى الاستعانة بقسم الطوارئ في المستشفى لسحب كميات البلغم. إلا أنه أُدخل غرفة العناية المركزة تحت أجهزة التنفس الصناعي والتخدير، معلنين عن تقديم كل وسائل الإسعاف اللازمة لحالة الطفل وعن عدم مقدرتهم على علاجه لعدم توافر أطباء متخصصين في ذلك المجال.
فقد حازت هذه الحالة تعاطفاً كبيراً من قبل الزملاء الذين تعاطفوا أيضاً مع حالة الأم المكلومة وهي تتابع صحة ولدها الذي لم يتجاوز عمره عاماً واحداً. وقد بدأ تراجع الوضع الصحي للطفل، بحسب سجله الطبي منذ ولادته، فهو من الأطفال «الخدج»، ولد في الشهر السادس من الحمل، وكان يعاني وجود تجمع سوائل في رأسه وأعراضاً للشلل الدماغي، حيث أُجريت له عملية في ذلك الوقت في أحد المستشفيات الحكومية وتابع المشفى حالة الطفل منذ ولادته، وعندما أراد والداه عرضه على طبيب زائر في مستشفى خليفة بإمارة أبوظبي، فإن وضعه الصحي لم يسمح بذلك. وقد تمت مخاطبة 9 مستشفيات على مستوى الدولة لاستقبال حالة الطفل دون جدوى، بسبب عدم توافر سرير شاغر أو لعدم وجود طبيب متخصص في حالته.فهل يعقل أنه لا يوجد سرير واحد في 9 مستشفيات على مستوى الدولة لهذا الطفل المواطن، فلو تم تخصيص مستشفى واحد في كل إمارة للمواطنين فقط، لما واجهنا مثل هذه المشكلة ولما سافر الكثيرون لتلقي العلاج بالخارج. لذا نأمل أن يخصص في كل إمارة مشفى خاص للمواطنين وللحالات الحرجة كحالة هذا الطفل وغيره من الأطفال الذين يفتقدون العلاج بسبب الزحام على المستشفيات.
حليمة حسين
عدد اليوم
