الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دبي وتراثنا الحي».. تظاهرة تراثية لإحياء الفنون الشعبية

«دبي وتراثنا الحي».. تظاهرة تراثية لإحياء الفنون الشعبية
16 ابريل 2017 08:54
أحمد النجار (دبي) تظاهرة تراثية شعارها إحياء الفنون الشعبية، مثل النهام والنوخذة والرقصات الفلكلورية التي تستعيد ذكريات الماضي الجميل، ليتفاعل معها المواطنون الذين توافدوا بكثافة غير مسبوقة لمشاهدة عروض حية ضمن «مهرجان دبي وتراثنا الحي» في نسخته السابعة، والذي افتتحته أمس الأول هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، بالتزامن مع اليوم العالمي للتراث الذي يصادف 18 أبريل الجاري، ويستمر حتى هذا التاريخ ذاته، وقد استقطبت فعاليات الافتتاح التي احتضنتها منصة القاعة المركزية في «مردف سيتي سنتر» المئات من الزوار والسياح من مختلف الجنسيات والثقافات، حيث شكلت هذه المناسبة بالنسبة إليهم حالة ثقافية للتواصل مع تراث الإمارات بأبهى صوره، مستحضراً قبسات من فنونه وعاداته وجواهر قيمة، لترسيخه وتعميقه في وجدان الأجيال المقبلة. احتفى المهرجان بالكتاب عبر ركن عرضت خلاله مئات الكتب التراثية التي شكلت مرجعاً ثقافياً تثقيفياً لملامح الماضي وروائع الفلكلور والفنون الشعبية، وقد رافقه معرض مخصص للطفل لتنمية وعيه وتحفيزه على القراءة وإطلاق مواهبه في مختلف صنوف الإبداع لخلق جيل شغوف بالتراث والمعرفة. تركة ثقافية وأكدت فاطمة لوتاه، مدير مراكز دبي للتنمية التراثية ورئيس لجنة مهرجان «دبي وتراثنا الحي»، أن التراث هو تركة ثقافية أصيلة من الموروث والفلكلور والفنون الشعبية التي يجب الاحتفاء بها في مناسباتنا الاجتماعية لاستعادة بريق القيم والعادات التي ترتبط بجذورنا وترمز إلى هويتنا الوطنية وتمثل امتداداً لذاكرة الأجداد، مستشهدة بمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن «من ليس له ماضٍ ليس له حاضر»؛ لهذا فإن سرّ تطورنا وازدهار دولتنا، مرتبط بالضرورة بقوة اعتزازنا العميق واحتفائنا الدائم بتراثنا الخالد والحاضر في القلوب والأذهان، مشيرة إلى أن رؤية المستقبل والتوثب نحو التطور والتحضر، لا بد أن ترافقه عودة حميدة إلى استذكار الماضي واستعادة حياة أيام الأولين، بصفتها مبعث الإلهام ومدرسة القيم التي سار على نهجها رموزنا وشيوخنا الذين فرشوا لنا الدروب وأورثونا كنوزاً ثقافية نتزود بها لمواكبة روح العصر. فن الأنديما وأوضحت لوتاه أن اختيار موقع المهرجان في «مردف سيتي سنتر» له دلالة خاصة، فقد حظي المهرجان في عام 2015 على إقبال كبير من أهالي المنطقة الآهلة بالمواطنين الذين طالبوا بإحيائه بالقرب منهم ليتسنى لعائلاتهم التفاعل والمشاركة مع نبض فعالياته، لافتة إلى أن غاية المهرجان في هذه النسخة تحديداً، هو التركيز على فن «الأنديما» الشعبي وفن العيالة، وتوفير فرص للفنانين الشعبيين لاستعراض مواهبهم، فضلاً عن دعوة أطياف المجتمع الإماراتي كافة إلى المحافظة على الفنون والحرف الشعبية وحمايتها من الاندثار والزوال، ويأتي هذا المهرجان، تأكيداً لدعم روادها الأولين الذين لا يزالون يشتغلون على هذه المهن في إنتاج مشغولات وأدوات تراثية تلقى رواجاً لدى الكثير، كونها تمثل لهم قيمة خاصة لها وتربطهم وتذكرهم بأيام الطيبين. فنون بحرية وأشارت لوتاه إلى أن المهرجان سيحتفي برواد الفنون الشعبية مثل فن المالد والشلة والرزيف، وسيركز على تسليط الضوء على الفن البحري من خلال تقديم «اللاهات» بأصوات فنانين توارثوا هذا الفن، إضافة إلى معرض عن الآلات والفنون الموسيقية ومقتنيات خاصة تم جلبها بالتعاون مع جمعية الفنون الشعبية بدبي، للتعريف إلى تاريخها واستخداماتها ومناسباتها بإشراف متخصصين، فضلاً عن مسابقة تراثية تركز في أسئلتها على أسماء ومسميات ذات علاقة بمعازف موسيقية وأدوات الغوص والصيد وغيرها. «التاجر الصغير» وركزت لوتاه على أهمية مشاركة 8 من أعرق الحرفيين الإماراتيين ودورهم في إحياء هذه المهن والمشغولات التي يعملون بها منذ 50 عاماً، مثل «اليدو» و«غزل النسيج» و«التلي» و«القطان»، و«صناعة وتصميم الفضيات»، مشيرة إلى أن هؤلاء الحرفيين موظفين تحت مظلة «الهيئة»، ويتم استدعاؤهم لإحياء هذه الحرف والمهن في المناسبات التراثية والثقافية كافة، كما تم الاستعانة بهم في المراكز التأهيلية التي افتتحتها «الهيئة» في المدارس لتعليم طلاب المدارس أصول «السنع» أي العادات والتقاليد القديمة، وفنون الحرف الشعبية، وكان لهم دور في تأهيل الكثيرين الذي أصبحوا قادرين على إنتاج مشغولات تراثية بروح حداثية تنسجم مع نمط الحياة المعاصر، وهذا ما دفع عدداً منهم لاستخراج رخصة «التاجر الصغير» التي تشترط أن يكون المتقدم مواطناً لا يتجاوز عمره 20 عاماً. «النهام» والحنين للأهل أحيا فعاليات المهرجان فنانون شعبيون في «النهام»، وهو الشخص الذي يتمتع بصوت شجي يردد بعض الألحان في السفن من دون الآلات ترافقه ليعبر عن حنينه للأهل والوطن، ويستعين بأبيات شعر بألحان ذات طابع بحري، وأكد عثمان عبيد أحد الشباب المتخصصين في هذا الفن الذي ورثه عن أبيه، أهمية «النهام» الذي يربط أبناء هذا الجيل بأجدادهم الذين كانوا يخرجون للصيد لتأمين قوت العيش، ويتركون أهلهم في اليابسة ويسافرون لأسابيع عبر البحر، ويسلمون أنفسهم ومصائرهم للمجهول، وحين يسمعون هذه «النهمات» تدق قلوبهم بالعمل وتبث بداخلهم الشجن والروح الإيجابية، للغوص واستخراج اللؤلؤ أو الصيد ثم يعودون لأسرهم بالرزق. أما «النوخذة» سبيل عباس، فقد تحدث عن هذا الفن باستفاضة، معبراً عن ضرورة تعريف هذه الفنون للأجيال لتذكيرهم بماضيهم وسيرة الأولين الذين كانوا مثالاً للصمود والصبر والكدح لبناء وتأسيس دولتنا وبلوغها أعلى مراتب التطور الحضاري. حرفيات إماراتيات افترشت 4 حرفيات إماراتيات الساحة بمشغولاتهن ومنتوجاتهن التراثية، لتعريف الزوار والمهتمين إلى هذه المهن والحرف اليدوية، واستعرضت عائشة عبيد التي تعمل في حرفة «التلي» منذ 40 عاماً، أنواع «التلي» منها «الست، أبو فتلة، والبادلة»، حيث كانت لاتزال تلقى إقبالاً من السيدات الإماراتيات في مختلف المناسبات والأعياد والزواج، مفيدة أن «التلي» كان قديماً يعتمد في صناعته على خيوط الفضة، بينما يستخدم اليوم النايلون عوضاً عنه. براقع وسيوف وذكرت أم خالد التي تعمل في مهنة صناعة الخوص والبراقع القديمة منذ كان عمرها 12 عاماً، بأنها تصنع مشغولات يدوية مثل «القفاف» و«السرود» وغيرها، كما تبرع في صناعة الحناء العربي. أما زميلتها فاطمة هادي شاهين المتخصصة في صناعة الخناجر والسيوف، فقالت إنها تعلمت هذه الحرفة من زوجها، كما تتقن صناعة أغطية الخناجر وأحزمة مطرزة للسيوف وخواتم وأقراط وأساور تراثية، إضافة إلى خبرتها في النقش على الفضة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©