الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزيمبابويون بين الانتخابات والتسوية

الزيمبابويون بين الانتخابات والتسوية
20 مايو 2008 02:03
قرر زعيم المعارضة الزيمبابوية ''مورجان تسفانجيري'' إلغاء رحلة العودة إلى بلده من جنوب أفريقيا نهاية الأسبوع الجاري بسبب ما أشيع عن وجود خطة لاغتياله، وقد كانت رحلة العودة مخصصة للاحتفال بالأغلبية البرلمانية التي حازها حزبه في انتخابات 29 من شهر مارس الماضي، وللاستعداد إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 27 يونيو المقبل، لكن رغم هذه الأجواء المتوترة بين المتنافسين الرئيسيين على الساحة السياسية، أكد أحد الأعضاء البارزين في حزب ''زانو-بي-إف'' -الذي يقوده الرئيس ''موجابي''-، بأنه التقى خلال نهاية الأسبوع الجاري زعيم المعارضة ''تسفانجيري'' بمدينة جوهانسبرج، وبأنها عرضت عليه العودة إلى العاصمة هراري لبدء مباحثات اقتسام السلطة مباشرة مع ''موجابي'' نفسه، وبالطبع ستكون تلك أول مفاوضات رفيعة المستوى تجري بين الطرفين المتخاصمين، والتي قد تمهد الطريق للتوصل إلى تسوية سياسية تجنب البلاد خوض جولة ثانية من الانتخابات يتوقع معظم المراقبين أنها لن تكون بأي حال حرة، أو نزيهة· في هذا الإطار أكد ''دوميسو دابينجوا'' -رئيس المخابرات السابق- وأحد الأوائل الذين انقلبوا على ''موجابي'' لدعم المرشح المستقل ''سيمبا ماكوني''، أنه عُرض على ''تسفانجيري'' التخلي عن خوض الجولة الثانية من الانتخابات مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ويقول رئيس المخابرات السابق: ''لقد أشرت على زعيم المعارضة بقبول العرض على الفور والدخول في مفاوضات لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية''، لكن بعد دقائق على سماعه لخبر إلغاء ''تسفانجيري'' لرحلة العودة إلى البلاد هز المسؤول السابق رأسه في حيرة وهو يقول: ''ما نريده هو مغادرة موجابي للسلطة، إلا أننا أمام هذا الرجل العنيد (تسفانجيري)، وإذا لم يعد فإنه سيفقد ماء وجهه''، غير أن مظاهر التوتر التي تهيمن على الساحة السياسية في البلاد والتجاذب الذي يهدد بتفجير الوضع، لا سيما في ظل الهجمات التي يشنها أنصار ''موجابي'' على حزب الحركة من أجل التغيير الديمقراطي الذي يتزعمه ''تسفانجيري''، لا يعني أن الحزبين لا يتفاوضان سراً، ويعبر عن أمل التوصل إلى تسوية بين الطرفين ''إلدريد ماسونانجور'' -المحلل السياسي بجامعة زيمبابوي- بقوله: ''اليوم فرصة واضحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية''· واللافت أن العديد من أعضاء حزب السلطة يؤكدون بأن الدعم الذي كان يحظى به ''موجابي'' بدأ في التآكل، وأنه باستثناء نخبة صغيرة من المستشارين والميليشيات التابعة له لم يعد هناك في داخل حزب ''زانو'' من يعتقد بأن العنف سيحل المشكلة، أو يأتي بأية مكاسب سياسية، وبخصوص هذا الشأن يقول ''دوميسو ماتشازي'' -أحد النشطاء المعارضين للسلطة القائمة-: ''أعتقد أن أتباع موجابي كانوا دائماً يسعون إلى تسوية متفاوض عليها، وكان رد حزب المعارضة وباقي القوى الديمقراطية في البلاد أنهم مستعدون لمنح موجابي ضمانات للخروج من السلطة دون ملاحقة، لكنهم لن يضمنوا الباقين''، ويضيف قائلا: ''لكن أنصار موجابي البارزين شعروا بأنهم بدون ضمانات سيكونون في خطر، وهو ما دفعهم إلى احتجاز موقف موجابي لصالحهم، ولسان حالهم يقول: لقد قمنا بالكثير من أجلك، فإما أن تنطبق علينا الضمانات ونستفيد من الحصانة، أو لن يكون هناك حل''، ومع ذلك ينكر بعض أعضاء في حزب الحركة من أجل الديمقراطية أي محادثات مع حزب ''موجابي'' للتوصل إلى تسوية· فقد أكدت ''نيلسون كاميسا'' -المتحدثة باسم حزب الحركة من أجل الديمقراطية أن التفاوض مستبعد- ''لأن عناصر (زانو-بي·في) مازالوا يقتلون أنصارنا في الشوارع، والأجواء العامة لا تشجع على التفاوض، ورغم معرفتنا بأن الانتخابات الرئاسية لن تكون حرة وسيشوبها العديد من التجاوزات، إلا أنها ستكون فرصة لدحر ''موجابي'' وإخراجه من السلطة''، وقد سارعت لجنة الانتخابات الزيمبابوية إلى إعلان عجزها عن تنظيم الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 27 يونيو المقبل لنقص في التمويل، غير أن الرئيس الجنوب الأفريقي ''تابو مبيكي'' الذي يتزعم جهود الوساطة بين الأطراف السياسية المتنازعة تعهد بتقديم ما يلزم من دعم مالي لتنظيم الانتخابات في موعدها، أما في الغرب فمازال الحذر يخيم على الأجواء، حيث نقلت هيئــــة الإذاعـــــة البريطانيـــــة عن ''جيمـــس ماجــــــي'' -السفير الأميركي في زيمبابوي- تأكيده استحالة عقد انتخابات بسبب العنف الذي يمارسه أنصار ''موجابي'' ضد المعارضة· لكن العديد من المراقبين يعلقون آمالا كبيرة على موعد الانتخابات الذي حدد بعد ستة أسابيع، لأنها الفرصة الوحيدة للحزبين الحاكم والمعارض للتوصل إلى اتفاق دون الحاجة إلى تنظيم انتخابات قد تقود البلاد إلى مزيد من الفوضى والعنف، ويرى رئيس المخابرات السابق ''دابينجوا'' المنشق عن الحزب الحاكم، أنه من الصعب تصور خمس سنوات أخرى من حكم ''موجابي''، موضحاً ذلك بقوله: ''لقد بدأنا نتساءل مع أنفسنا هل فعلا نريد موجابي رئيسا لنا مرة أخرى بعد كل هذه المشاكل التي تسبب فيها؟ وبالنسبة للبعض منا كان من الصعب تصور هذا الأمر''، ويضيف المسؤول السابق أن القليل فقط داخل حزب ''موجابي'' يتعاطف فعلا مع الرئيس، وهم يسعون في هذه اللحظة إلى فتح قنوات مع زعيم المعارضة ''تسفانجيري'' لتشكيل حكومة وحدة وطنيـــة مؤقتـــة تدوم سنتين على الأقل وتعمل على إخراج البلاد من محنتها· سكوت بولدوف- هراري ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©