السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بلاتر: لست مجرماً!

بلاتر: لست مجرماً!
26 مايو 2016 13:17
أنور إبراهيم (القاهرة) ما زال يحمل بطاقة رابطة الصحافة الرياضية الدولية، ويكتب بشكل منتظم في صحيفة سويسرية تحمل اسم «شوايزر سونتاج»، وهناك صحيفة فرنسية غير رياضية طلبت منه أن يكتب لها عموداً أو مقالات تحليلية خلال فترة إقامة بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة، والتي ستقام في فرنسا خلال الفترة من 10 يونيه إلى 10 يوليو القادمين.. إنه السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي أجرت معه مجلة «فرانس فوتبول» حواراً حصرياً ومطولاً وغير تقليدي، قال فيه إنه في طريقه إلى إعداد دراسة واسعة النطاق أشبه بالموسوعة، في صورة مؤلف جديد هدفه تحديد ما إذا كانت كرة القدم هي التي تؤثر على تطور مجتمعنا أم العكس. وأكد بلاتر أن هذا المؤلف الجديد يختلف تماماً عن الكتاب الذي أصدره من قبل وكان عبارة عن قصص صغيرة وسهلة على القراء، أما هذا المؤلف الجديد فهو أكثر عمقاً. وتابع قائلًا: «الأمر لا يتعلق بإعادة سرد تاريخ الفيفا منذ عام 1904، فهذا تم عمله، ولكن ما أقصده كتاب يبدأ من عصر انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيساً للفيفا عام 1974، وهو ما شكل «منعطفاً مهماً» في تاريخ هذه المنظمة الرياضية الدولية. وعما إذا كان يشعر بأنه تحول إلى «رئيس دولة» خلال الـ17 سنة التي تولى فيها رئاسة الفيفا، قال بلاتر: «الفيفا كان دولة فعلًا لأنه مؤسسة معترف بها وعندما أعيد انتخابي في 2015 قدمنا حسابات كاملة وميزانية متوازنة جداً، ولكن كل هذا تأثر كثيراً بالتحقيقات التي جرت بعد ذلك في أعقاب عمليات المداهمة والاعتقال التي تعرض لها عدد من كبار مسؤولي الفيفا، وعلق قائلاً: «لقد قدموا الفيفا كما لو كان «منظمة مافيا»، وهذا سبب لي «جرحاً غائراً» لم يندمل حتى اليوم لأن ما حدث يمس الفيفا في الصميم، والفيفا إلى حد كبير هو أنا، هذه حقيقة لا تقبل الجدل، حتى وإن كانت ابنتي «كورين» تلومني دائماً بقولها: الآن كف عن القول أنك تزوجت الفيفا ولا حتى خطبتها، فهذا كان خطأ وعموما أنا مرتاح الضمير لأني لم أخطى ولست مجرما حتى يعاملني البعض بنفس الطريقة. وعندما سألته المجلة رأيه في الشائعات التي ترددت وقتها وأفادت برغبته في الانتحار، قال بلاتر: «هذا كلام فاضي وخطأ كبير، فلم تتملكني مطلقاً هذه الرغبة». وعما يشعر به الآن بعد الابتعاد عن الأضواء والنجومية والسلطة، قال بلاتر: «أصبحت «مفكراً» إلى حد ما، وعرفت أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء وبدونها لا نكون وينتهي كل شيء. وأضاف قائلاً: «فترة المرض التي مررت بها بعد تركي رئاسة الفيفا عززت من إيماني وثقتي في الذين حولي: ابنتي كورين وزوجتي. وسألته المجلة عما إذا كان أعطى الكثير من الأهمية للسلطة والقوة والشهرة والأضواء، قال بلاتر: «أعطيت الكثير من الأهمية لعملي والمهمة التي على عاتقي، ونسيت تماماً أن هناك أموراً أخرى يجب الاعتناء بها». وقال بلاتر: لست نادماً أو آسفاً على شيء في عملي، وأعيش في سلام مع نفسي، وهذا البعد القسري عن كرة القدم وأحداثها وأخبارها والتقاعد الإجباري، لا يدفعني إلى التبرم أو الضيق، والأمور تسير على ما يرام، فأستيقظ مبكراً في السادسة صباحاً كعادتي وأقرأ الصحف وأمارس بعض التمرينات الرياضية، ودائماً ما يكون هناك أمر يشغلني خلال اليوم. وعندما سألته المجلة عما إذا كان يفتقد السفر بالدرجة الأولى والفنادق الفاخرة والهالة الكبري التي كانت تحيط بمنصبه القديم، قال بلاتر بلهجة قاطعة وحاسمة: لا على الإطلاق، ولم أعد أرغب في السفر والترحال الآن. ولأن بلاتر أشار ذات يوم إلى إمكانية حصوله على جائزة نوبل للسلام، فقد سألته المجلة عن حقيقة ذلك، فقال: «شكراً على هذا السؤال لأنه من الضروري توضيح الصورة الآن.. منذ سنوات كانت لنا اتصالات وعلاقات وثيقة مع مؤسسة جائزة نوبل للسلام في أوسلو، ومن وقتها بدأنا معاً عملاً يسير في اتجاه دعم السلام، وانطلاقاً من هذا ناقشنا إمكانية منح جائزة نوبل للسلام، ليس لشخصي أو أي شخص، وإنما للفيفا كمؤسسة رياضية تسهم فعلاً في عملية السلام بين شعوب العالم، وألححت وقتها في هذا الطلب، وبالفعل تم تسجيل ترشيح الفيفا للجائزة، وكنا بالفعل نستحقها. وفيما يتعلق بالمبلغ الذي دفعه إلى الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قالت له «فرانس فوتبول» ألم يكن أمراً غريباً أن تدفع مليوني فرنك سويسري لبلاتيني عن أعمال قام بها قبلها بتسعة أعوام، فرد بلاتر قائلاً: لا غرابة في ذلك إذا ما أقررنا بحقيقة وجود عقد شفوي بيننا، وكان ينبغي دفع هذا المبلغ». ولما كان البعض يتحدث عن مؤامرة لإزاحة بلاتيني المرشح القوي لرئاسة الفيفا، قال بلاتر: «أنا لست «ماسوشياً» مغرماً بتعذيب الآخرين، ولم أسع إلى ذلك أبداً. وحول إذا كانت مهمته قد انتهت بتقاعده الحالي، قال بلاتر: «مهمتي لم تنته أبداً فأنا أريد أن أؤكد حقيقتي التي هي نفس حقيقة الفيفا، فهناك من يحبون خلط الأمور فيقولون: فساد الفيفا معناه فساد بلاتر، وهذا غير حقيقي بالمرة (كررها مرتين)، وأضاف بلاتر قائلاً: «لقد عانيت الكثير أنا وعائلتي، وأنا أغفر وأسامح ولكنني لا أنسى أبداً.. وذات يوم سأروي في كتاب كل الحقائق وسأترك للقارئ مهمة معرفة ما إذا كان ما أكتبه من وحي الخيال أم حقيقة»، وتابع: «سأقول كلمتي في الوقت المناسب هذا أكيد، ومهما كان ما يحدث لي حالياً فلن أتوقف حتى الموت». دعوة رسمية القاهرة (الاتحاد) في رده على سؤال يتعلق بإمكانية شرائه تذكرة لحضور مباراة مثله مثل أي مشجع، قال: «بالتأكيد استطيع ذلك فمن يمنعني من الذهاب لمشاهدة مباراة ؟ البوليس؟!» وفي ختام الحوار سألته المجلة إذا كان سيحضر مثله مثل أي مشجع بطولة كأس الأمم الأوروبية التي ستقام في فرنسا في يونيه المقبل، قال: «لن أخاطر بالذهاب إلى فرنسا إلا إذا تلقيت دعوة رسمية من اتحاد الكرة الفرنسي، وإذا لم يحدث ذلك، فلن أذهب !». مرتاح الضمير القاهرة (الاتحاد) عندما سألت المجلة عما لو تم استجوابه مجدداً فيما يتعلق بفساد الفيفا، فماذا سيكون رد فعله؟، قال بلاتر: «سأقول نفس ما قلته من قبل، وطالما ألغت لجنة القيم ولجنة الاستئناف بالفيفا اتهامات الفساد التي وجهت إلى شخصي، إذن لماذا أوقفوني عن العمل ؟ وبأي تهمة ؟ هل من أجل سوء إدارة الفيفا ؟!! ورداً على سؤال حول ما إذا كان يريد أن يثبت براءته، قال جوزيف بلاتر: «أنا لا أعفي نفسي من اللوم والمسؤولية فلم أحصل أبداً على مال لم أكسبه بعرق جبيني.. ولم أحارب أو أقاتل في الفيفا من أجل الحصول على مرتب أفضل، ولم أقتل شخصاً، وأراعي ضميري دائماً، ولم أكن غشاشاً على امتداد حياتي المهنية، لهذا أنا كما قلت مرتاح الضمير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©