الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بطانة السوء

15 ابريل 2017 21:56
مما يروى من طرائف الملوك، أن أحدهم كان جالساً في شرفة قصره، فطلب من وزيره أن يفرج عنه بفكاهة، فقال الوزير: أرى يا مولاي رجلاً ماراً على الجسر، وكان البدوي قصير القامة طويل اللحية.. مُر بإحضاره إلى هنا لتحلق لحيته، فنقضي وقتنا بالضحك عليه. فاحضر الرجل، ولمّا مثل أمام الملك قال له: لقد صدر أمرنا بحلق لحيتك إصلاحاً للخلل لأنها لا تتناسب مع قامتك!! فقال الرجل: أمر مولانا على الرأس والعين فإذا كان في حلق لحيتي سروره وحبوره فليفعل ما يشاء.. ولكنني قبل تنفيذ أمركم بحلق لحيتي أرجو أن تقضوا لي ثلاثة مطالب فهل لكم أن تعدوني بذلك؟ فقال الملك: لقد وعدناك بها فاذكرها.. فقال البدوي: مطلبي الأول أن تأمروا برفع الضرائب عن الناس.. ومطلبي الثاني أن تعفو عن حلق لحيتي.. ومطلبي الثالث أن تأمروا بحلق لحية وزيركم هذا!! فلما سمع الملك هذا أغرق في الضحك، وقال للرجل: أما رفع الضرائب عن قومك العرب فهذا نمدحك عليه لأنك تطلب رحمة للعامة.. وطلبك العفو عن حلق لحيتك فهذا أيضاً لك الحق به لأنك تأبى أن تكون موضوع الإهانة والاستهزاء، وأما طلبك الثالث وهو حلق لحية الوزير فما الداعي إليه أيها الرجل؟! فأجاب: لقد دلتني فطنتي يا مولاي على أن الذي أشار عليكم بحلق لحيتي هو وزيركم هذا، لأن نكبات الرعية إنما أساسها وزراء السوء الذين يعمل بمشورتهم الملوك، رجال غرَّتهم مناصبهم، فظنوا أنهم فوق العامة، بحيث أصبحوا ينظرون إلى الناس بعين الاحتقار، واعتقدوا أنهم يملكون الحق بالسخرية منهم. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©