الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا.. يتآمرون علينا؟!

3 مارس 2015 23:13
لم يثمر الإرهاب سوى الخراب، ولم ينتج عن القتل والذبح والحرق إلا الدمار والهوان.. والحبل على الجرار، كما يقول اللبنانيون. ويوماً وراء الآخر وكارثة تلو الأخرى، ومجزرة بعد مذبحة، والعالم العربي غارق حتى أذنيه في كابوس مريع لا يستطيع أن يفلت منه، ويتجرع من كأس الردى حتى الثمالة. ولا ملامة على من تآمر وخان وغدر، طالما بنو القوم يرون الدمار كأنه قدر. وفي هذا قال كثيرون كلاماً كثيراً، وحكوا أن وراء الأكمة ما وراءها وأن خططا مريبة وتحركات غريبة، هي التي تدبر ما يجري ويسري كالنار في الهشيم ما بين المحيط والخليج. ويضعون علامات استفهام ويرسمون علامات تعجب ويطرحون أسئلة بلا حصر كالدماء، التي تسيل على دجلة والفرات وسرت... لماذا وكيف ومن ومتى؟!!! لماذا يقتلوننا؟! وكيف يخططون لعملياتهم الإجرامية؟! ومن يقف وراءهم أو معهم؟! ومتى يمكن أن يتوقف كل هذا الجنون؟! ولهم كل الحق في الظن ولو أن بعضه إثم، لأن الشواهد والروائح والدلائل تقول وتشي بما يدعم الشك. وإلا، كيف يمكن أن نفسر انحسار موجة الإرهاب في العالم الغربي فجأة! وكيف اختفت الانفجارات والقنابل من محطات المترو وملاعب الكرة وحافلات الركاب والطائرات؟! وكيف صار كل ذلك حكراٌ على الشرق الأوسط دون بقية العالم، فلا تمر ساعة إلا وهناك قتل وحرق وعنف واشتباكات ومظاهرات واحتجاجات ومؤامرات، ودماء تسيل على الطرقات؟! وكيف أضحى معقل الحضارة والديمقراطية والتقدم والتكنولوجيا والرفاهية المطلقة والنوادي الليلية ومراتع وملاعب اللهو، كيف أضحى مصدراً أساسياً لتوريد الإرهابيين إلى العالم العربي. وكيف تحول شبان في عمر الزهور عاشوا وتعلموا في مدارس الغرب وجامعاته وترعرعوا بين أركانه إلى قتلة ومجرمين يذبحون بالسكاكين. ولماذا قرروا أن يهددوا بني جلدتهم وأقوامهم بلغتهم ولكنتهم، من على عتبة دارنا؟! فهل القصة والحكاية أن تتحول المنطقة إلى رواية مأساوية وحدائق للموت والخراب تستقطب شذاذ الآفاق والقتلة والمرضى العقليين والنفسيين من مختلف أنحاء العالم. وهل هي خطة لتنظيف أوروبا وتطهيرها بطريقة مبتكرة وخبيثة من أدرانها وأمراضها والعناصر المعطوبة في مجتمعاتها؟ وهل هو كمين نصبه الغرب للإرهابيين والمتطرفين لحشد صفوفهم وتجميع قواهم دفعة واحدة في مكان واحد بعيد عن الغرب، ثم اصطيادهم أو ضرب أبيضهم بأسودهم في منطقة هي بالأساس تئن تحت وطأة التجاذبات السياسية والطائفية والعرقية؟ ولو صح ذلك كله أو بعضه، فسيكون العالم العربي قد هوى من جديد في أتون معركة ومؤامرة رسمها وخططها وأخرجها من يصرون منذ مئات السنين على أن يبقى معلولاً، مريضاً لا يقدر على النهوض.. فقط يستحق الرثاء واللوم والتوبيخ.. لأنه متخلف، لا يستطيع اللحاق بركب الحضارة، غير ديمقراطي، يقمع المرأة، لا يحترم حقوق الإنسان والكلاب والأغنام، لا يؤتمن على ثروة طبيعية أو مواهب بشرية فذة، غير قادر على التخلص من تراثه وماضيه، عاجز عن تنقيح موروثاته، كسول لا يحب قيم العمل، لا يحترم القانون. مؤمن بنظرية المؤامرة ومهووس بأن الآخرين يتآمرون عليه (مع أنهم يتآمرون عليه بالفعل)!!. أحمد مروان - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©