الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المكلا عروس البحر العربي.. جنة موعـــودة بالتنمية والأمان

المكلا عروس البحر العربي.. جنة موعـــودة بالتنمية والأمان
14 ابريل 2017 23:16
علي سالم (المكلا) شتان بين الأمس واليوم، هكذا تبدو المكلا عروس البحر العربي وحاضرة محافظة حضرموت - شرق اليمن - وهي ترتدي رداء السعادة في ذكرى تحريرها الأولى من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي الذي أحكم السيطرة عليها في الثاني من شهر أبريل 2015م، حيث سيطر التنظيم على المدينة بشكل مفاجئ وسط انسحاب مدروس لوحدات عسكرية موالية للرئيس المخلوع صالح، مما سهل له من أحكام السيطرة عليها في غضون فترة قياسية، وهو الأمر الذي يربط تعاوناً بين التنظيم من جهة والمخلوع من جهة ثانية بحسب الخبراء، وظل التنظيم حاكما للمدينة المسالمة طوال عام كامل، وهي تئن تحت وطأة ذلك الاحتلال البغيض. تظهر المكلا بعد تحريرها بأفضل حللها، وتتباهى أمام سائر المدن كمدينة لفظت التنظيم خارج أسوارها، بأقل الخسائر، لأنها محمية من رب السماء كما يقول أهلها، وعادت الحياة إلى مفاصلها، وأقبلت مشاريع التنمية تترى أمامها، بالتزامن مع الانتصارات التي تحققها قوات النخبة الحضرمية ضد عناصر التنظيم ومعاول الهدم، وإنجازات قيادة السلطة المحلية التنموية والخدمية بالمحافظة بقيادة اللواء أحمد سعيد بن بريك محافظ المحافظة، التي تصب مجتمعة في قالب تعزيز الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت برعاية ودعم لا محدود لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. يقول اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، محافظ حضرموت، إننا سنبني وسنطور وسنحقق لأبناء حضرموت وضعا أفضل واستقرارا في الخدمات في المرحلة القادمة رغم كل المشاكل والصعوبات والمضايقات، مشددا على أن حضرموت اليوم غير حضرموت الأمس وفيها 100 بن بريك و100 البحسني و100 بن حبريش وآلاف من القيادات الحضرمية التي ستتصدى لكل عابث. وكانت قوات النخبة الحضرمية مدعومة وبإسناد قوي من قوات التحالف العربي طهرت مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت الأخرى من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي بجزيرة العرب في الـ 24 من أبريل 2016م، والنخبة الحضرمية تديرها المنطقة العسكرية الثانية، وهي قوات تم تدريبها تحت إشراف الإمارات العربية المتحدة، وبتمويل من المملكة العربية السعودية، وجميع أفرادها ينتمون لمحافظة حضرموت، ويقوم ضباط إماراتيون واردنيون بتدريبهم في معسكرات مختلفة تم تأهيلهم لمحاربة تنظيم القاعدة وتحرير المكلا من قبضته، ولتأمين مدن الساحل لاحقا. يقول قيادي في السلطة المحلية بحضرموت لـ «الاتحاد»: إن المكلا كانت حلم طفولتنا، ومرتع شبابنا، وعشقنا الذي يتجدد، عندما سقطت اسيرة في ايدي الغرباء الذين ادعوا زوراً وبهتاناً أنهم أبناء حضرموت، حبست في شفاهنا البسمة، واعتصر فؤادنا الألم، ولكن كان يحدونا الأمل ونلبس لبأس الإصرار أن اسر مكلانا لن يطول وتعود مثلما كانت واجمل، مضيفا أن المخلصين من أبناء حضرموت وقيادة الوطن الشرعية وبدعم واسناد من إخوتنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة كانوا عند عهدنا بهم ولم يتركونا فريسة لذلك الغول، مبيناً أن دور إمارات الخير وأبناء زايد «الذي نحبه منذ طفولتنا ويحبه كل أهل اليمن كان لهم الدور الأبرز في التحرير، فقد دربوا النخبة الحضرمية ولم يبخلوا بالمال والسلاح والرجال الأشداء أيضاً، فكان التحرير الذي سوف تدرس خططه في الجامعات لدقته وتجنيب الأهالي ويلات القتال»، ولم يفت القيادي في السلطة المحلية من توجيه الشكر والتقدير للهلال الأحمر الإماراتية، فمنذ يوم التحرير كان الهلال متواجداً مخففاً للجراح والآلام، مقدماً المعونات، زارعاً للأمل، ومسرعاً في تطبيع الأوضاع، مستدركا وكان لقيادة المحافظة وفي المقدمة سعادة اللواء أحمد سعيد بن بريك محافظ المحافظة واللواء فرج البحسني قائد المنطقة العسكرية الثانية والإخوة في التحالف العربي دور بارز في تصفية ما تبقى من جيوب التنظيم الإرهابي بمدينة المكلا ومحيطها وسارعوا في تقديم الخدمات ومعالجة مشكلات المرتبات والمشتقات النفطية والكهرباء وغيرها من المشاكل التي تمس حياة المواطن، وعن الحياة وديمومتها في المكلا اليوم يقول إن المكلا بعد عام من التحرير تشهد أوضاعاً أمنية طيبة ومبشرة بقادم أجمل وأفضل وتسير الأمور في كل المجالات نحو التحسن. منذ أيام التحرير الأولى لمدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت أنبرى الهلال الأحمر الإماراتي على لعب دور الطبيب المداوي، فسرعان ما قدم المعونات والسلال الغذائية للمواطنين، وعمل على حلحلة كثير من المعضلات المؤرقة لهم بتدخله العاجل لمد الكهرباء بالمولدات الإسعافية والوقود والزيوت، وعمل عدة مشاريع خاصة بالمياه بوتيرة عالية. حدث تاريخي يصف السياسي علي الكثيري، تحرير مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت من سيطرة ارهابيي تنظيم القاعدة بالحدث التاريخي سجلته حضرموت بأحرف من نور لقوات النخبة الحضرمية الفتية وللدعم والاسناد العظيمين المقدمين من أشقائنا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وبالدور المتفرد والعظيم للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة بعد عام عاثت فيه تلك الجماعة الإرهابية فساداً في ساحل حضرموت، مشيراً أن هذا الحدث التاريخي ما كان له أن يتم لولا ذاك الدعم الذي قدمه أشقاؤنا السعوديون والإماراتيون والذين مكنوا حضرموت من تشكيل قوات النخبة الحضرمية وتجهيزها وتدريبها لتتولى مهمة تطهير مديريات الساحل الحضرمي من بغي ذلك التنظيم الإرهابي وتولي كافة المهام العسكرية والأمنية في تلك المديريات بل وملاحقة تلك الجماعة الإرهابية وقطع دابر تهديداتها وإحباط كافة عملياتها الإرهابية الانتقامية. وأضاف الكثيري، لا يسعني في حضرة الذكرى الأولى لتلك الملحمة التاريخية العظيمة إلا أن نشكر أشقاءنا في المملكة والإمارات على وقفتهم الأخوية مع أهلنا في حضرموت، والأمل يحدونا في أن يتواصل الدعم والاسناد لقوات النخبة الحضرمية والمضي في تعزيزها بالأفراد والمعدات العسكرية حتى يتم إنجاز تطهير كافة مديريات حضرموت من إجرام الجماعات الإرهابية والأذرع المسلحة لقوى الإرهاب ذلك أن أكثر من 16 مديرية من مديريات وادي وصحراء حضرموت لا تزال تنزف حتى اليوم نتيجة لبغي وعدوان تلك التنظيمات، ولهذا فإن انتصار المكلا وساحل حضرموت سيظل مهددا ما لم يتم تحرير مديريات الوادي والصحراء واستكمال تحرير مديريات شبوة وأبين ومختلف محافظات الجنوب. تقول نادية السقاف إن المهمة الموكلة للنخبة الحضرمية هي مهمة بالغة الصعوبة ويُستبعد أن تنجح بسهولة، وذلك لأن هذه القوات تواجه اليوم تحدياً بارزاً لا يقتصر على إبقاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعيداً وإنما يضمّ درء خطر جناح الدولة الإسلامية في اليمن الذي تبنى عدّة هجمات منذ استيلاء الحكومة اليمنية على حضرموت في أبريل. حملات متواصلة تعزز قيادة المنطقة العسكرية الثانية إجراءاتها الأمنية تباعاً، وتكثف من اجراءاتها عند نقاط التفتيش تأهباً لأي طارئ، وتقوم وحدات أمنية بحملات دهم متواصلة للقبض على عدة عناصر تابعة لتنظيم القاعدة، ونجحت بالقبض على كثيرين في مخابئهم. يتحدث لـ «الاتحاد» رئيس مجلس إدارة مؤسسة باكثير للصحافة والطباعة والنشر سالم علي الشاحث، قائلاً: بعد إن أشرقت شمس تحرير المكلا من خفافيش الظلام أدعياء الإسلام، دارت عجلة التنمية في حضرموت بوتيرة عالية مسابقة الزمن لتعويض ما فاتها وللتأكيد على مدنيتها وحضارتها، فانطلقت الفعاليات والانشطة المختلفة فيها ولا يمر يوم إلا يفتتح مشروع أو يعلن عن بناء صرح تعليمي أو تخرج دفعة جديدة من كلية طب أو هندسة الخ ناهيك عن المناشط الرياضية والثقافية، ومضى الشاحث المكلا تتعافى وتنفض عنها غبار وأثار عام كامل من الاحتلال القاعدي، وهي ماضية في طريقها نحو البناء والإعمار، مؤكداً أن وحضرموت تشهد تحولات نوعية وما يميزها حالياً حالة الأمن والاستقرار بفضل يقظة أبناءها وقوات النخبة الحضرمية وقيادتها المدنية وعلى رأسها سيادة المحافظ أحمد سعيد بن بريك. عادت عجلة الحياة متسارعة في المكلا، انتظمت المدارس، فتحت الجامعة أبوابها، فتحت أقسام الشرط، يتسابق الشباب للانخراط ضمن قوات النخبة، العيون الساهرة تتواجد على الدوام، تبدو المكلا في حلة زاهية الألوان بفضل تماسك أبنائها وتكاتفهم وحبهم لمدينتهم عروس البحر العربي، وقد كان لدولة الإمارات دوراً بارزاً في تهيئة الوضع العام والتعافي بعد التحرير من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وما قدمته من دعم في كل جوانب الخدمات من كهرباء ومياه وصحة وتعليم وبنية تحتية وإغاثة. ملامح الحياة يرى المهندس صالح بامخشب، في الذكرى الأولى لتحرير مدينة المكلا من قبضة تنظيم القاعدة أن المدينة تعيش في حياة ومظهر آخر مغاير لما كانت عليه في العام الماضي، فقد تغيرت ملامح الحياة بشكل كامل من حكم عصابات إرهابية لحكم الدولة والسلطة الشرعية وتطبعت الحياة بشكل أفضل مما كانت منذ قبل، مفنداً أن الفضل بعد الله في ذلك لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، فقد قدموا كل شيء لتحرير المدينة ولم يألوا جهداً في ذلك، فقد تقدموا صفوف معركة التحرير بأفرادهم وعملوا الغطاء الجوي بطائراتهم وأمنوا البحر بالبوارج ودعموا تشكيل الجيش الوطني بوجوه جديدة حسمت المعركة في يومين فقط، ووصف بامخشب يوم تحرير المكلا باليوم المشهود، إذ تنفس فيه المواطن نسيم الحرية بعد عودة مؤسسات الدولة الشرعية وفرار الجماعات المسلحة. بينما يقول الصحفي محمد الحامدي إن الناس لم تستوعب في المكلا وعموم مديريات ساحل حضرموت أن تسقط مدينة كبيرة وهي عاصمة حضرموت فجأة بيد جماعات مسلحة برغم وجود قوات عسكرية ومعسكرات وأجهزة أمنية متعددة... وظل هذا الأمر حتى اليوم مثيراً وسؤال بدون إجابة ولعل قادم الأيام تكشف عن الغموض الذي اعترى عملية السيطرة المفاجئة على المدينة، ووفقاً للحامدي فقد ظل ساحل حضرموت تحت سيطرة الجماعات المسلحة عاماً كاملاً حاولوا فيه سبغ المجتمع بما يعتقدوه ولكن الحضارم لم يتقبلوا لا الطريقة التي تدير بها هذه الجماعات المسلحة المدينة ولا محاولاتهم ضخ أفكارهم للناس، وظل كغيره من أبناء حضرموت في انتظار عودة الدولة والحكومة الشرعية لتبسط سلطتها على ساحل حضرموت لأهميته في المعركة مع الانقلابين، فقد شكلت عملية تحرير المكلا علامة فارقة في الحرب القائمة ضد الانقلابيين، إذ تم قطع العديد من الإمدادات عنهم وعادت المكلا لحضن الدولة. لحضرموت أهمية كبيرة جعلتها هدفاُ لتنظيم القاعدة، بتواطؤ قيادات ووحدات عسكرية انسحبت من حاضرتها المكلا وبقية مدن الساحل بصورة غريبة، فهي أكبر محافظات اليمن مساحة، ولديها مخزون نفطي يعد الأكبر في البلاد، وتمتاز بالموقع الاستراتيجي، وخلال فترة احتلال التنظيم لمدينة المكلا أستفاد من عائدات الميناء التي تقدر بملايين الريالات بشكل يومي. أشاد الحامدي بالخطة المحكمة من قبل قوات النخبة وبقيادة وطنية وبدعم من قوات التحالف العربي ممثلة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فكان تحرير مدينة المكلا حقيقة واقعة وبأقل الخسائر وفي الشهر ذاته الذي غزت فيه تلك الجحافل المدينة الهادئة. وعن الوضع الحالي الذي تعيشه المكلا، يرى الصحفي الحامدي إنه في ظل وجود مؤسسات الدولة ننعم بالأمن والأمان والاستقرار، على الرغم من وجود بعض المنغصات، ويراها الحامدي أنها بسيطة و«علينا الصبر فمعركة الدولة ضد الانقلابيين باتت على المحك وقريبا سنفرح جميعا باستعادة صنعاء وتحريرها من الجماعات المسلحة وعندها تكون الفرحة الكبرى». تأتي ذكرى تحرير مدينة المكلا الأولى من سيطرة تنظيم القاعدة، والمدينة على موعد مع مشاريع تنموية وإنمائية وأمنية كبيرة، تجري على قدم وساق، وسط ترقب من أبناء المدينة للتغلب على مشكلات الانطفاءات الكهربائية المؤرقة لهم مع حلول فصل الصيف الخانق، وفي إطار استعداد أمني مكثف تحسباً لأي محاولات يقوم بها أنصار التنظيم لزعزعة الأمن، وهو ما كشف عنه مصدر أمني عن إجراءات أمنية مشددة، بعد تنامي معلومات عن محاولات لاستهداف الأمن، إثر قيام النخبة الحضرمية بإلقاء القبض على أحد أخطر أعضاء التنظيم في اليمن والذي يعد الرجل الثاني للتنظيم في عملية وصفت بالنوعية والناجحة، وقال مصدر عسكري إن قوات النخبة الحضرمية اعتقلت القيادي في تنظيم القاعدة أبوعلي الصعيري، مع عدد من مرافقيه في إحدى القرى النائية بوادي عدم بحضرموت. كما أفشلت الأجهزة الأمنية في المكلا عملية تفجير كانت تستهدف إحدى الخطوط الرئيسة في المدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©