الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد المزروعي يبتكر «شيفرة» سرية لحماية المعلومات

محمد المزروعي يبتكر «شيفرة» سرية لحماية المعلومات
6 مارس 2011 20:30
محمد غيث بن مهاه المزروعي أب مثالي تفرغ لتربية أبنائه بعد وفاة أمهم قبل 9 سنوات تقريبا ليكرس نفسه ووقته لتربية أولاده الخمسة وقد آثر أن يترك عمله في أحد بنوك أبوظبي التي كان يديرها ليلازمهم ويتفرغ لهم ويصنع منهم أولادا ناجحين متميزين قادرين على خدمة أنفسهم ووطنهم فمنهم من صار طيارا عسكريا وآخرون لا يزالون على مقاعد الدراسة الجامعية والمدرسية. دراسة المزروعي الجامعية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير في الإدارة البنكية والتسويق في أميركا وفرنسا وبريطانيا وعمله لمدة 16 سنة كمدير بنك في أبوظبي كونت لديه خبرات ومعارف واسعة وعميقة في نظام المعاملات البنكية في مختلف بنوك العالم أوصلته إلى قناعة بأن سبب انكسار أهم وأكبر البنوك في العالم هو تسرب المعلومات منه مما أثر على قيمة أسهمه إلى درجة اغلاق هذا البنك وانهيار الاقتصاد المالي العالمي قياسا على ذلك لدى البنوك الأخرى. هذا بدوره دفع المزروعي إلى التفكير بحل جذري لهذه المشكلة الخطيرة وذلك عبر اكتشافه للغة مراسلات سرية جديدة لم يصل إليها أحد تعرف بالشيفرة وسمى هذه الشيفرة باسمه )اختصارا لجلوبل سيكريت ميلنج لانجوج بن مهاه .GSML BINMAHA) يقول المزروعي عن طريقه في ابتكار الشيفرة وأهميتها: “بحكم خبرتي الطويلة في إدارة البنك ومتابعاتي الحثيثة للاقتصاد المالي العالمي وما حل به من انكسار وتدهور استنتجت أنه لو كان يوجد نظام الكتروني رصين لا يمكن اختراقه من أي كان حتى أخصائيي وعلماء اللغة والرياضيات المتخصصين بفك الشيفرات معتمدين على معادلات وعمليات رياضية يحفظ سرية معلومات البنوك لما تدهور اقتصادها بهذا الشكل، فحاولت أن أتوصل لهذا النظام وفعلا نجحت حتى أنني طورت هذا النظام أوالشيفرة حتى بات مجهزا ليخدم أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات والبنوك على مستوى العالم باحتوائه على نسخ لا تشبه بعضها البعض مما يعني أنه يمكن أن تستفيد منها أكثر من جهة في حفظ وثائقها ومستنداتها السرية بطريقة لا يمكن اختراقها والوصول إليها”. مميزات الشيفرة يوضح المزروعي ما يميز شيفرته المبتكرة وما تنطوي عليه من رموز ويقول: “تتميز الشيفرة التي ابتكرتها بأنها لغة مراسلات سرية غير قابلة للكسر حتى لو تمكن المخترق من الدخول إلى الأنظمة وسحب الملفات فلن يستطيع المختصون في علم اللغة أو الرياضيات فك الشيفرة المستعملة، هذا ليس حلما.. وإنما هو وسيلة حماية حقيقية للتخلص من تسرب المعلومات وما ينطوي عليها من مخاطر كبيرة فلقد توصلت إلى لغة سرية جديدة تتميز عن غيرها من اللغات السرية بعدم وجود سند أو مرجع لها بمعنى أنني فتشت في مختلف لغات العالم ولم أجد لغة تشبهها، وبما أن المختصين في فك رموز الشيفرات يستندون في عملية الترجمة إلى مرجعية معينة سواء أكانت لغة أخرى أو خواريزمية معينة لكن في لغة المراسلات السرية المبتكرة هذه لن يكون المختص قادرا على إيجاد سند يستند إليه لفك رموزها فسندها الوحيد مفاتيح خاصة بها لا يمكن لأي كان فك الرموز دون أن يمتلكها، فهذه اللغة تتكون من عدد من الأشكال والرموز الهندسية فلا تحتوي على رموز فرعونية أو آرامية أو كنعانية ولا يوجد للأرقام بها مكان وبالتالي فإن من يرغب بترجمتها لن يكون قادرا على إيجاد المفتاح الأول لأي عملية ترجمة ألا وهو السند وهذه هي نقطة القوة لدى الشيفرة التي ابتكرتها والتي أؤكد أنها قادرة على توفير حالة من الأمان أكثر من أي لغة أخرى والسبب في ذلك عنصر قوتها وتفردها، كما تتميز بنوع عال من الديناميكية والمرونة إذ أن عشرات الملايين من الجهات المستخدمة لهذه اللغة لا يمكن لأحدها أن يعي ما يكتبه الآخر. وتمتلك هذه اللغة مرونتها هذه من خلال قدرتها على تغيير الحرف الأول للغة وبالتالي تغيير بقية حروف اللغة مما يؤدي إلى خلق لغة مشتقة من اللغة الأم التي لا يمكن لأي شخص فهمها إلا إذا امتلك مفاتيحها، كما أنها تخدم جهات عدة لا حصر لها سواء عسكرية أو حكومية أو علمية أو نووية و قد يعتبرني البعض أبالغ لو قلت أنها تخدم أكثر من 30 مليون جهة على مستوى العالم دون أن تفهم أوتخترق إحداها شيفرة الأخرى”. من يتبنى الفكرة الغريب أن المخترع الإماراتي محمد المزروعي توجه لأكثر من جهة أمنية واقتصادية في الدولة بحثا عمن يتبنى شيفرته ويستخدمها في مراسلاته السرية وليحصل على ملكيتها الفكرية لكنه لم يجد أي جهة تمد له يد العون ليقدم المزيد من الابتكارات التي يخدم بها إماراته الحبيبة في الوقت الذي تلقى فيه عروضا بأموال طائلة من شركات عالمية عرضت عليه شراء الشيفرة أو مشاركته في بيعها وتسويقها، لذا يطمح المزروعي أن يأخذ اختراعه الفريد من نوعه حقه وأن لا يرفض من قبل الجهات المختصة قبل أن تقوم بتجربته للتعرف على خطورته وقوته وأهميته في آن واحد. ابتكار لا يشترط أن يكون المخترع هو الوحيد الذي طرقت الفكرة رأسه فالاختراع يبدأ بالفكرة وينتهي بتحويلها إلى واقع ملموس، وهذا تماما ما حدث مع المزروعي إذ أننا متأكدون أنه ليس الوحيد الذي حلم بلغة مراسلات سرية لا تكسر ولكنه الوحيد الذي جازف وأمضى الكثير من وقته باحثا عما لا يمكن كسره في علم التشفير. حيث أمضى ما لا يقل عن العام ونصف العام. وهو يفتش ويبحث في حروف لغات العالم ليرى إن كانت لغته السرية وجدت أو استخدمت في إحداها، ولم يجد لها مثيلا أو شبيها فتابع ابتكاره لحروفها حيث كان يخرج كل أسبوع بحرف إلى أربعة حروف علما أن شيفرته تضم 30 حرفا مطعمة برموز مكانية وزمانية مثل( فوق – تحت – أمام – خلف..) هكذا حتى اكتملت رموز الشيفرة بمضي سنة و7 أشهر، بعدها بدأت عملية إدخالها إلى نظام الكمبيوتر وإضافتها إلى نافذة لغة الطباعة ليتسنى تشغيلها بطريقة تخدم الغرض المبتكرة لأجله حيث تطلبت هذه المرحلة قرابة الثلاثة أشهر ويفيد المزروعي أنه لم يجد صعوبة في ذلك لأنها مهارات تمرن عليها في أثناء دراسته وبعد أن شغلت بنجاح اتضح لدى المزروعي وفريق الاتحاد الذي زاره في منزله وجربها بنفسه كم هي لغة مدهشة ذات قوى خارقة وتستحق مسمى الشيفرة. يؤكد المزروعي أن شيفرته لن تكون لغة بعيدة عما توصل إليه العالم من تكنولوجيا وتطور فيمكن لها أن تستخدم عن طريق الحاسوب أو أن ترسل على شكل بريد إلكتروني خارجي أو داخلي وبالتالي فإن عملية التواصل من خلالها باتت كعملية التواصل بأي لغة أخرى على الشبكة المعلوماتية ومن خلال هذه الفرصة يمكن لمن يشاء إنشاء خطوطه الدفاعية المتقدمة لحماية أجهزته من عمليات القرصنة، كما يمكن أن تقوم بعض الشركات المهتمة في علم البرمجة بتدعيم ما يمكن أن نسميه بتطبيق على الشبكة العنكبوتية بالأكواد والخطوط الدفاعية التي ترغب بها مع العلم بأن أي برنامج حاسوب على الإطلاق قائم على لغة برمجية و بالتالي فإن سنده معروف ويمكن لمن يرغب اختراقه عبر القليل أو كثير من العمل ولكنه سيخترقه في النهاية، هذا يعني أن أنظمة الحماية الالكترونية يمكن أن تشكل خط دفاع أول ولكن في حالة تم اختراق هذه الأنظمة فإن هذه الشيفرة كفيلة بحماية المعلومات فما من أحد قادر على كسرها أو فهم محتواها سوى من يملك مفاتيحها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©