السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

قنبلة عبد الملك عن المنشآت الرياضية مسيلة للدموع

قنبلة عبد الملك عن المنشآت الرياضية مسيلة للدموع
18 مايو 2008 02:43
هو ملف شائك لكن من يريد صالح الرياضة الإماراتية عليه أن يفتحه وأن يقرأه وأن يدلي فيه بدلوه·· صعب أن نتكلم عن سلبياتنا لكن الواقع يقول إن هذا هو ما نحتاجه، نحتاج إلى المكاشفة وإلى الوقوف في مواجهة الذات لنعرف أين نحن وماذا نريد، وبعد مسيرة حافلة وطويلة لابد وأن نسأل الآن: أين نقف، وماذا قدمنا، وما هو واقعنا، وكيف السبيل إلى الحفاظ على ما حقـــقناه وإضافة المزيد؟ الآن علينا أن ننظر إلى المسافة التي قطعناها، والأخرى التي أمامنا، ونوازن ونقارن، لنخوض المسافة الباقية بروح جديدة وفكر جديد، فالباقي من الطريق مختلف وآليات القادم ليست كما سبقها· جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' التي شهدها ملتقى الهوية كانت بمثابة مصباح كشف لنا الطريق، وهل هو وعر مليء بـ''المطبات'' التي تعوق المسيرة، أم أنه سهل وسيمضي بنا إلى حيث نريد·· والآن نحن نساهم ·· نتحاور·· نشرّح واقعنا الرياضي في سلسلة نأمل أن تحقق الهدف·· وهل لنا من هدف إلا الإنجازات؟· أبوظبي - كيف حال ملاعبنا؟ ·· تمام، وهي بخير، وهناك بنية تحتية رياضية على مستوى عالمي، قادرة على استضافة أكبر وأهم الأحداث على مستوى العالم، وهي تضاهي كبريات المنشآت الرياضية على مستوى العالم· هكذا كانت الصورة، وهكذا كان التصور قبل أن يلقي إبراهيم عبد الملك أمين عام اللجنة الأولمبية وأمين عام الهيئة العامة للشباب والرياضة بقنبلته ''المسيلة للدموع'' في جلسة ''الإنجاز الرياضي والحس الوطني'' ضمن ملتقى الهوية، حين أكد -وهو مسؤول يعتد بكلامه، وتوزن تصريحاته بميزان حساس- أن المنشآت الرياضية بواقعها الحالي تعد من التحديات التي تواجه المسيرة الرياضية، وأن النظرة الإجمالية إلى واقع المنشآت غير جيدة، وأن المتوافر من ملاعب على أرض الدولة لا يرتقي الى المقاييس العالمية· إذن تلك هي الصورة كما يراها واحد على قمة الهرم الرياضي والشبابي تجمعت لديه خبرات طويلة ومتراكمة، وشاهد الصورة من قريب ومن بعيد، سواء في الأندية أو الاتحادات أو كافة الهيئات العاملة في الحقل الرياضي والشبابي، وأكيد أنه لم يكن ليتطرق إلى هذا التحدي لولا أن الواقع بحاجة إلى تدخل وإلى تحرك سريع ونظرة من قريب حتى تستعيد شبابها وبريقها وحتى تلحق بركب التطور والعالمية· بالطبع وعلى غرار كافة القضايا التي تناولناها، فالصورة ليست قاتمة للغاية، فهناك منشآت ضخمة، وهناك في الطريق المزيد والمزيد، لكن طرح قضية المنشآت يتناول أول ما يتناول ملاعب الأندية والصالات، وملاعب اللعبات الفردية، وهذه واقعها ليس كما نظن أو نتمنى·· واقعها فيه الكثير من السلبيات التي كانت بحاجة إلى فتح الملف·· ملف المنشآت· في البداية اعترف يوسف عبد الله مدير إدارة الرياضة في الهيئة العامة للشباب والرياضة بأن لدينا نقصاً كبيراً في المنشآت، لاسيما التي تخص رياضات بالإمكان أن نحقق فيها إنجازات، وهي مشكلة تمتد من المنشآت لتؤثر بشكل أو بآخر على نطاق الممارسة المتراجع، وضرب مثلاً بلعبة السباحة التي من المفترض أن يكون لدينا أبطال فيها بحكم أشياء كثيرة، في مقدمتها التاريخ والتراث والطبيعة الساحلية، والتركيز عليها قد يساهم في تحقيق نتائج ضخمة سواء عربية أو حتى آسيوية أو عالمية، ولكن مع الأسف وعلى نطاق هذه اللعبة كنموذج لا توجد منشآت كافية، والمتوافر فيها لا يرضي الطموح· وضرب مثالا آخر برياضة الدراجات التي لا يوجد لها مضمار رسمي حتى الآن، وأكثر من نموذج في عدة ألعاب تعاني نقصاً في منشآتها، وليس بالإمكان في ظل ذلك أن نتوقع إنجازات في هذه اللعبات لأن أحد أركان العملية الرياضية غير متوافر· أضاف أن التكنولوجيا التي شهدت ثورة هذه الأيام في العالم أجمع المفترض أنها تساعد الرياضة والرياضيين، وتوفر لهم افضل سبل العطاء والإنجاز، والمنشآت الرياضية هي الأرضية التي تبنى عليها صروح الإنجازات، ويخرج منها الأبطال، وعدم توافر هذا العنصر يهدد الطموحات· وأشار إلى أنه حتى وقت قريب لم تكن هناك سياسة واضحة في هذا الشأن -المنشآت- مما كان سبباً في النقص الواضح في المنشآت، ومع الوعي بأهمية هذا العنصر كانت التكلفة قد زادت وأصبح التصدي لمشروع رياضي ضخم مؤهل لتكوين الأبطال يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وبات الحل السريع الآن في تحول الأندية إلى مؤسسات تجارية في ظل التحول إلى الاحتراف والخصخصة حيث بدأ الاهتمام بالرياضة كاستثمار· أضاف أن دبي تشهد هذه الأيام إنشاء مدينة دبي الرياضية والتي سيتم الانتهاء منها بعد سنوات قليلة، وهو مشروع خاص يمكن الاستفادة منه بمقابل· وعن وجود إدارة للمنشآت داخل الهيئة مثلما هو الحال في أكثر من دولة أكد يوسف عبد الله أن هذه الإدارة بمفهومها الشامل ليست موجودة، وإنما هناك مكتب للمنشآت تابع للأمين العام للهيئة ولازال بحاجة إلى كوادر فنية ولم يتم تفعيله حتى الآن، وهناك اتجاه لجلب جهاز فني لتسيير أمور المكتب للقيام بدوره كما ينبغي· وطالب بضرورة وجود ميزانية ضخمة من الدولة قبل تفعيل المكتب أو حتى إنشاء إدارة خاصة للمنشآت، لأنه بدون هذه الميزانية لن يكون بالإمكان عمل شيء، ولأن المنشآت الرياضية مكلفة وبحاجة إلى اعتمادات قد يراها البعض خيالية· وأشار مدير إدارة الرياضة بالهيئة العامة للشباب إلى وجود بعض الخطط العاجلة في الهيئة ومشروعات سترى النور قريباً مثل مضمار الدراجات الجاري تنفيذه حالياً، والمسبح الأولمبي، وبعض المشروعات الأخرى في أكثر من مكان مثل الفجيرة ورأس الخيمة والانتهاء منها يحتاج إلى بعض الوقت· حسن طالب: منشآتنا الرياضية محلك سر أكد حسن طالب عضو مجلس إدارة نادي الوصل والمدير التنفيذي للنادي أن قضية المنشآت الرياضية بحاجة إلى وقفة، فقد تم بناء معظمها في السبعينات، ومنذ ذلك الحين وواقعها ''محلك سر''، مشيراً إلى أن معظم الأندية بنيت منذ قيام اتحاد الإمارات باستثناء ناد أو اثنين، وعلى سبيل المثال ناد مثل الوصل تم بناؤه عام 1974 وكل أندية دبي تقريبا شيدت في نفس الفترة وكذلك أندية الإمارات الشمالية· اضاف أن كل أندية العالم تطورت، وكل يوم تشهد جديداً، مشيراً إلى أنه زار أكثر من دولة وشاهد منشآتها، وأقربها إلينا قطر التي خطت خطوات واسعة وسريعة على طريق النهضة العمرانية، وأن أكثر ما أعجبه هناك مركز ألعاب القوى الذي يخدم كل الأندية والمنتخبات وفيه كل ما تحتاجه اللعبة لبناء بطل قادر على حصد الميداليات· وقال لا يجب أن نضع الأندية في مقدمة أولوياتنا ونحن نخطط لرياضتنا وإنما المنتخبات، لأنه إذا كان النادي هو الهدف فتلك كارثة، مشيراً إلى أن معظم اللعبات متأخرة بسبب عدم توافر المنشآت الصالحة للارتقاء باللاعبين في كافة اللعبات· أحمد حارب: إعداد القاعدة على ملاعب إسفلتية ظاهرة خطيرة أكد أحمد حارب المدير التنفيذي للنادي الأهلي أن هناك ظاهرة خطيرة تخص قضية المنشآت والملاعب الرياضية وتتمثل في أن إعداد القاعدة التي من المفترض أننا نعول عليها مستقبلاً يتم على ملاعب غير مناسبة إطلاقاً وتتسبب في إهدار الجهود وربما عدم مواصلة الكثيرين من هؤلاء اللاعبين، حيث إن معظم هذه الملاعب غير مناسبة وبعضها إسفلتي، وعندما يخرج اللاعب ليلعب على الباركيه مثلا يكون الأمر مختلفاً ولا يحقق شيئاً لأن التأهيل غير صحيح· أضاف أن معظم أنديتنا باستثناء الأندية الكبيرة ليست بها صالات كبيرة، وحتى هذه الصالات الكبيرة تزدحم بأكثر من لعبة وتؤدى عليها تدريبات أو مباريات لعدة ألعاب في يوم واحد، ويتم تدريب اللاعبين في ملاعب غير مناسبة سواء'' إنتر لوك'' أو إسفلتية لا تتناسب مع أحوال الطقس صيفاً أو شتاء· وقال أحمد حارب: عموماً ملاعبنا ليست بها إمكانيات تأهيل لاعبين مناسبين، وعلينا أن نتنبه لهذه القضية، فمعظمها قديم ومع زيادة أعداد الممارسين تبدو غير قادرة على الاستيعاب، ومع دوري المحترفين قد تزيد أعداد الجمهور، ولابد من دراسة شاملة ووافية للتصدي لهذا التحدي ووضع تصور يتم تنفيذه على مراحل· أحمد الغيث: فرق الدراجات تتدرب في الشارع هناك فكرة لنقل أندية دبي من أماكنها أكد أحمد الغيث المدير التنفيذي لنادي النصر أنه إذا كان هذا هو واقع المنشآت بالنسبة للأندية الكبرى والعاصمة ودبي فكيف الحال بالمناطق الشرقية التي تمتلك مواهب في كل اللعبات، لكن لا صالات ولا اهتمام، والتركيز على الكرة فقط ربما لأنها تلعب في الحارات والشوارع· أضاف أن المنشآت قديمة، فنادي النصر مثلا بني سنة ،1977 وافتتح في ،78 وكل ستادات دبي تقريباً أنشئت في هذه الفترة، والصالات بدأت في عام ،86 وهي أيام إنشائها كانت منشآت ضخمة تؤدي الغرض، والأمر تغير الآن والعالم يشهد ثورة على كافة المستويات· أضاف أنه مع الدخول لدوري المحترفين فالأندية بحاجة إلى ملاعب عالمية، وهو ما تسير فيه حكومة دبي حالياً، وهناك خطة لانتقال الأندية من أماكنها الى أماكن أخرى، وهناك فكرة أخرى لإنشاء ستاد كامل تابع لمجلس دبي الرياضي، والعديد من الأفكار الأخرى التي سيصبح تنفيذها حلاً سحرياً للخروج بملاعبنا إلى واقع جديد يناسب طبيعة المرحلة التي نخوضها· وأبدى الغيث أسفه على حال العديد من الألعاب الأخرى التي تفتقد أبسط مقومات المنافسة، فعلى سبيل المثال فرق الدراجات تتدرب في الشارع لعدم وجود مضمار لها، وكل الموجود من الصالات المغطاة حوالي أربع صالات لكل اللعبات، ولا يوجد ''تراك'' واحد أو مكان مناسب لتدريبات ألعاب القوى، ولابد من وقفة لتغيير هذا الواقع إلى الأفضل· مكتب المنشآت والمهام السبع يتولى مكتب المنشآت الرياضية التابع للأمين العام لهيئة الشباب والرياضة سبع مهام يمكن القول إن معظمها على الورق وليست على أرض الواقع، وهي مهام خاصة بالتقارير والمكاتبات وما إلى ذلك، بينما مثل هذه الإدارات منوط بها وضع البنية التحتية الرياضية وصيانتها، وإضافة المزيد إليها، وهي ذاخرة بالمتخصصين من مهندسين وخبراء وفنيين· وتتمثل المهام السبع لمكتب المنشآت بالهيئة في التالي: ·1 جمع المعلومات عن المنشآت الشبابية والرياضية· ·2 التنسيق مع الإدارات والوحدات التنظيمية فيما يخص المنشآت· ·3 متابعة المشاريع الإنشائية الخاصة بالهيئة والمؤسسات التابعة لها· ·4 تمثيل الهيئة في الاجتماعات مع الهيئات والمؤسسات الرسمية والفنية فيما يخص المنشآت· ·5 اقتراح مكونات وعناصر المشاريع الانشائية وإبداء الرأي في التصاميم المقترحة· ·6 متابعة حالة المنشآت واقتراح برامج الصيانة اللازمة لها· ·7 تقديم الاقتراحات اللازمة لتطوير عمل المكتب· أمين سر اتحاد ألعاب القوى: ملاعبنا تصلح للمهرجانات والاحتفالات بالرغم من أن ألعاب القوى هي أم الألعاب، وهي التي تعول عليها الدول الكثير من آمالها في اعتلاء منصات التتويج وحصد الميداليات إلا أنها هنا لازالت تركض في المضمار المحلي أو الخليجي والعربي على أكثر تقدير، وتقف المنشآت المناسبة للعبة حاجزاً دون الوصول إلى ما نتمنى على حد قول المستشار أحمد الكمالي أمين السر العام باتحاد ألعاب القوى، والذي أكد أنه برغم الطفرة التي نتكلم عنها إلا أن الواقع يقول إنها للاستهلاك المحلي وللمهرجانات ليس إلا، لأن المنافسة على الصعيد العالمي تختلف في كل شيء وتحتاج إلى أرضية قوية وبيئة صالحة للبطولات· وقال: نحن ليست لدينا ملاعب أو بنية تحتية بالمفهوم العالمي، وبوصفي مسؤولاً في اتحاد المفترض أنه يتولى لعبة هامة أقول إن بنيتنا التحتية لا تصلح لإقامة بطولات دولية·· هي فقط تصلح للمهرجانات والاحتفالات·· هذا هو الواقع بلا تجميل· جزيرة ياس·· هذا ما نريده ليست الصورة كما قلنا قاتمة مثلما قد يتصور البعض، فهناك في المقابل منشآت تقام في الدولة قد تفوق أي تصور عالمي، أهمها المنشآت الرياضية التي تقام على جزيرة ياس، والتي تمثل حلماً نريده ونتمنى أن يمتد إلى كل منشآتنا لتشهد هذا الإعجاز وهذه الروعة، وفي مقدمة منشآت جزيرة ياس بالطبع حلبة الفورمولا التي ستمنح عشاق هذا التحدي والمشاركين فيه أبعاداً أخرى تعد فريدة من نوعها وغير مسبوقة على مستوى العالم، ففي أبوظبي ستختلط الإثارة بالأجواء الساحرة وشغف البحر والتسوق والجولف والحياة الفاخرة، وستتحول الفورمولا 1 على أرض أبوظبي إلى حلم مفعم بكل ألوان الحياة لكنه حقيقي تجسد على جزيرة ياس الطبيعية الشاسعة التي تمتد على مساحة 25 مليون متر مربع ويجري العمل فيها حالياً على قدم وساق، وقريباً ستصبح أكثر من مجرد حلبة للسباق· ومن المنتظر عند الانتهاء من المشروع أن يكون في الجزيرة قرابة 100 ألف نسمة ما بين مشاركين في السباقات وعاملين بالحلبة ومرافقها وعشاق اللعبة، وهو ما يجعل منها مدينة رياضية تمتاز بسمات لا تتوافر في أي حلبة أخرى· كما ستشهد الجزيرة إقامة ملعبين للجولف أحدهما مكون من 15 حفرة والثاني 9 حفرات، وفندق 5 نجوم والعديد من المقاصد الأخرى التي ستجعل من جزيرة ياس وجهة سياحية مثالية· وإذا كانت الربحية هي العنوان العريض لهذا الاستثمار الذي سيجلب العالم إلى أبوظبي، فلا شيء يمنع أن نحاول تكرار الأمر في المنشآت الشبابية الملحة والضرورية·· جزيرة ياس نموذج واقعي على أن الفكرة هي الأساس·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©