الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحاب القدومي محامية تخطب ودّ السياسة

رحاب القدومي محامية تخطب ودّ السياسة
18 مايو 2008 02:07
رحاب القدومي، سيدة أردنية تغزل لبنات جنسها بذكاء، وتدافع عن حقوقهن ومكاسبهن بما تمتلك من قدرات قانونية واجتماعية ونفسية· تندمج بخطى الناس لتصنع أحلامهم وتعيد أملا ضائعا ثم تختفي كنجم هارب· ثروتها ليست أوراقا نقدية بل عناوين وإنجازات على المستويين الشخصي والعام، ومن هنا جاء هذا الحديث الذي تناول الجانب الآخر لشخصيتها· تقول القدومي: كان لدي اهتمام واضح في المجال السياسي منذ طفولتي، فلو لم أكن محامية لرغبت في الانخراط بالعمل السياسي· وقد فكرت بدراسة العلوم السياسية لكنني وجدت أن دراسة القانون تحقق لي الهدفين: العمل القانوني والعمل السياسي· وقد ساعدني في عملي فاروق القدومي الذي أعتبره قدوتي في اختيار القانون، وأذكر أنه قال لي عندما استشرته: ''القانون من الممكن أن يتحول للسياسة بينما السياسة لا تتحول إلى قانون'' وبالمناسبة هو الذي أسماني ''رحاب'' وكان يدللني وما يزال· من جانب آخر، تتيح لي المحاماة قول الحق بصراحة وجرأة دون البحث عن أسلوب مبطن أو دبلوماسي لتغليف ذلك· أما الرجل الثاني الذي يقف مع رحاب فهو زوجها الذي ربطتها به علاقة زمالة مهنية، وعن ذلك تقول: ربما يكون من مزايا الزواج بين ذوي التخصصات الواحدة أن الزوج يقدر ظروف زوجته ويتبادل الاثنان التعاون والمساعدة· أما سلبياته فتظهر إذا كان الزوجان في نفس التخصص بالمهنة، عندها يحدث الخلاف في وجهات النظر القانونية وقد يتواجهان في المحاكم مما يترتب عليه خلافات قد تقتل العاطفة وتدمر الحياة الزوجية''· وخلافاً لما يقال عن أن الزواج يقتل الحب، ترى رحاب أنه ''يجذر الحب ويمنحه قوة متجددة من خلال العطاء المتبادل، إذا كان قائما على أسس متينة كالكفاءة والانسجام الفكري والنفسي والعاطفي· أما إذا لم يرتكز على هذه المعايير فإنه يتحول إلى صيغة أخرى وتنطبق عليه هذه المقولة· أما عني، فحياتي الزوجية أشبه بشهر عسل دائم''· وعن لحظات الحزن والفرح تتابع قائلة: لحظات النجاح من أهم اللحظات التي تفرحني، كما يفرحني إنجاز بعض الأعمال خاصة في مجال العمل مثل مشاريع القوانين المتعلقة بحقوق المرأة والطفل، واقتراح تعديلات قانونية لتكون منسجمة مع المواثيق والاتفاقيات الدولية· لكن نجاح ولدي وتفوقه أكثر ما يفرحني ويثلج صدري· أما ما يحزنني فهو عدم التقدير في حال إنجاز أي عمل، وأشعر بالإحباط والأسى خاصة إذا كان هذا الإنجاز لم يسبقني إليه أحد كما يحزنني خذلان من كنت أثق بمواقفه· ومن الخاص إلى العام، تعتقد رحاب أن المرأة الأردنية حققت نقلة نوعية، فقد اقتحمت السلطات القضائية والتنفيذية والبرلمانية، وهناك القاضية والدكتورة والعضو في مجلسي النواب والأعيان وحتى شرطية تنظم المرور في الشارع العام، ناهيك عن المجالات الأخرى، وأنها أثبتت حضورها وقدرتها في كل المجالات إلا أننا - والحديث لرحاب - ما زلنا بحاجة إلى تغيير في المفاهيم الاجتماعية، وكسر الطوق التقليدي للرجال لدعم مسيرة المرأة، فكثير من نسائنا لم يخرجن عباءة الرجل وإلا كيف نفسر فشل النساء في الوصول إلى قبة البرلمان عبر صناديق الاقتراع وهن يشكلن نصف المجتمع؟!''· ومما يؤلم رحاب ظاهرة البذخ وإطلاق الرصاص في الأعراس وحتى مواسم الثانوية العامة، بل تراه من أخطر الظواهر الاجتماعية في الأردن، وأكثرها ضررا بوضع الأسرة الاقتصادي لأنها باتت عنواناً على المركز الاجتماعي للعائلة، وأصبح عدم إجراء مراسم الفرح أو الخطبة في فندق خمسة نجوم يهز صورتها، ما يدفع الأسر إلى التباهي بارتفاع المهر، وهذا مؤشر على أن دور المؤسسات الأهلية والتشريعات لا يكفي دون قناعة ذاتية· وعن الشباب تقول: ما يغضبني في جيل الشباب عدم اهتمامه بقضايا أمته ووطنه، والفراغ الفكري يقود إلى فراغ سياسي، وهكذا، ينحصر هم الكثير من الشباب في أمور تافهة وسطحية جدا ويريد كل شيء جاهزا· أما ما يفرحني في الشباب فهو تعطشه لمعرفة التكنولوجيا وإجادة التعامل مع الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الخلوية رغم سلبياتها إذا لم تستخدم بطريقة سليمة· ورغم أنها تدعو للحرية والانفتاح على الآخرين، إلا أن هذا ''لا يعني أخذ القشور خاصة صرعات الموضة الغريبة· تقول: شخصيا لا أقبل ولا يرتاح نظري لفتاة مكشوفة البطن، وأنظر لها نظرة سلبية جداً لأن جسد المرأة ليس سلعة، فكيف يكون ملتقى لعيون المراهقين والفضوليين والتعليقات والتحرش في الشارع العام؟ هذا ليس تقدما، بل إشارة واضحة على سطحية في التفكير ومؤشرعلى مرض نفسي''· تحب رحاب الكتابة، لكن ضغط العمل وضيق الوقت حالا دون مواصلة الكتابة وخاصة في الصحف، وبصراحة أكثر ''أصبحت الكتابة غير مجدية أمام ما نشاهده في مناطق مختلفة من وطننا العربي، ولكي تفتح الأبواب عليك السير في التيار وأنا غير مستعدة!''·
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©