السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دراسة تكشف تناقضات موقف الزعيم الهندي من الصراع العربي الإسرائيلي

دراسة تكشف تناقضات موقف الزعيم الهندي من الصراع العربي الإسرائيلي
17 ابريل 2010 21:42
تكمن أهمية كتاب “غاندي والشرق الأوسط” الذي وضعته سيمون بانتربريك في كونه الدراسة الأكاديمية والتاريخية الأولى التي تلقي الضوء على سياسة غاندي تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي منذ بداية الانتداب البريطاني على فلسطين إلى أن أوشك على نهايته بعدما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. وفي هذا الكتاب تقتحم المؤلفة الأرشيف السري للزعيم الهندي لتلملم شذرات أحلام ظلت مبعثرة في دفاتر التاريخ لسنوات خلت. تميط الكاتبة سيمون بانتربريك في كتابها “غاندي والشرق الأوسط” اللثام عن العديد من الوثائق والمستندات الهامة التي تكشف الدور الفعال الذي لعبه غاندي في القضية الفلسطينية. وتقول إن الفترة التي انشغل فيها غاندي بالسياسة في الهند تصادفت مع مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث كان غاندي في بؤرة المشهد السياسي في الهند عندما صدر وعد بلفور 1917، واضطر أن يواجه العديد من الإشكاليات الداخلية في الهند، والتي كانت تتشابه مع مثيلاتها في فلسطين، وهذا التماثل غير المتوقع يجعل من السهل إدراك كيف استحوذ الموقف في فلسطين على اهتمامه. كينونة الإسلام تحدد بانتربريك ثلاث مراحل أو فترات زمنية يتم عبرها استطلاع انطباعات غاندي عن الصراع في فلسطين وتوجهاته مع هذا الصراع. المرحلة الأولى: فلسطين في ظل الخلافة العثمانية، في عام 1918، وكان غاندي متحمساً لشن حملة سلمية جديدة تلبية لنداء داخلي شعر به آنذاك، وكانت الحملة من أجل الدفاع عن قضية كانت في متناول يديه، ألا وهي الحفاظ على الحق الشرعي للخلافة العثمانية وفرض هيمنتها على الأراضي التابعة لها، بما في ذلك فلسطين، وفي عام 1920 استطاع غاندي وبنجاح ساحق أن يحرك مشاعر الهنود جميعاً ضد سياسة الانتداب البريطاني في فلسطين، وهو ما يظهر عبر مقولته”نحن الهندوس والمسلمين أمامنا الآن فرصة لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر، أن قضية الخلافة لن تتكرر ثانية حتى بعد مرور مائة عام”. ومن خلال اهتمام غاندي بقضية الخلافة أصبح وبطريقة غير مباشرة جزءً من الجدل الدائر حول الأرض المقدسة بالنسبة للعرب واليهود والمسيحيين، ولأنه لم يشكك في المطالب الدينية للمسلمين الهنود فقد كان موقفه واضحاً كما يتضح من تصريحاته لجريدة “بومباي كرونكل” في مارس 1921 حيث قال إن “كينونة الإسلام تتطلب الإلغاء التام للانتداب البريطاني والفرنسي، ولن يستطيع المسلمون الهنود قبول أي سيادة مباشرة أو غير مباشرة لغير المسلمين على الأماكن الإسلامية المقدسة، ولذلك فإن فلسطين يجب أن تكون تحت السيادة الإسلامية، ولا يوجد أي قانون أخلاقي أو تشريعي حربي يمكنه أن يبرر للحلفاء أن يعطوا فلسطين كهبة لليهود”. القدس السماوية المرحلة الثانية وهي التي فُتحت أبوابها بعد انهيار الحركة المدافعة عن الخلافة العثمانية في الهند، حينها لم يكن غاندي مقتنعاً بحق اليهود في فلسطين، ونصح اليهود بأن يبحثوا عن القدس في السماء وليس في فلسطين، وكان يقصد قدساً روحياً وليست وطناً فعلياً يقيمون فيه. ومع ذلك وكما تشير الكاتبة، يبدو أن غاندي غيّر بعض آرائه عن القضية الفلسطينية عندما اجتمع في لندن مع رئيس المؤتمر الصهيوني العالمي السيد “سوكولو” الذي خلف “وايزمان” في رئاسة المنظمة الصهيونية، وحسب تقرير سوكولو المقدم إلى أعضاء اللجنة التنفيذية للمؤتمر الصهيوني الثاني عشر أن غاندي قد أعطى له تصريحاً مُرضياً. أما بخصوص المرحلة الثالثة والتي تجعل المرء في حيرة من أمره، بحسب بانتربريك، هي أن غاندي الذي كان مطنباً في الحديث عن المسألة الفلسطينية حتى نوفمبر عام 1938 قد تغير تماماً وأصبح شبه مضرب عن الكلام في هذا الموضوع، وبدأ في اتخاذ وضع دفاعي حذر وأضحى متعقلاً في تصريحاته، على الرغم من أنه كان مهتماً إلى أبعد الحدود بهذه القضية مما تسبب له في كثير من الآلام، إلا أن واقع الأمر يكشف كيف كان غاندي متناقضاً في هذه المرحلة مع نفسه ومع آرائه السابقة التي عبر عنها وهو رباطة الجأش. وتشير الكاتبة إلى أن هناك تفسيراً مبسطاً ومقنعاً لهذا التناقض في قرارات غاندي، فلقد قام بمراجعة تحليلية للأمور ويختر مواقفه وفقاً لتغير الأحداث، ولم يكن غاندي يشعر أنه مكبل بمنطقية تصريحاته السابقة، فقد فرضت عليه أمانته الفكرية أن يلتفت إلى صوت ضميره الداخلي، كما أن ذكاءه جعله قادراً على التكيف مع ما تفرضه الظروف من مواقف. المشروع السري إن اللغز الذي يشبه الألغاز المحيطة بالكائنات الخرافية في الميثولوجيا اليونانية يمكن التعامل معه عن طريق طرح سؤال مبسط، وهو: هل استطاع غاندي، بغض النظر عن تصريحاته الرنانة عن فلسطين، أن يقوم بشيء إيجابي لإيجاد حل للصراع بين العرب واليهود؟ أما الإجابة المثيرة والمفاجئة هي أن غاندي قد قام بالفعل بمحاولة لحل الصراع العربي - اليهودي، وكان ذلك في عام 1937، ولكنه احتفظ بذلك السر ولم يُبح به لأحد. وتوضح بانتربريك أنه تبعاً لوثائق وخطابات سرية خاصة بغاندي لم يكشف عنها سوى مؤخراً أن تناقضات موقف غاندي ومشروعه السري لحل قضية فلسطين، قد تم بتأثيرات عدة، منها تأثير من قبل صديقه القديم الألماني كالينباخ، المناصر للصهيونية والذي كان مرافقاً لغاندي أثناء سنوات الدراسة في جنوب أفريقيا، وقدم لغاندي خدمات جليلة في تلك الفترة. وحين قام كالينباخ بلقاء غاندي في مايو عام 1937، استطاع إقناع الأخير بتفهم ما يجري على الأرض في فلسطين، من وجهة نظره، واسترجع غاندي ذكريات كفاحه في جنوب أفريقيا بما في ذلك الدعم الذي لا يقدر بثمن الذي قدمه له كالينباخ، وكان ذلك ديناً في رقبة غاندي حان الوقت كي يرده. وتضيف الكاتبة:”بعد أن انتبه غاندي إلى الصعوبات التي تواجه اليهود في فلسطين وعد بإعطاء اهتمام أكبر للمسألة اليهودية، كما عكف على دراسة الصهيونية ومتطلباتها من أجل التوصل إلى استنتاجات عما ينبغي أن يقوم به في هذا السياق، وقرر الاطلاع على كل الوثائق التي أرسلت له من أجل أن يكون على دراسة تطورات الأحداث في فلسطين، ولقد ظل غاندي يعمل في صمت من أجل الوفاء بوعده”. سياسة اللاعنف في سياق حديثها عن محاولة غاندي السرية للتوسط بين العرب واليهود في فلسطين تستند بانتربريك إلى ما ذكرته إيسا ساريد في دراستها المختصة للسيرة الذاتية لخالها، هيرمان كالينباخ، حيث قالت إن غاندي بدأ عملية الوساطة من الهند معتمداً على كالينباخ الذي كان يقوم بدور الوسيط. وكان من المفترض أن يقوم القس الأنجلكاني تشارلز فرير أندروز بمساعدة كالينباخ الذي دفع تكاليف زيارة القس إلى فلسطين، وكان مخططاً أن يقوم بعقد لقاء مع البروفيسور يهوذا ماجنس، الذي كان يدعم الجهود الرامية لتحقيق مصالحة عربية يهودية، ولذا تم اختيار كالينباخ وأندروز للقيام معاً بدور الوسيط، وكان اختيار الأخير مثالياً كونه ليس مسلماً وليس يهودياً، ويرتبط بعلاقات جيدة مع مختلف الأطراف، وأيضاً يمتلك المهارات الدبلوماسية اللازمة التي تؤهله لهذه المهمة. وتقول بانتربريك “من أجل استيعاب طبيعة المبادرة التي قام بها غاندي والنتائج التي تمخضت عنها يجب أن نضع نصب أعيننا أربع قضايا أساسية كانت على قائمة أولويات الزعيم الهندي في عام 1937، وهي: أولاً:- ارتباط سياسة اللاعنف “الساتياراها” بسياق أحداث عام 1937 في الهند، حيث اعتمد العرض الذي تقدم به غاندي إلى يهود فلسطين - والذي كان يقتضي التزامهم بسياسة اللاعنف - على حسن نوايا العرب وشعورهم بالود تجاه اليهود. وحسب رأي غاندي فإن كسب ود العرب لن يتم طالما اعتمد اليهود على القوات البريطانية لتأمين حصولهم على حقهم في الإقامة في فلسطين، وكان غاندي يرى أن هذه الرغبة المشروعة سوف تتحول إلى حق معترف به لو أن اليهود نبذوا علاقاتهم بالمحتل البريطاني واعتمدوا على سياسة اللاعنف التي تهدف إلى التقرب إلى العرب والعالم الإسلامي وكسب ودهم”. المسلمون والهندوس ثاني القضايا الأساسية التي كانت على قائمة أولويات الزعيم الهندي في عام 1937: كانت الوحدة بين المسلمين والهندوس وعلاقتها بالتسوية المقترحة، في هذا الإطار، جاء في الكتاب أن الرسالة التي بعث بها غاندي في الرابع من يوليو 1937 إلى وايزمان عبر كالينباخ كانت رسالة واعدة ومؤثرة لأنها كانت مكتوبة بطريقة متقنة فلقد أكدت الرسالة أن سبعين مليون مسلم هندي يعيشون في بلد ليس لهم نزاعات مع اليهود في استطاعتهم تشكيل جماعة ضغط قوية تساهم في إيجاد حل للمشكلة اليهودية في فلسطين، وتوحي الرسالة بأن هذا العدد الكبير من المسلمين الهنود مقارنة ببضعة ملايين من العرب هم أكثر قدرة على ممارسة ضغوط من شأنها أن تؤدي للتوصل إلى تسوية في فلسطين، غير أن رسالة غاندي قد تضمنت خطأً فادحاً أثرت سلباً على جهود غاندي فيما بعد، فالرسالة التي افترضت أن حزب المؤتمر هو الممثل الشرعي والوحيد لكل من الهندوس والمسلمين، نزلت كالصاعقة على محمد علي جناح، وكانت هذه الرسالة بداية لنزاع وشقاق كبير بين كل من نهرو (ذو التأثير الكبير على السياسة الخارجية في الهند ومحمد علي جناح) حتى صارت هناك عداوة بينها مثلث بذور الانقسام الذي حدث تالياً بين الهند وباكستان. وعن علاقة هذا بالعرض الذي تقدم به غاندي في الرابع من يوليو، فمن المؤكد أن هذا العرض اعتمد على حد كبير على تأثير غاندي على المسلمين في الهند، ومن ثم القيام بدور رئيسي في التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية في فلسطين، وفي ذات الوقت قدرة كالينباخ على القيام بدور محوري في تلك التسوية. مشكلة المنبوذين أما ثالث القضايا: فكانت الاستقلال والاقتراح، وهذه القضية تظهر بجلاء عبر البيان الذي أعلنه نهرو آنذاك والذي يتوافق تماماً مع توجهات غاندي، وجاء فيه “إن لم تضعوا ذلك نصب أعينكم فلن تصلوا إلى حل للمشكلة، ما هو جوهر المشكلة في فلسطين، إن المشكلة في جوهرها عبارة عن صراع من أجل الحصول على الاستقلال، إنها ليست مشكلة دينية، إن الاستعمار البريطاني قد تلاعب بأوراق المسألة الفلسطينية بحيث بدا الصراع وكأنه صراع بين اليهود والفلسطينيين بمعزل عن الاحتلال، إن المشكلة الفلسطينية يمكن تسويتها عندما يلتقي العرب واليهود على مائدة واحدة ويصلون إلى اتفاق بمنأى عن الإنجليز، وأنا شخصياً أعتقد أن العديد من العرب واليهود لديهم الرغبة في التوصل إلى حل للصراع بهذه الطريقة”. ورابعها: ارتباط قضية المنبوذين في الهند بالموقف من فلسطين، بدأ غاندي يقارن مشكلة المنبوذين في الهند بمأساة اليهود، وربما استطاع كالينباخ أن يلفت أنظار غاندي إلى التشابه بين أحوال المهمشين في الهند وآلام اليهود عبر التاريخ، ولذلك أصبح غاندي متعاطفاً إلى حد ما مع اليهود، لأن كل منهم تعرض للتمييز العنصري، وهكذا أصبح غاندي أكثر تعاطفاً مع كالينباخ اليهودي، ومع طبقة المنبوذين في الهند، وكان غاندي يرى أن اليهود قد نبذتهم المسيحية، في حين أن طبقة المنبوذين أو “الهريجان” (وهو اسم هندي يعني ابن الله) قد نبذتهم الهندوسية. أسباب الفشل تحدد الكاتبة الأسباب التي حالت دون تحقيق حلم غاندي في تحقيق التسوية بين العرب واليهود في فلسطين ومنها: 1- الثورة العربية. 2- وجود ثغرات في السياسة البريطانية. 3- الحالة الصحية التي أصبح عليها غاندي. 4- غياب كالينباخ وعدم قدرته على الرجوع إلى الهند. 5- الموقف الشديد العداء الذي اتخذه محمد علي جناح ضده. ثم تتناول بانتربريك بالتحليل ما يطلق عليه “السنة الكئيبة” (1939) بسبب سياسات الحزب في الهند والاضطرابات التي حدثت على مقربة من غاندي وكذا تأزم الموقف في فلسطين، وهو ما أفضى به إلى فترات من اليأس والاكتئاب ولاذ بالصمت فترات عديدة، وكان يفكر بالانسحاب التام من الانخراط في المشهد الفلسطيني، وحتى يتغلب على أحزانه ذهب غاندي في زيارة إلى بعض أصدقائه المسلمين في جبال الهيمالايا وبعد أن أنعشه هواء الجبال قرر أن يجازف مرة أخرى ويدلو بدلوه في النقاش الدائر حول فلسطين، ولذلك نشر مقالة عنوانها “اليهود” ظهرت في جريدة “هاريجانا” يوم 26 نوفمبر 1938 وتضمنت المقالة عبارة عن فلسطين للعرب، وكانت هذه المقالة، بحسب بانتربريك، وكأنها جعلته يبحر بشراعه في مياه غير مألوفة لديه والدخول في مناطق مجهولة بالنسبة له. وتستعرض المؤلفة المواقف العديدة والمآزق التي تعرض لها الزعيم الراحل غاندي إلى أن عُقد مؤتمر المائدة المستديرة الخاص ببحث قضية فلسطين في 17 مارس 1939، دون التوصل إلى أي نتائج ملموسة، وحينها أصبح محتماًً على غاندي عدم إقحام نفسه في المزيد من المشاكل المتعلقة بالمسألة الفلسطينية لأن التشابك بين غاندي والموقف في فلسطين كان له تداعيات سلبية على الهند نفسها، ولذلك فقد اتخذ غاندي قراراً بالكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني - اليهودي في منتصف مارس 1939، وكان ذلك عقب لقائه لآخر مرة مع كل من كالينباخ والقس أندروز في دلهي في نفس العام. دور الإنجليز في السيطرة على فلسطين “إن تعاطف الإنجليز مع اليهود هو الذي أدى إلى السيطرة على فلسطين واعتبارها جزءً من الامبراطورية البريطانية بهدف إحباط المحاولات العربية لإقامة اتحاد فيدرالي عربي قابل للامتداد والاتحاد مع الدول الإسلامية المجاورة، كما سعى الإنجليز للسيطرة على الأماكن المقدسة في فلسطين واستغلالها في نشاطات عسكرية في المستقبل، ومن أجل تحقيق هذه الأهداف ارتكب الإنجليز مذابح وفظائع ضد السكان العرب لا مثيل لها في التاريخ”. من قرارات حزب الرابطة الإسلامي في الهند الصادرة عام 1938 رغم أنف العرب “لأن اليهود أكثر عناداً من غاندي فقد قرروا الحصول على الاستقلال رغماً عن أنف العرب ورغماً عن أنف الإنجليز، واستطاعوا بالفعل القيام بذلك، ولقد تدخل غاندي في الشأن اليهودي في فلسطين مرتين، ففي المرة الأولى تجاهل اليهود نداء غاندي لهم بضرورة نبذ علاقاتهم مع الإنجليز، أما في المرة الثانية فقد تعرض غاندي للسب والقذف والشتائم، وتم تشويه سمعته بسبب موقفه مما حدث في “ليلة البلور” عندما طلب غاندي من يهود ألمانيا أن يمارسوا سياسة اللاعنف ضد النازيين، ولقد أثار موقف غاندي غضب واستهجان يهود العالم أجمع، ولم يكن الرجل يتوقع أن تُقابل دعوته السلمية بكل هذا الاحتقار والازدراء، وكان رد الفعل هذا كافياً لإيقاف غاندي من التحرك على رقعة الشطرنج الفلسطيني - اليهودي”. سيمون بانتربريك
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©