السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حنان الحروب: التعليم العربي في خطر

حنان الحروب: التعليم العربي في خطر
13 ابريل 2017 20:19
أحمد النجار (دبي) أكدت الفائزة بجائزة أفضل معلم في العالم لعام 2016، الفلسطينية حنان الحروب أن التعليم العربي اليوم في خطر، بالنظر إلى افتقار الجيل الجديد لأبسط أنواع القيم والأخلاق والسلوكات الواجب غرسها في وجدانهم منذ سنوات النشء الأولى، ليدركوا أن قيمة العلم مرتبطة بأهمية احترام هيبة المعلم، بصفته مربي الأجيال وصانع المجد للمجتمعات، كاشفة عن أنها تستعد لإطلاق مؤسسة لتدريب المعلمين على تطبيق منهاجها في التعليم المبدع. تجربة متميزة أشارت الحروب، التي شاركت مؤخراً في منتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة، إلى تميز التجربة الإماراتية في التعليم، حيث وصفتها بـ «الواعدة» من منطلق اهتمام قيادتها الرشيدة بارتقاء المنظومة التعليمية، وحرصها على تكريم المعلمين وتقدير عطائهم. وحول حصولها على لقب أفضل معلم في العالم، قالت «أفتخر بحصولي على هذه الجائزة في دبي، وهذا دليل على اهتمام الإمارات بالتعليم»، معتبرة أن الجوائز تلقي الضوء على ريادة المعلمين من خلال القصص المذهلة التي يروون فصولها في مدارسهم، موجهة وعلى النقيض من ذلك، رسالة مهمة إلى جميع القادة التربويين بأن المعلم يحتاج إلى الهيبة والمكانة والاحترام ليمارس مهمته ويجود رسالته التعليمية في المجتمع. وحثتهم قبل صياغة أي استراتيجية على ضرورة أن يلعب المعلم فيها محوراً أساسياً. كما دعت إلى مراعاة دعم المعلمين مادياً ومعنوياً، وتأهيلهم قبل الطالب كونهم العمود الفقري والثروة الاقتصادية، وأحد أهم أسباب الرفاه الاجتماعي الذي تراهن عليه المجتمعات المتطورة. وكشفت الحروب لـ «الاتحاد» أنها بصدد إطلاق مؤسسة «حنان الحروب للتعليم المبدع»، بهدف تسليط الضوء على إبداع المعلمين وتدريبهم على تطبيق منهاجها في التعليم المبدع، حيث ستبدأ من المدارس في فلسطين ثم تمتد إلى مدارس العالم العربي، لافتة إلى أن أبرز مشكلة وراء تدهور التعليم في الوطن العربي غياب بيئة حاضنة للإبداعات والبحوث العلمية والاختراعات لتنقلهم إلى العالمية ليتحول إبداعهم إلى منهاج وماركة مسجلة تستفيد منها الشعوب في كل مكان. أثر إيجابي حول الأصداء والأُثر الإيجابي الذي أحدثته الجائزة في مشوراها التعليمي، اعتبرت الحروب أن الجائزة وسام شرف لكل معلم عربي، كونها أسهمت في تعزيز ثقة المعلم الفلسطيني والعربي عموماً بقيمة أدائه ورسالته أمام وطنه ومجتمعه، معتبرة فوزها إشعاع أمل يعيد الثقة والقوة لدى المعلمين، وهي اعتراف دولي بأهمية أدوارهم الريادية وتقدير جهودهم، داعية كل معلم في العالم إلى إطلاق مبادرات تهدف إلى الارتقاء بالتعليم وضرورة إظهارها والمثابرة على إبرازها ولو بجهود ذاتية. وأعربت عن رفضها أن تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية التعليم، وقالت «لا فرق بين الفرد والحكومة ذلك أننا على مركب واحد وعلاقتنا تشابكية، ونحن نأمل إيجاد جسور مشتركة لمواكبة الواقع وتحقيق التنمية التعليمية لبلوغ أحلامنا المشتركة». وأضافت «لا ينبغي أن نلوم الحكومة لأنها تملك المال والسلطة كما يجب ألا نلقي العبء عليها لأن التغيير ينبع من الأفراد، لهذا يجب تشجيع المبادرات الذاتية للانطلاق في مشاريع ابتكارية تخدم المجتمع، وليس خطأ أن نستورد أفكاراً ابتكارية ممن سبقونا في هذا المجال، ونستفيد من تجارب الآخرين مع الحفاظ على أصالتنا وتاريخنا وقيمنا العربية». وعن منهاجها الإبداعي في التعليم الذي نالت عنه الجائزة، قالت: «تعتمد منهجيتي في التعليم على أسلوب الحوار، فنحن نحتاج إلى حوار بنّاء وجلسات عصف ذهني لتشخيص المشكلات وتقييم الأوضاع ثم إطلاق مبادرات استراتيجية لطرح المعالجات والاستمرار في تطبيقها والعمل على بلوغ الأهداف المرسومة لها». وأكدت أن المعلم ليس آلة لتلقين العلم لكنه صانع المستقبل للأجيال، فهو الروح الفاعلة التي يمكنها أن تساعد الطالب في إعادة اكتشاف المعرفة وغرس قيم وأخلاقيات تنمي وعيه وترتقي بأفكاره، مضيفة أنه على الحكومات أن تعي جيداً أهمية تعميم المبادرات التي يقترحها المعلمون واحتضانها وزيادة حصة التعليم في الموازنة، كما ينبغي أن تسهم جميع المؤسسات والوزارات في ذلك لكسر الحواجز وتوحيد الرؤى بين المجتمع والحكومة لتجني نتائجها في سلوكات المعلمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©