الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصممات يخصصن إنتاجهن لحماية الزي الشعبي

مصممات يخصصن إنتاجهن لحماية الزي الشعبي
13 ابريل 2017 20:09
أحمد النجار (الشارقة) مصممات إماراتيات يمارسن مهنة خياطة الأزياء الشعبية وإعادة إنتاجها وتصميمها وفق رؤى توافق الجيل الجديد، يشاركن في أيام الشارقة التراثية في نسختها الخامسة عشرة، مؤكدات في حديثهن لـ «الاتحاد» على اعتزازهن بالزيّ الشعبي وحفاظهن على هذا الموروث الثقافي والإنساني الذي سيظل حاضراً بقوة بوصفه حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، فضلاً عن كونه شاهداً ثقافياً على الهوية ورمزاً للأصالة التي تنسجم مع القيم العربية والإسلامية، كما تطرقن إلى أهمية هذا الزي في مظاهر الاحتفالات والمناسبات العائلية والاجتماعية والوطنية والأعياد وغيرها، وقدمن بعض الرؤى الخلاّقة في إنتاجه وتسويقه والاحتفاء به، وحمايته من الموضة الدخيلة التي تشويه هويته. كنز من الموروث عن دور مصممات الأزياء في إحياء الزي الشعبي، قالت علياء السويدي، مصممة أزياء تراثية، صاحبة «ملبوس العافية»: «دولتنا الحبيبة تمتلك كنزاً من التراث»، مشيرة إلى أن «لكل مواطن يحرص على الحفاظ على هويته والهوية دوراً في حماية الزي الذي هو من التفاصيل التي نبتت على هذه الأرض ونهلها الأجداد والآباء والأمهات وتوارثها الأبناء». وأضافت: «دوري كمصممة مراعاة العادات والتقاليد، وحمل رسالة شعارها إعادة إحياء ما قد يكون اختزله الزمن وطرأ عليه تغيير أو نسيان، كما أسعى لأن تكون أزيائي الشعبية وسيطاً بين الحاضر والماضي». وبين غاية الربح ورسالة حفظ التراث وحمايته من الاندثار، قالت: «عندما تخطط لتجارة معينة فإنك أمام احتمالين إما الربح أو الخسارة، لكنني أعتبر التصميم هواية صقلتها ونميتها، لهذا فإن هدفي بالأساس هو التميز في إنتاجي، فضلاً عن قيمة ما أنتجه من موروث يتعلق بالأزياء». وأكدت حجم التحدي الذي تواجهه في هذه الصناعة والتي تتعلق باختلاف الذوق وصرعات الموضة ونمط الحياة المتغير والمتسارع، ولذلك فلكل مجتمع رغباته واختياراته، لكنها رغم ذلك أكدت أن هناك إقبالاً نسائياً على الأزياء الشعبية من مختلف طبقات المجتمع. واقترحت تعميق الاهتمام بإنتاج وتصنيع واستهلاك الزي الشعبي، داعية الجميع كل حسب اهتمامه إلى المساهمة في تعريف هذا الجيل بماضي هذا الوطن الجميل بكل تفاصيله. جذب الاهتمام أصبح التمسك بالزي الشعبي نوعاً من التحدي في ظل هذا الخليط الهائل من الجنسيات والثقافات التي تشكل مجتمع الإمارات، إلا أن الشريحة الأكبر من المواطنين محافظون على هذا الزي، ويراهنون على بقائه وصموده. وتعد مريم أحمد نفسها واحدة من المصممات اللواتي نذرن إبداعهن لإحياء الزي الشعبي، ورغم أنها لم تمض وقتاً طويلاً في مجال التصميم، فإنها تحاول تجديد الزي الشعبي بأفكار عصرية مستوحاة من مصممين عالميين لتضمن أناقته وتشجع الإقبال عليه، حيث تركز على الألوان الفرائحية، كما تدخل إليه أشكالاً تراثية ورموزاً من وحي الموروث، إلا أنها ملتزمة بالحشمة والقصات التقليدية المتعارف عليها. ولفتت إلى أن نساء الإمارات لا يزلن يرتدين الجلابيات والثياب التراثية في يومياتهن ومناسباتهن، مؤكدة أن الزي الشعبي حاضر بقوة في المناسبات كافة، مثل الأعياد وشهر رمضان والاحتفالات الاجتماعية والوطنية. وقالت أحمد: إن الزي الشعبي سيبقى حاضراً في ظل حضور المصممات الإماراتيات المحافظات على التقاليد والقيم واللمسات التراثية، ولا تستبعد حضوره في مناسبات عالمية. تصاميم دخيلة أكدت حمدة بن سيفان، مصممة أزياء تراثية، منذ 22 عاماً وصاحبة دار «عيون المها»، استحالة زوال الزي الشعبي من الذاكرة الإماراتية، لا سيما بوجود مؤسسات ثقافية داعمة لإحياء التراث والتشجع على انتعاش خط إنتاجيته، حيث تتولى مهمة تجميعه وحمايته والاحتفاء به. واستعرضت بن سيفان أسماء قصات قديمة للأزياء النسائية، مثل «أبوطيرة» و«أبو تيلة» و«أبو قليم» و«أبو دمعة»، مفيدة بأن سبب التسميات مستوحى من أسماء أشياء في الحياة اليومية. ودعت إلى ضرورة تجديد الزي الشعبي وإعادة تصميمه بلمسات معاصرة لكي نبقي الجيل الجديد متعلقاً به ومتحمساً لاقتنائه وارتدائها. وبدأت كلثم مراد، مصممة ملابس تراثية صاحبة دار «ثوب الأميرة للأزياء»، تصميم أزياء للأطفال منذ 8 سنوات عبر ماكينة خياطة بدائية من المنزل، وكانت تشتري قطعاً وتعيد تصميمها بلمسات تراثية، ثم أطلقت مجموعتها الأولى التي نفدت فور عرضها للبيع، قالت: إن خطها يعتمد في إنتاجيته على التصميم اليدوي، إلى جانب إنتاج موديلات بقصات مميزة وألوان زاهية لكل الأعمار وتلائم كل المناسبات، ولا تخفي أنها تستمد بعض الأفكار من وحي أزياء عصرية، لكنها تدمج الموضة بروح التراث، بحيث تحتفظ بهويتها وأصالتها وتواكب اهتمامات وأذواق الأطفال. وأضافت: «مهما اختلفت الأزمنة والموديلات سأظل استحضر نفحات التراث في أزيائي»، مشددة على أهمية التزام المصممات بطابع الحشمة وخطوط القصات التقليدية. ونصحت كلثم الأمهات بأن يرتدين الزي الشعبي ليكن قدوة لأبنائهن، ويشجعهن على الالتزام به كونه جزءاً من هويتهم، ومحاولة تلبية مختلف أذواق الصغار بألوان وقصات تواكب سنهم. وتطمح كلثم إلى توصيل أزيائها الشعبية إلى شعوب وثقافات مختلفة، آملة المشاركة في مهرجانات مهمة للتعريف بالزي الإماراتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©