حلت الصين العام الماضي مكان ألمانيا كأهم شريك تجاري لجنوب أفريقيا. كما أزاحت هذه القوة العظمى الصاعدة القادمة من آسيا، الولايات المتحدة، من المركز الأول في الشراكة الاقتصادية مع القارة السوداء. واستثمرت بكين حسب مجلة “أفريكان بيزنيس” الاقتصادية أكثر من 100 مليار دولار في أفريقيا حتى عام 2009. ويستغل بعض الحكام في أفريقيا الزحف الاقتصادي الصيني بمهارة لدعم استقرار أنظمتهم. ومع ذلك فليس هناك في هذه القارة الأفقر في العالم من يشك في أهمية الاستثمارات والمساعدات الأجنبية. ولكن السؤال هو “من الذي يمنح هذه المساعدات وبأي شروط؟”.
ويعاني الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون والألمان على السواء من أكثر من قيد على نفوذهم في أفريقيا. فليس هناك تلميذ بمدرسة في أفريقيا لا يعي التاريخ المر لقارته بسبب الاستعمار الغربي. ورغم الكثير من المليارات التي قدمها الغرب لأفريقيا على شكل مساعدات تنموية، فإن القارة السوداء لا تزال تعتبر الغرب مديناً لها. ويشتكي الأفارقة بحرقة من أن الدول الصناعية الكبرى الأعضاء في مجموعة الدول الثماني لا تفي بوعودها التي تقطعها على نفسها في قممها.
ونجح الصينيون في اكتساب نفوذ واسع في أفريقيا من خلال المزج الماهر بين القروض الميسرة أو الممولة من واردات النفط والعديد من المشاريع الصناعية ومشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى التزام التحفظ السياسي لضمان الحصول على المواد الخام مثل النفط والغاز وخامات الحديد والنحاس وخامات الألومنيوم واليورانيوم.
وأصبح بمقدور رئيس الوزراء الصيني جياباو أن يعلن بكل فخر في نوفمبر الماضي أن الصين “أنشأت 2200 كيلو متر من السكك الحديدية و3300 كيلومتر من الطرق و30 مستشفى و50 مدرسة و100 محطة لتوليد الطاقة في أفريقيا”. وهناك وجود للصين في أكثر من 35 دولة أفريقية على رأسها نيجيريا وأنجولا والسودان وأثيوبيا. وتضاعف حجم التجارة بين الصين وأفريقيا في عامين فقط ليصل إلى 106 مليارات يورو عام 2008. ومع المشاريع الصينية في هذه البلدان يأتي العمال والخبراء الصينيون، وكذلك التجار والأطباء، حتى أصبح عدد الصينيين في القارة السوداء يقدر بنحو 750 ألف صيني حسب تقدير مجلة “بيزنس دي”.
عدد اليوم
